الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتبه السيارة ترجع إلي الخلف

أحمد خليفة أحمد

2014 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما أقنعت نفسي بأن ما يحدث الآن محض صدفةٍ وافتراء مني علي النظام الذي يحاول أن يُحدِثَ التغيير المَرجو ، وأن الأمور تسير نحو مشروعاتٍ قومية وإصلاح سياسي واقتصادي ومنظومة عيش تُحَقِق العدالة التي ثورنا لأجلِها .

ولكن كلما أمعنت النظر أتضح لي أنني محق وأن هذا الاعتقاد الذي أحاول ان أقنع به نفسي هو الجناية التي أرتكبها في حق عقلي ومبادئي ، فلتجلس أمام التلفزيون بيدك ريموت الكنترول لتري الصورة بكامل التفاصيل :
*عاد (إبراهيم عيسي) يدافع عن تحركات القائد الأعلى لمنظومة الحكم ، ويداعب عقلية المثقفين بالخطاب الشبابي المسموم مفرِدًا جزء كامل من مادته المعروضة لتوضيح همجية الجماعات الإسلامية ومؤامراتهم علي البلاد والدين بل والعالم كله ،
وعاد الفريق المدلل مرة آخري بكامل طاقمه فـ( مني الشازلي ) بصالونِها الإعلامي الناعم وكذلك (عمرو الليثي ) بديلاً عن (محمود سعد) الذي فقد فقرته في هذا السيرك الإعلامي و(معتز الدمرداش ) بفقرة ذكريات الطفولة و ( جابر القرموطي ) ليعرض مانشيتات الصحف وقضايا حقن السيلكون للفنانات و ( وائل الإبراشي ) بقضايا الأديان وعرض المؤامرة الكبري المتعلقة بالأمن القومي و ( يسري فوده ) يتحرش بالنظام من بعيد فاضِحًا بعض أكاذيبه ووجهه الفاشي.
وهكذا ...

تابع وأنظر جيدًا لِتَجدَ الصورة أصبحت كما السابق لم يتغير سوي أسماء البرامج والضيوف ، ما سمعنا في قنواتهم عن هذا المواطن الذي حرق نفسه منذ أيام اعتراضا منه علي سوء حالته ومعيشته ، بل وما عَقَبَ أحدهم علي إخلاء سبيل (علاء عبد الفتاح ) بعد همجية القضاء والنيابة في التعامل مع الاحراز والمضبوطات وإنتهاك حرمته الشخصية هذا الناشط الذي كان سجين كل نظامٍ لا أعرفه ولا تربطني به أية صلة ولكن هو عدو كل نظامٍ لذا هو علي صواب ، حالة من التغييبِ والتنويمِ المقصودة والمُمَنهَجة علي المواطنين ، وهذا ما سمعته اليوم من (إبراهيم عيسي ) يؤكد ما أقول فقد تناول متابعة المصريين لمباراة ( الأهلي والزمالك ) بفرحةٍ عارمة وقال نصًا : اليوم عاد الشعب وعاد أقوي حزبين ممثلين علي الساحة حزب " الأهلي " و حزب " الزمالك ".

نعم فقد كانت الكرة لفتراتٍ كثيرة مضت هي " أفيون الشعب " وهذا الترياق الذي يخمد المارد كلما حاول ان يستيقظ وحينما أستيقظ المارد وأرق نومهم وهَدَّدَ مناصبهم وكراسيهم وفضح مؤامراتهم كان لزامًا عليهم أن يفرحوا لأن الشعب عاد لينام من جديد.

إن قضية الحقوق والحريات ستبقي إشكالية هذا المجتمع ، حالة من الانقسام المجتمعي ما بين رفقاء ميدانٍ وفكر وبين موالين لكل نظام مهما تشكل وتغيرت ملامحه.
كِدتُ أؤمن أن هذا المجتمع لم يُخلق إلّا ليُستعبَدَ مرة بخِطابٍ مُغَيِب ومرة بعصى أمنية وآخرى بسلطةٍ فاشلة ، يصحب هذا الإيمان يقين داخلي بأن هذه الأرض لم تعد تروق لي ولا هذا الهواء ولا هذا الضجيج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار