الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر يغرّد خارج -الزرب-

طلال الصالحي

2014 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فوجئت يوما وانا أدخل كازابلانكا لأوّل مرّة ونحن خارجون من بوّابة مينائها البحري بمطبوع ملصق على واجهة "طاكسي" تكسي يعني مكتوب عليه "لاتزرب بزّاف" .. ابتسمت في سرّي مندهشاً وأنا أشير لبعض رفاق السفر بمعنى يثير القرف هذا سرعان ما اكتشفنا أنّه , أي "زرب" يعني أسرع ! ضحكت مع رفاق السفر وقلت ؛ ما أحلى أن يكتب سائقو السيّارات عندنا العبارة الشهيرة الصادرة عن شركة التأمين الوطنيّة العراقيّة "لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك" لكن بفصحى مغربيّة ! ..
"الفضلات البشريّة" والّتي تسمّى بفصحى جنوب العراق بالزراب , هي أيضاً رمز من رموز تفاسير الأحلام تعتبر بشير خير مادّي سيعمّ على من رآها في منامه وعليه فإنّ رزقه سيتحدّد بكمّيّة ما رأى ! .. لذا فال"زرب" هنا أعتبره تعبير دقيق ومناسب للّذين هان عليهم وطنهم وهم في صحوهم وانحطّ قدره بنظرهم , فأصبح الأمر سيان عندهم , أطماع دول أخرى لبلده هي أطماعه أيضاً ؛ ولأجل "عرض دنيوي زائل" يملئ بطنه بما يحصل عليه "زربان" ما سيزول أي "سرعان" ما سيزول , مهما تناول ما لذّ وطاب منه ومهما نكح ما يريد مثنى وثلاث ومسيار وعرفي ومتعة وأماة و"غلمان" محلّون بأساور , على حساب الأخرين وعلى حساب ذمّته وضميره ودينه الّذي يدّعيه , وقد قال إمام المتّقين وقبلة الورعين الزاهد العابد عليّ بن أبي طالب ( أتستكبر وتتمختر وقد جئت للدنيا من مخرجين ) ..
بات الذي يدعو للدفاع عن وطنه كالسيّد الصدر , في زمن "الزراب" هذا ذو النكهة العراقيّة ! "والتعثّر" ذو النكهة المغربيّة .. بات من يدعوا لمكافحة وباء الاحتلال مهما كانت تبريرات المحتلّ ؛ ذو رأي غريب بنظر فئة فاسدة استمرأ سمعها وبصرها وأحشائها ثقافة وطعام الغرباء , فاقدة الإحساس بالمواطنة , فلا غرابة يستهجنوا كلّ من لا يتماشى مع التحضّر المزعوم ولا مع الآيباد ولا مع المجتمع الدولي المتحضر ولا مع القرارات الدولية المتحضرة ولا مع الذوق الدبلوماسي والأتكيتي لليانكي الأميركي المتحضّر جدّاً جدّاً .. حييت يا بن الأجاويد فإنّك ولله الحمد تمثّل الأغلبيّة العراقيّة من أهل الغيرة من جميع أطياف العراق الصامتة أعلى درجات التمثيل ولا أقول يابن الإسلام لأن الذين يدّعونه اليوم كثر وجميعهم تسكن جوانحهم لصوصيّة عقيدة وقوادة نصوص دينية محرّفة , في وقت سكت فيه هؤلاء وسكت فيه دعاة التسنّن عبدة النصوص يبرز ابن الغيرة السيّد الصدر والليل من حول الوطن حالك ليثبت وطنيّة عراقيّة جريئة وسط صمت القوى السياسيّة العراقيّة بجميع أطيافها وكأنّ الصدر يسئل ؛ منذ متى كانت أميركا والغرب أو إيران أو الخليج أو تركيا أرادوا للعراق خيراً أو سعوا للدفاع عنه يوماً ضدّ أعداء العراق تلقاء أنفسهم خاصّةً وأعداء اليوم لا تُعرف حقيقتهم ولا حقيقة مموّلهم ولا عن حقيقة أهدافهم .. نسبة الوطنيّة لدى العراقيين اليوم تتأرجح مع الأسف والسبب الأوّل في ذلك الضغط الإعلامي الديني بشكله الطائفي , والعولمي , كلّها أسباب تضرب داخل النسيج الاجتماعي تمزّقه ما بالك ومن بيننا أصاحب نفوس مريضة لها ثارات قديمة تتغطّى بالوطنيّة أو مغرضة فمثلهم شارة سيّئة وأثر رديء من آثار الانحدار من الّتي تترك أخاديد في مسيرة العراق لكنّها تبقى دلائل أوسمة ونياشين تتلألأ على صدر العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات