الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..

محمد عبعوب

2014 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كورقة إضافية قوية تدفع بها لضمان تنفيذ مشروعها لتفتيت المنطقة، ولضمان وقوف ما قد يكون آخر المترددين في الشارع الغربي الى جانب مشروعهم الموسوم بسم "حرب استئصال داعش" ، قدمت دوائر المخابرات الغربية التي تقف وراء هذا المشروع المواطن البريطاني ديفد هانز كقربان على مذبح الهيمنة ، بالإحاء الى أدواتها في المنطقة الملتهبة بإعدامه في مشهد دموي مرعب لاستكمال المشهد المسرحي الذي سيعطي الشرعية الكاملة لتنفيذ مرحلة جديدة من مشروع الفوضى الخلاقة وإعادة تخريط المنطقة بما يخدم المصالح الغربية و "اسرائيل" تحت لافتة القضاء على داعش.
ذلك الشريط المرعب الذي حرصت "داعش" على توزيعه ونشره ليشاهده العالم بأسره، سيضيف صفحة سوداء جديدة لملف الاسلام كدين يدعوا للعنف في ذاكرة الانسانية التي التبس عليها الأمر ، ولم تعد -أمام المشاهد الدموية المرعبة من عمليات قتل وحرق واغتصاب واسترقاق وبيع للاطفال والنساء يمارسها أشخاص مهووسون بممارسة الارهاب في اقسى صوره- لم تعد تفرق بين الاسلام كدين يدعو للسلام، وبين ما يقترفه هؤلاء القتلة باسم هذا الدين وهم أبعد ما يكونوا عن أي دين سماوي أو ارضي.
فالمشاهد لذلك الفيلم المرعب حول عملية قتل المسكين ديفد هاينز بطريقة تعود للقرون الوسطى ولم يعد العالم اليوم يقبلها حتى في الدول التي لم تنل نصيبا من التحضر، هذا المشاهد وهو يرى انسان تطوع لانقاذ الضحايا الابرياء يذبح كالحيوان فقط لأنه يحمل جنسية دولة تشارك في حرب مشبوهة، حتما لن يكون في باله مجال للتفكير والتمييز بين الاسلام كدين جاء من أجل سلام الانسانية، وبين ممارسة هؤلاء الجبناء الذين اتخذوا من هذا الدين غطاء لتنفيذ ما أوحى لهم به اسيادهم الذين صنعوهم ليكونوا أداة تمهد لهم الطريق أمام تنفيذ مشروعهم.
هاينز هذا المسكين جلبه حظه العاثر الى سوريا ليكون أحسن قربان يمكن أن يضحي به الغرب على مذبح الهيمنة، فقتل مواطن بريطاني متطوع لإنقاذ ضحايا الحروب المفتعلة في سوريا بتلك الطريقة البدائية التي لم تعد تطبق حتى على الحيونات في بعض الدول، سيعطل كل عقل على وجه الارض يمكن أن يشحذه صاحبه للتمييز بين الاسلام كدين نزل من أجل الإنسانية، وبين ما يقترفه هؤلاء المتدثرين بالاسلام ويطعنونه في أعز وأقوى ركن من أركانه وهي احترام النفس البشرية وتحريم قتلها بدون حق، كما جرى للمسكين ديفد..
بهكذا مشهد دموي تكون امريكا وشركائها في تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة، قد ضمنوا وقوف كل الاوساط الرسمية والشعبية في المنطقة والعالم باسره الى جانبهم ، كما يعطيهم هذا المشهد المبررات المقنعة لارتكاب مذابح وتدمير مقدرات المنطقة بحجة مطاردة مقاتلي داعش الذين سيقاتلون بشراسة من تمت تعبئته بالفكر الجهادي المزور، وسيباد منهم من يباد، وسيتبخر الآخرون كما تبخر قبلهم مقاتلي القاعدة في مسرحية هزلية لا زالت المنطقة تدفع ثمنها حتى اليوم..
على شعوب المنطقة حتى تلك التي تعتقد أنها بمنأى عن صهيد هذه الحرب، ان تستعد لحروب تحت لافتات جديدة لن تعجز واشنطن عن اختلاقها، فالمشروع الامريكي الغربي لا يستثني أي طرف من خططه التخريبية سوى "اسرائيل" التي هي جزء من مبررات صناعة مشروع الفوضى الخلاقة وإعادة تخريط المنطقة ، ولم يعد اليوم أمام شعوب المنطقة هناك من مخرج سوى الاندماج في هذه الحرب لاستئصال وباء داعش، من اراضيهم، والبدء في نفس الوقت في مشروع توعوي للأجيال القادمة يبعدها عن الانجرار وراء هكذا مشاريع تدميرية ستتفنن دوائر المخابرات الامريكية والغربية في تسويقها والترويج لها بين اوساط شباب منطقة الشرق الاوسط، كما يجب على حكومات هذه المنطقة العمل على استثمار أكبر جزء من مواردها في التنمية البشرية الصحيحة والسليمة ومحاربة البطالة والفقر الذي يعد افضل حاضن لانتاج ظاهرة التطرف والعنف التي تستثمرها الدوائر المعادية في إطالة أزمات المنطقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا