الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجوية العراقية .. و الجواهري الكبير ..!

مازن العاني

2014 / 9 / 16
كتابات ساخرة


لا علاقة لهذا العمود بفضيحَتَيْ ابن الوزير مع "الميدل إيست" اللبنانية، والمسؤولين الثلاثة الذين أجبروا طائرة الجوية العراقية على الهبوط في مطار بغداد بدلا من مطار النجف حيث وجهتها المُقَرة. الفضيحتان صارت لهما "شنة و رنة" في وسائل الاعلام و على مواقع التواصل الاجتماعي، و نالا حقهما من الاضاءة و الادانة.
نعرف حالة الشلل التي اصابت الخطوط الجوية العراقية بعد غزو الكويت عام 1990، لذا فنحن لسنا متطلبين قساة على خطوطنا، و لا نتوقع منها ان تكون قادرة اليوم على توفير الكثير مما توفره خطوط جوية اخرى للبلدان المتقدمة و المتأخرة.
لكن تواضع مطالبنا لا يمنعنا من رصد ظواهر غريبة ترافق هذه الخطوط. قراءة "دعاء السفر" قبل اقلاع الطائرة على سبيل المثال، بلحنه الحزين المثير للكآبة، يجعلك تشعر بانك في مجلس عزاء أو مكان منكوب، و يسكنك شعور و كأنك ذاهب الى حتفك بظلفك...! تمعنوا في هذا المقطع كي تحكموا بانفسكم ؛ "اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر , وكآبة المنظر ,وسوء المنقلب في المال والاهل"...!
السفر يا سادتي سياحة، و السياحة متعة، كما متعة الاكل و الشرب والقراءة ومشاهدة الابداعات الفنية، و للمتعة أجواؤها و مستلزماتها المادية و المعنوية و النفسية، و ينبغي على من يقول"ها ذا أنا" في ميادينها ان يتقن تطوير هذه المستلزمات وتقديم كل ماهو جديد و ممتع،كما نشاهد في وسائط نقل الاخرين، لا ان يقدم لزبائنه ما يذكرهم بالموتى و حفاري القبور.
"الزبون ملك" قاعدة ذهبية في عالم السياحة كما في عالم التجارة ، و المسافر يا سادتي هو زبون على متن الخطوط التي تحمله، لكن عندنا في بلاد العجائب؛ الملك هم المسؤولون، من السيد الوزير الى السيد الخفير، اما الزبون- المسافر فهو ليس اكثر من بطاقة سفر، وارقام رحلة و بوابة دخول و مقعد جلوس في الطائرة، وعليه ان يخضع لارادة الملك و مزاج مريديه.
طيب الله ثرى الجواهري الذي ذكرني وانا انصت لـ"دعاء السفر" ما ذكره ذات يوم عن سفرة له من بغداد الى حيفا نهاية الثلاثينيات ، و كيف ان جمعية الطيران العراقية (نادي فرناس الجوي) كانت تطالب المسافر بتوقيع تعهد قبل صعوده الطائرة يقر فيه بعدم تحمل الجمعية أية مسؤولية عن اي طارئ و أذى يتعرض له الركاب خلال الرحلة. ومما قاله الجواهري ؛ "أحسست يومها و انا امسك القلم للتوقيع وكأني أوقع على شهادة وفاتي و أنا على قيد الحياةً".
لماذا يريد المعنيون في وزارة النقل ان نقرأ الفاتحة على أرواحنا و نحن مانزال أحياء...؟
ثم ما علاقة " دعاء السفر" بالركاب الاخرين من ابناء الديانات و المذاهب الاخرى في العراق، و من الكوريين و الصينيين و السيخ و الـكركة، ممن يستقلون طائرات الخطوط الجوية العراقية بشكل شبه دائم.. ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ مازن العاني المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 9 / 17 - 07:11 )
تحية و تقدير
اعتقد ان موضوع دعاء السفر قد تجاوزته الخطوط الجوية العراقية حيث لاحظتُ ذلك خلال الرحلتين السابقتين ( ذهاب واياب (اربعة مرات) خلال الاشهر القليلة الماضية من فرانكفورت
امتنعوا عن اعلانه او تلاوته كما السابق
نتمنى لك سفرا مريحا على الخطوط الجوية العراقية

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي