الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيثم خلايلة ومنال موسى - زاوية أوسع

سليم سلامة
كاتب، صحفي، مترجم وحقوقي

(Saleem Salameh)

2014 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعرف هيثم خلايلة ولا منال موسى، لا شخصيا ولا فنياً (لم أستمع لأي منهماـ وقد يعتبر البعضُ هذا "تقصيرا"، وربما أكثر!!). لا أعرف أين يسكنان ولا أيا من أفراد عائلتيهما. لا علاقة لي ببرنامج "أراب آيدول"، لا من قريب ولا من بعيد، لم أشاهده، لا أشاهده ولن (إن حييت!). لستُ من مناوئي هذه النوعية من البرامج التلفزيونية (الفنية الثقافية ـ الاجتماعية) من ناحية مبدئية، إنما أعارضها بالصيغة التي تجرى فيها في السنوات الأخيرة وما تكرسه من منظومة قيم (موبوءة بالتقسيمات والتشنجات الجهويّة، بالسطحية المذهلة والاستعراضية المغثية و"التحليق" الانتشائي في عوالم من الفقاعات). وهذا ناهيك بالطبع عن كونها مستوردة، قلبا وقالبا، لا إبداع في صنعها، وناهيك عن (وهذا هو الأهمّ): تسيّدها وهيمنتها على كل شيء في حياة ملايين من الناس، على عقولهم وقلوبهم، إلى درجة أسرِهِم في وهجها وضجيجها وتحييدهم عما يدور حولهم لكنه يهتك حياتهم ويفتك بمستقبلهم (فرادى وجماعات) فيندرج ـ في المصبّ ـ تحت تعريف: الاحتلال الثقافي، الاجتماعي، النفسي!
وبعد هذه المقدمة التوضيحية المقتضبة، آتي إلى قضية الشاب والصبية والصورة.
تذكّرني هذه الحرب الضروس التي تدور رحاها بين المدافعين من جهة والمهاجِمين من الأخرى (لا بين الشابين كليهما أو أحدهما وبين "الجمهور"!) بقصة أخرى لصورة أخرى في زمن سابق حينما تقرر مصير قائد في حزب سياسي ببيّنة صورة!... حدث هذا قبل نحو ثلاثة عقود. فهل ترددون: كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا؟؟ لا أعتقد هذا، مطلقا. نحن في منحدر. والاعتقاد بأن ما يحصل اليوم "شبيه" بشيء مثيل قد حصل ليس إلا نتاج خداعٍ بصريّ. لأن الحُكمَ على الشيء (الحدث / التصرف...) ينبغي أن يتمّ بميزان شروطه الزمكانية، الاجتماعية، الثقافية، الموضوعية هو، لا شروط زمان ومكان آخرين، كليهما أو أحدهما لا فرق. ومن هنا، فإن التصرف ذاته في واقع منفصل عن سابقه، لا زمنيا فحسب، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وقيمياً.
لا يغيب عن بالي احتمال هبوب البعض للدفاع عن الشاب والصبية من منطلقات ولغايات متسقة تماما مع منطلقات وغايات التظاهر في حيفا ضد "داعش" (بل، مُعادِلةٍ ومُوازِنةٍ لها ـ طائفيا! ـ كما قد يدعي بعض الخبثاء): محاولة التجهيز للفوز بصيد انتخابي قريب! وبعيدا عن سوء الظن، ليس في وسعي إنكار هذا الاحتمال أو نفيه.
{للمعنيين: ثمة خطأ كبير، جوهري وأساسي، بين خطأ / خطيئة الشاب والصبية هذه وبين مسلك ميرا عوض: فالأخيرة فعلت ما فعلته ارتباطا بالمؤسسة الرسمية الحكومية (وزارة الخارجية)، باسمها ونيابة عنها مع الوعي الصارخ بأنه يُستثمَر في مسعى لعرض السياسة الرسمية على نحو مناقض لحقيقتها، لتلميعها وتبرئتها، عوَضا عن كونه يحمل صفة التكرار والاستمرارية}.
ومع ذلك، لنا أن نعيد طرح السؤالين المبدئيين الجوهريين على أنفسنا، دون محاولة الالتفاف والتدوير، من جهة، ودون محاولة الهروب إلى أمام من جهة أخرى: أإذا قال فلانٌ موقفاً صحيحاً من منطلقات مرفوضة ولغايات ساقطة، بل عَفِنة، فهل من اللزوم أن يضعني هذا، أوتوماتيكا، في زاوية معارضة الموقف والتصدي له؟؟ هل نبقى نتصرف على النحو في جانب، بينما نحن ندعو إلى مكافحة التعصب و"تحكيم العقل" و"عدم التشنج" في جانب آخر؟
والسؤال الآخر: كيف لا نخجل من تلوننا إذ نتصدى، بكل هذه القوة والشراسة، لشاب وصبية (هما ليسا أكثر من شخصين فردين، في نهاية الأمر!) على خطأ (فادح) ارتكباه ونصمت / نتعاون مع كبائر ترتكبها "أحزابنا" وقياداتها بالركوع الاستجدائي عند مكرمات "ملكيّة" من هذا النظام العربي أو ذاك، يستفيد منها (من هذه "المكرمات") أولا وقبل الآخرين: أبناء وبنات هؤلاء القادة، أقرباؤهم وأنسباؤهم، ثم جمهرة المطبلين والمزمّرين لهم، مع أقربائهم وأنسبائهم أيضا؟؟
وكيف ننهش وجهيّ الشاب والصبية بينما نصمت / نتعاون، بل نجلّ ونبجلّ، طوابير العاملين في "صوت إسرائيل بالعربية"، مثلا، بل نتمنى صداقتهم ونتدافع على أعتابهم طامعين في ودّهم (وودّ مشغّليهم!) عسى نفوز باستضافة في برنامج أو حديث على هوائهم؟؟؟؟
عندما نواجه أنفسنا، بكل ما يعتمل في دواخلنا (أفرادا أولا، ثم جماعة)، باستحقاق هذا السؤال، دلالاته ومفاعيله، قد يصبح الكلام في الموضوع العيني زائداً عن الحاجة! وليس في كل ما قيل، أعلاه، ذرة دفاع واحدة عن الخطأ الذي وقع فيه المعنيان، سهوا وانجرارا أو عمدا وتقصداً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام