الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي ونظرية المؤامرة .

مني يسري

2014 / 9 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تميزت الثورات العربية للقرن العشرين بأنها ثورات شعبية بالمقام الأول قامت بها الشعوب بجميع فصائلها ضد ظلم استبد بهم لعقود طال أمدها !

ولعل أهم ماميزها أيضا هو اكتساح تيار الإسلام السياسي لتلك الثورات وامتطائهم لثورات شعبية دفعت شعوبنا الحرة ثمنا باهظا لها من دماء شهداءنا الأحرار الذين لم تجف دمائهم ولم نقتص لهم بعد ...!
وقد تميز تيار الإسلام السياسي بما لايدعي مجالا للشك فى الوطن العربي هو التلاعب بعواطف الجماهير ، واللعب علي أوتار المشاعر ، وحبال الغرائز !
ولعلهم يوظفون مشاعر هؤلاء البؤساء لصالحهم غالب الوقت ، فلا أيسر من اللعب علي غرائز انسان أنهكه الفقر ، وقضى علي وعيه الإنساني جهل طال أمده !
ولعل حكم الإسلاميين فى مصر وركوبهم الموجه الثورية خير دليل علي ذلك ، فبعد ثورة يناير المجيدة رأينا اقصاء واضح لشباب الثورة انتهي بتخوينهم ، وانتهاك أعراضهم ، وإلصاق تهم العمالة والتخابر بل وصل الأمر حد الإتهام بالكفر والزندقة ؛بدلا من أن يكمل هؤلاء الشباب الثائر مشوار بدأوه لتحقيق أهداف ثورتنا العظيمة ..:
وحين اعتلي الإخوان المسلمين حكم مصر فوق دماء الشهداء ، رأينا مارأينا من تحالف ضد القتله من أعضاء المجلس العسكرى ، وتخوين واتهام بالعمالة لأي معارض للإخوان ولحكمهم !
ولا أحد ينكر أن تولي الإسلاميين للحكم ليس إلا من قبيل مخاطبتهم لمشاعر الجماهير المغيبة ، وإعطائهم صكوك الغفران إن انتخبوا من يريد تحكيم شريعة الله فى الأرض !
ووعودهم بجنة السماء ، تعويضا عن جحيم الأرض الذي يعيشون !
كل هذا ليس ببعيد عنهم ، وما اعتدنا من خطاباتهم إلا علي شماعة المؤامرة الكونية التي تحاك ضدهم من سكان الأرض وربما المجرات المجاورة ، أعداء البشرية الذين يقفون حائلا فى سبييل تحقيق السعادة السرمدية التي سيحققها الإسلاميين للبشرية التعيسة بحكمهم وتمكينهم!
ولعل هذا ماتوارثوه من زمن بعيد ، فأى اخفاق منهم وانهيار لمنظماتهم ، خلفه مؤامرة من أحد الحاقدين ...
أبتداءا بسقوط الأندلس إلي سقوط الخلافة العثمانية عام 1-;-9-;-1-;-4-;- م
ختاما بسقوط حكم الإخوان علي أرض مصر ...
خلف كل تلك الأحداث التاريخيه مؤامرات كونية أدت لإنهيار أوهامهم ، متناسيين كل الأسباب التاريخيه والمادية والعلمية والإجتماعيه التي تسببت فى ذلك ، متناسيين إخفاقهم وفشلهم فى القدرة علي السيطرة علي الأمور !
واذا نظرنا لاخفاقات الاخوان فحدث ولاحرج ، منذ ابتدأوا بسب الثوار ، وتحالفهم ضد المجلس العسكري طمعا فى تولي الحكم ، وكأن المجلس العسكري هو من أعادهم للحرية ، وأخرجهم من السجون وليس الثورة التي نسوها فى غمرة نشوتهم بالسلطة !
وهم إذ ينصبون أنفسهم وكلاء عن الله فى أرضه ، حماة للدين ، يرتمون فى ذات الوقت فى أحضان الإمبريالية الأمريكيه ، ويسبون شركائهم فى الوطن مخونيين إياهم إذ اختلفو معهم فى الرأي !
وعندما سقط الإخوان تناسوا كل اخفاقاتهم مبررين ان مؤسسات الدولة لم تكن تريد العمل مع مرسي ، فى الوقت الذي تصدعت رؤؤس المصريين بمديح مرسي فى خطاباته لرجال الشرطة البواسل ، ولجنود القوات المسلحه (اللى زى الدهب ) ؛ وللقضاء الشامخ الذى أفرج عن قتلة الثوار وأعطاهم براءات مجانية من دماء الشهداء الذين جلس الإخوان فوق دمائهم علي كراسي الحكم !!
حقيقة الأمر ان فصيل الإسلام السياسي ماهم إلا مجموعه من البراجماتيين الذين يستغلون الجماهير المغيبة والظروف العامة لمصالحهم حتي إذا اخفقوا وضاعت مملكتهم التي بنيت علي أوهامهم ، وأحلام باعوها للفقراء والبؤساء وما أكثرهم فى وطننا ؛ علقوا الأمر علي نظرية المؤامرة !

إن مجتمعاتنا العربية فى أحوج حاجتها للطليعه التقدمية المثقفة التي تندمج فى المجتمع بشتي الأشكال ، تخاطب العقول وترفع من وعي الجماهير ، مخاطبة العقول والانسانية ، لا المشاعر والغرائز التي يتلاعب بها الاسلاميين دوما !
والتي تلحق بمجتمعنا فى ركب الانسانية وتعالج الاخفاقات بشكل منهجي ، بعيدا عن مؤامرات الإسلام السياسي ! ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. The Solution - To Your Left: Palestine | عركة التحرر - على ش


.. -جزار طهران- أو -نصير الفقراء- .. كيف سيتذكر الإيرانيون إبرا




.. شرطة نيويورك تعتقل بالقوة متظاهرين متضامنين مع غزة في بروكلي


.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح




.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة