الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العالمية_ ح 12

مثنى ابراهيم اسماعيل

2005 / 8 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ان حرب 1973 افلست الامل المصري لزعامة الامة العربية فغادرت مصر من محيط العمل العربي باتجاه التحديات التي تواجه الامة تاركة فراغا سياسيا احكمت امريكا اغلاقه لتملئ في ظله فراغا للدكتاتوريون لتبدء افلامها بعد ان بدات صناعة نجومها كقادة وهميين لتنهي الامة العربية بهم في ظل برنامج مسلسل مشروعها الشرق اوسطي . لقد فعلها السادات في امة العرب بالتخلي والتراجع والاستسلام واعلان الحب والصداقة سواءا
لامريكا او اسرائيل بل افشاء ستراتيجية دي امريكا كما فعلتها دولا غربية كبرى كاليابان والصين والمانيا وفعلها اتاتورك في الامة التركية المسلمة ولم يفلح الشاه في مسعاه في الامة الايرانية حيث تنحي وضمور القومية
وانبثاق التثوير الديني وظهور الاخوان المسلمون و نمو الثورة الخمينية وتحدياتها واعتبار صدام بتوجيه وتدبير
امريكي ان الثورة الايرانية تشكل خطرا لانها تريد تصديرا لثورتها فظربت امريكا ايران وحجمتها وقت الحرب
وجمدتها بحرب الثمان ستوات الصدامية من انتشار الوعي والحماس الديني واثار هذه الثورة التي جاءت لترسخ
الدعوة الاسلامية وانتشارها من خلال انتشار الفقه الاسلامي كفكرا اصوليا وكما حصل في مصر وايران وافغانستان و الباكستان الى ان تطورت الامور وكبر مشروع المواجهة للتيار الاسلامي الاصولي المتشدد بعد
احداث سبتمبر حيث كبرت وعظمت المواجهة للاسلاميين مهما كانت اسرار هذه الواقعة ولتعلن امريكا مشروعها العالمي باتجاه محاربة الارهاب فكرا واشخاصا و تهديد الارهاب النووي وسقوط انظمة وحكام وتهييج
القاعدة ومراقبة اسباب تمويلها وارصدتها بقيادة ابن لادن وطالبان التي سقطت بمساعدة ايرانية لامريكا في هذه الجولة فهكذا اقتضى اللعب لتحقيق المصالح وباي ثمن ...اذن حينما تدخل التيارات الدينية في المعترك السياسي فانها تفعل اكثر مما يفعله رجالات السياسة البعيدين كل البعد عن التزامات الجانب الاخلاقي ) ولهذا فصل ميكافيلي بين الاخلاق والسياسة وهو صاحب كتاب الامير ذات الشهرة العالمية الذي تحدى به الكنيسة الكاثوليكية الرومانية باتجاه تاسيس فكر علماني متنور عصري وله الفضل بانشاء مدرسة فكرية في اوروبا
ويستشهد بكتابه الى يومنا هذا كالغاية تبرر الوسيلة ولا يستغني رئيس دولة عن حيازة نسخة من كتاب الامير
.انه يختلف عن ارسطو في كيفية ان الحاكم والمحكوم لا يهدفون الى النفع والخير فيقول في الباب 17 من الامير
من الواجب ان يخشوك الناس وان يحبوك ولما كان من العسير الجمع بين الاثنين فالافضل ان يخشوك على ان يحبوك .اعتبر ميكافيلي ان هدف السياسة هو المحافظة على قوة الدولة وتوسيع نفوذها وهذا لا يتم الا بوجود وازع اخلاقي او ديني حيث الغاية تبرر الوسيلة ولهذا تعجب من الحكام الذين يوسعون سلطانهم غير ابهين لاي رادع يذكر.ولذا قال دونرجيه عندما قارن بين ارسطو وميكافيللي قائلا لقد اوجد ارسطو الركن الاول من علم السياسة وهو اعتماد منهج الاستقراء والملاحظة .واوجد ميكافيلي الركن الثاني وهو المنهج الموضوعي المجرد
من الاهتمامات الاخلاقية( في مناصرة امريكا في مشروع التصدي للارهاب على ضوء الاستفادة من ملاحقة
ابن لادن والمتشددين الافغان بمساعدة ايرانية .ان نموذج الثورة الايرانية جاء ليصطدم مع عصرنة النظام العالمي الجديد .وكان للنمذج المتشدد للثورة وتعصبها وهضمها للحقوق ما سببته في استغلالها للشعب العربي
الاحوازي ومحاولتها تفريس هذا الاقليم الذي يجب ان ينال استقلاله او فدراليته على اقل تقدير ليتخلص من محاولاتهم في دحره وفقدان هويته في مناخ قاسي منافي لقوانين حقوق الانسان والشرعية الدولية كما حصل في
العراق اليوم بعد ازالة جو القهر واستبداد النظام وقهره فكل الطوائف والقوميات في طريقها للحصول على
حقوقها .ان محور الخلاف بين طهران وواشنطن هو تهديدها لاسرائيل وضرورة اندماج ايران وديا في النظام
الجديد المعد للشرق الاوسط بتحويل فلسطين الى شعب اعزل لكي تسيطر اسرائيل على مقدرات المنطقة في كل
المجالات ولذلك فان العراق اليوم حلبة يلتقي عليها المتخاصمان ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا