الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش وداعشيون

محمود القبطان

2014 / 9 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


داعش وداعشيون

يزداد الاضطراب في العراق يوما بعد يوم وليس هناك ضوء في نهاية النفق السياسي المظلم.مؤتمر هنا وآخر هناك ومازالت قوى الإرهاب تمارس أبشع جرائمها بحق الأبرياء في العراق ,ودول تصرف المبالغ الطائلة من أجل ديمومة هذه العصابات اللا بشرية والتي اشتركت أكثر من دولة بتأسيسها كما فعلت من قبلها بتأسيس القاعدة الإرهابية.

مؤتمر جدة لم يخرج بنتائج حقيقية وإنما وبضغط أمريكي لكسب دول المنطقة في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية وبشكل خجول أبدت بعض الدول موافقتها على الإسناد "المادي"فقط أما تركيا والتي هي المسؤولة الأولى في تسريب مجاميع المجرمين من داعش عبر حدودها الى سوريا بنية القضاء على نظام بشار السد ومن ثم دخول هؤلاء سفاكي الدماء الى العراق ليعبثوا به وبأبنائه البررة .ماذا تقدم قطر من مساندة للتحالف الأمريكي ضد داعش؟ وماذا تقدم تركيا أو السعودية ضد داعش لهذا التحالف؟تركيا اعتذرت عن الاشتراك في هذا التحالف "البعض" تفهّم رفض تركيا للحشد الاممي ضد داعش ومنهم العراق حيث قال "فيلسوف" الخارجية الجديدة إبراهيم الجعفري:لتركيا وضعها الخاص!! تركيا نفسها قالت وبصراحة أمس.لا فائدة من محاربة داعش ونظام الأسد باقي!!أمريكا غضت النظر على تسليح وتسريب داعش الى الأراضي السورية بهدف القضاء على نظام الأسد,لكنها ,وكعادتها لا تلتفت الى تجاربها الفاشلة السابقة في العالم,فسرعان ما ينقلب السحر على الساحر وتفشل كل خطط السي آي أي والبنتاغون وينحصر الرئيس الأمريكي في زاوية لا يحسد عليها بسبب توريطه بمساندة الإرهاب الدولي ومن ثم ليتحول 180 درجة الى محاربته.داعش "تحتل" بعض المدن التركية المحاذية الى سوريا ويسرح ويمرح إرهابيوها كما في بلدانهم لابل يقدم العلاج لهم من قبل المستشفيات التركية هناك,فكيف بتركيا التي رعت داعش تقدم على خطوة اجتثاثها؟رئيس التحالف الوطني ووزير خارجية العراق الجعفري جاء منتشيا بعد مؤتمر جدة قائلا بأن سعود الفيصل قال له انه أتخذ القرار بإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد الترميم,إنجاز لا يضاهيه إنجاز,وماذا عن المجرمين السعوديين الإرهابيين القتلة في العراق,هل يسلمهم كما سلمهم من قبله موفق الربيعي؟

اليوم ينعقد مؤتمر باريس لنفس الغرض من أجل محاربة الإرهاب واجتثاث داعش من العراق وبشكل خجول ,كما يصرحون, ومن سوريا,لانهم لا يريدون لنظام الأسد أن يبقى وكأن داعش نزلت على العراق من كوكب آخر.وكما سوريا لم تدعى للمؤتمر كذلك شمل الاستثناء إيران.ماذ فعلت فرنسا في ليبيا عند ثورة الشعب الليبي ضد ألقذافي ونظامه لتأتي الى العراق الآن؟هل يريدون تهديم ما تبقى من العراق أرضا وشعبا؟فرنسا سارعت الى فتح قنصلية لها في إقليم كردستان لمنح الفيزة لطالبي اللجوء الى مسيحي العراق.هل هذا هو هدف فرنسا من التشجيع على الهجرة؟لا أحد ينكر ما تعرض له أخوتنا مسيحيي العراق من إرهاب وتهجير وقتل على أيادي داعش,لكن لننظر الى الكارثة من زاوية أخرى.يقول رجل الدين المسيحي وفي حضرة الحكيم وغيره بأنه لا يستطيع إيقاف الهجرة أو الطلب لابناءه من الرجوع الى بيوتهم التي نهبت عن بكرة أبيها,والأخطر في قوله حين قال:لم يسمع في الخطب الدينية التي تلقى في أيام الجمع أن يطالب إمام جامع أو مسجد بحماية المسيحيين والحفاظ على أموالهم..يقول زميل ترك أهله في الموصل:بعض كبار السن من المسيحيين في الموصل لم يتركوا بيوتهم للحفاظ على ما تبقى وقال ان كبار السن قالوا لا يهم إذا داعش طلبت الفدية فسوف ندفعها لكن الاّمَر هو إن الجيران ومنذ عقود تصل الى 50 أو 60 عاما نهبوا دور المسيحيين .يقول صديق آخر :إن ما مرَ على المسيحيين لم يحدث لهم في أقسى العهود السابقة.ومن هنا لقي الرئيس الفرنسي عذرا وجده بين أيديه لتهجير أخوتنا المسيحيين من العراق بحجة حمايتهم.

المالكي يبدأ جولة كنائب لرئيس الجمهورية,المنصب الجديد ويتحرك به, بعد أن اشترك في تدمير العراق تشبثا بالسلطة.في كربلاء أمس قائلا:قصف الفلوجة تسبب بقتل أهلها ووقف جاء في وقته,لكنه نسى لابل تناسى هو من قصف الفلوجة دون أن يستمع لأحد بحجج باهتة لأنه أراد أن يقال عنه الرجل"الحديدي"ونسى عندما تعرض الفضائية العراقية في عهده وبفخر المدافع التي ضربت الفلوجة.هذا لا يعني عدم استغلال مجرمي داعش لأراضي الفلوجة لكنه كان يعتقد أن ضربها بالمدفعية سوف يدفع داعش الى الاستسلام,لكنه فشل ويريد أن يرمي الكرة في ملعب ألعبادي والذي لا يعرف أحد ماذا يرتب المالكي له من مكيدة تحت الأرض وفي الظلام لإسقاطه.النائب الثاني لرئيس الجمهورية علاوي أخذ ملف المصالحة الوطنية بدل الفاشل عامر الخزاعي ويقال إن العفو العام هو من ابرز المشاكل التي سوف يحلها حلال المشاكل الجديد لكن ليس المصالحة مع من تلطخت أياديهم بدم العراقيين,لكن من هم هؤلاء ولماذا هم طليقون ليومنا هذا مادام الجميع يعرفوهم؟

ذهبت ألقاب دولة الرئيس لتحل محلها السيد الرئيس,كما لُقّبِب ألعبادي أمس والجعفري ب:حضرة...مقدمي البرامج لا يعرفون كيف يتكلمون الآن مع "رجال" الخط الأول في الدولة..أليس الأسهل والأكثر مقبولية بتقديم الشخص المعني بترتيبه الرسمي في البداية وفي النهاية وما بينهما باسمه الشخصي؟إن ذلك لا يقلل من أهمية الشخص المعني لابل يكون أقرب الى الشارع لاسيما إذا قدم شيئا الى بلده وشعبه.

في النهاية إن داعش لا تزول إلا بتجفيف تمويلها والقضاء على من يدعمها وبوحدة العراقيين وإلإ فأن داعش والداعشيون باقون مع إجرامهم .إن العراق يمر بمرحلة خطيرة وبدون تكاتف قواه الوطنية الحقيقية لا يمكن أن يسير الى الأمام في البناء والأعمار.
د.محمود القبطان
20140915








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-