الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المص(ا) لحة بعد حزف الالف

كور متيوك انيار

2014 / 9 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


المصـــــــ(ا) لحة بعد حزف الالف

كور متيوك
في جنوب افريقيا بعد إن خاض الشعب حرباً شرساً ضد سياسات الفصل العنصري ولقد انتهى الحرب وسياسات الفصل ، واستفاد منها الشعب الجنوب افريقي ايما استفادة وذلك بفضل الرئيس نيلسون مانديلا ، وحول الكراهية التي اعتملت قلوب الشعب الى حب جارف بين مكوناتها بيضاً وسوداً ، وجنوب افريقيا يمضون للامام والى المستقبل بعد إن تركوا الماضي خلفهم . في رواندا عاش الشعب حرباً لامثيل له قتل فيه مايفوق المليون في حرب الهوتو والتوتسي ، رغم انهار الدماء الى إن المياه عادت لتكون صافية دون الوان حمراء ، والشوارع عادت خالية من الجثث ومن الرؤوس المقطوعة ، روائح الجثث اختفت ، ولقد قطعوا شوطاً كبيراً الى المستبقل وادركوا إن ماحدث كان لحظة جنون لايمكن إن يتكرر .
في بلادنا الذي استشهد فيها الملايين من مواطنينا بمختلف قبائلهم من اجل الاستقلال وعندما نلنا الاستقلال كانت الاحقاد المدفونة في النفوس تخبئ الاسوأ وفي لحظة جنون كما كانت في رواندا خرج الدينكا والنوير يقتلون بعضهم البعض كما فعل الهوتو والتوتسي ، إلا إن تاريخ الامم والشعوب مليئة بمثل هذه الاحداث ويكون العبرة دوماً هو مدى الاستفادة من مثل هذه الاحداث وتحويلها الى عوامل نجاح ، وهذا مافعله اليابان بالفعل وفي لحظة جنون العالم دخلت الحرب وانتهى بالقنبلة النووية في هيروشيما ونجازاكي وذلك في لحظة جنون امريكا ، واليابان استسلمت لفداحة الخسائر البشرية وفي البنية التحتية ومنذ ذاك الوقت نبذت الحروب لتحول اهتمامها الى الاقتصاد واصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين .
بعد إن اقتتلنا في لحظة جنوننا ماذا سنقدم للعالم ولانفسنا ؟ هل سنلجم جنونا ؟ ام إن الجنون ستلجم عقولنا وتطلق سراح ايدينا ؟ .
الايام وحدها سيجيب على ذلك ! إن ما حدث في البلاد لم يكن حدثاً عادياً لقد كانت كارثة وطنية وقومية لايمكن إن نطوي صفحاتها ونحملها الى المقابر لنعود ونضحك على عظيم انجازاتنا الغير منجزة ، صفحة حرب الجنوب جنوب لايمكن إن يطوى بين ليلة وضحاها ، استغربت إن الحكومة ترعى مؤتمرات للمصالحة وتوفد له مسؤولين كبار في ولايات لم يتضرر من الحرب مثل مؤتمر واو و واراب قبل ايام ، فهل كان فكرة المؤتمر من تلك الولايات ومن ثم اشرفت عليها الحكومة ؟ ام إنها فكرة الحكومة والاخير هي الارجح فيبدوا إن هناك لجنة للمصالح تضطلع بتلك المهمة ؛ وهنا يتساءل المرء إن كان الحكومة جادة حقاً في إجراء مصالحة فلماذا لاتجريها في مخيمات اللاجئين ويبدأ من جوبا حيث يكتظ مخيمات الامم المتحدة بالالاف من المواطنين الجنوبيين ؟ إن كان هناك من يحتاج الى إن يعرف معنى المصالحة ومعنى العيش المشترك ونسيان الماضي فهم لاجئيي المخيمات لانهم لم يدخلوها للمرح والترح والترف بل هناك مخاوف حقيقية جعلهم يدخلونها ! هولاء هم من يحتاجون الى زرع بزرة المصالحة في رؤوسهم حتى تنمو ، وعندما يحين وقت المصالحة الشاملة يكون تلك البزرة قد فعلت فعلها ، اما إن يجرى مؤتمرات للمصالحة في ولايات واشخاص لم يتضرروا ضرراً مباشراً من الحرب فهذا يضع الشكوك حول مدى الجدية من قبل الجهات المعنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30