الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس : رسالة سياسية- انتخابية شخصية إلى الشيخ راشد الغنوشي .

بيرم ناجي

2014 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هذه رسالة من مواطن تونسي و مناضل مستقل حزبيا و لكن ينشط كمناضل قاعدي في الجبهة الشعبية إلى السيد راشد الغنوشي بعد تدخلاته الإعلامية و السياسية الأخيرة.

" بعد سنوات طويلة من التنظير حول "التدافع الاجتماعي" وأخرى قصيرة من الحديث عن حماية الثورة واستكمال أهدافها ، ها هو الشيخ يتحول من ناحية الى بطل " التوافق" ومن ناحية ثانية إلى شبه "مخبر طبقي" عبر نصح الباجي قائد السبسي بالحذر من أقصى اليسار الذي يدافع عن الصراع الطبقي... داخل "نداء تونس".

طبعا ،الشيخ يعرف إننا نعرف جميعا التجمعيين الذين التحقوا بالنهضة والآخرين الذين تتفاوضون معهم كأحزاب " دستورية".
وطبعا، "الشيخ" يعرف ان "اليساريين" الذين التحقوا بنداء تونس اغلبهم تنكروا للصراع الطبقي منذ زمان و لا داعي للوشاية بهم عند السيد الباجي قايد السبسي و لا داعي الآن للنقاش النظري حول الصراع الطبقي و التدافع الاجتماعي.
و طبعا، نحن نعرف انه لا توجد خلافات طبقية كبيرة بينكم و بين نداء تونس و أنت تؤكدها بنصيحتك الأخيرة الهادفة إلى "الوفاق الطبقي" بينكما كرد على "المعاضدة" المقابلة.
و طبعا ،نحن نعرف ان ما تسمونه عدم ممارستكم للإقصاء عندما أمسكتم بالسلطة هو دليل على أنكم – في نهاية التحليل- من طينة طبقية واحدة.
و طبعا، نحن نعرف ان إشارتك تلك المقصود بها يسار آخر خارج نداء تونس و موجود خاصة في "الجبهة الشعبية".
وطبعا، نحن نعرف ان إشارتك تلك هي تضحية بحلفاء الأمس المساكين من "المؤتمر " و " التكتل" الذين اعتقد كثير من جمهورهم انكم ثوريون.
وطبعا، نحن نعرف ان ذلك استكمال لخطة تخريب الأحزاب التي بدأت بأحزاب مثل " الجمهوري" و"الاصلاح و التنمية" و "حركة الشعب" و تواصلونها مع "نداء تونس".
. وطبعا، نحن نعرف ان ذلك يسير في نفس منحى تعويض مشائخ النهضة من " الصقور" و تعويضهم برجال الأعمال
و طبعا، نحن نعرف أن ذلك يسير في نفس منحى تملصك من حزب التحرير و السلفيين و غيرهم من الإسلاميين .
و طبعا ،نحن نعرف انك بذلك تضحي بأحلام من غررت بهم من عموم النهضاويين - بمن فيهم بعض من رابطات حماية الثورة المغرر بهم - الذين اعتقدوا يوما انك "ثوري" و تريد حماية الثورة و لن تتقاطع مع عصابة الفساد و الاستبداد.
و طبعا، نحن نعرف انك ستبرر ذلك كله بالتكتيك السياسي و بفقه التكليف الذي يبرر التقية الدينية موهما أتباعك انك تطبق: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها."
قد تدلل بكل هذا انك " داهية " سياسيا ...في التعامل مع الهزائم و مع الأحزاب الأخرى.
و قد تقنع النهضاويين ان ذلك من أجل حمايتهم من الإقصاء في صورة انتصار نداء تونس انتخابيا.
و لكن ما ذنب عموم التونسيين؟
وما ذنب الطبقات الفقيرة خاصة فيما تفعل؟
لم تعادي الأحزاب التي تدافع عنهم وتحرض على اتحاد الشغل الذي به يحتمون عوض الاقتراب منهم ان كنت مسلما ثوريا و نصيرا للفقراء؟
ولم تغازل كل من يسرق عرقهم رغيفهم و حليبهم و دواءهم...؟
هل ستكفي الفقراء "أضاحي العيد" و" قفاف الإعانة" و" الزيجات الجماعية" و "أموال الصدقات" النهضاوية...مرة كل خمس سنوات؟
وما ذنب الإسلام يا "شيخنا "؟

يا سيد راشد ،

هل تذكر بم كنت بدأت محاضرتك المعنونة " الثقافة و السلطة وحقوق الانسان" الواردة في كتابك "مقاربات في العلمانية و المجتمع المدني" الصادر عن "المركز المغاربي للبحوث و الترجمة" سنة 1999 وفي الصفحة 133 تحديدا؟
أذكرك بها:
كنت قد بدأتها بحديث للرسول محمد يقول فيه : " اذا رأيتم العالم يرتاد السلطان فاتهموه."
يا رجل : الباجي لم يصبح بعد سلطانا و أنت تراوده منذ الآن لترتاده؟

و يا سيد راشد،

هل تذكر قول العرب القدامي :" اذا رأيت الخليفة و قد سمن بعد هزال فاعلم انه قد خان الله و خان الرعية"؟
يا شيخ :احذر السمنة الجسدية و الفكرية رجاء.
وسامحك ربك يا رجل...
أما فقراء شعبك، وهم الأغلبية، فسيظل فقرهم يلاحقك ...حتى الرحيل.
وأما منفيو و سجناء ومعذبو و مجوعو و جرحى...شعبك فسيظل عذابهم يلاحقك حتى الرحيل.
و أما شهداء شعبك ، بمن فيهم شهداء النهضة القدامى، فسيظل دمهم في رقبتك ...حتى الرحيل.

كلمة أخيرة:

لا تعتقدن اننا بهذا نطالبكم بالتحالف معنا ضدهم .
و لا تعتقدن اننا سنتحالف معهم ضدكم.
اذا تقاتلتم أو تحالفتم و/أو تعاضدتم فسنكون ضدكم في المعارضة للتخفيف من آثار قتالكم أو تحالفكم.
و نعدكم و نعدهم اننا سننصر المنهزم منكم – أو من غيركم- اذا انتقم منه الثاني بما يتنافى مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.
هذا ما فعلناه معكم عبر تحالف "18 أكتوبر" .
و هذا ما فعلناه معهم عبر تحالف "جبهة الانقاذ".
هذه طريقنا و لسنا نادمين و لن نغير مبادئنا.
هذه تونسنا و هذه تونسيتنا و هذه مبادؤنا التي ستقودنا في الانتخابات و بعدها.
و سنحتمي بشعبنا وليس بالمستعمر القديم/الجديد الذي لا يريد الديمقراطية إلا على مقاس مصالحه.
وسنحتمي بشعبنا و ليس بمشيخات بدو القطران التي نسبقها بآلاف السنين في الحضارة و التمدن.
و سنحمي شعبنا مهما كلفنا ذلك منكم و منهم و من غيركم."

الإمضاء:

بيرم ناجي
"بتفويض ما - بعد استشهادي" من :
شكري بلعيد و محمد البراهمي.
و "بالنيابة" عن المواطنين المجهولين :
" خضراء التونسي" و " شعيب التونسي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلط ساذج 1
أنيس عموري ( 2014 / 9 / 18 - 09:06 )
تقول (لا تعتقدن اننا بهذا نطالبكم بالتحالف معنا ضدهم. ولا تعتقدن اننا سنتحالف معهم ضدكم. )
في أوربا حيث استقرت الديمقراطية منذ عشرات السنين، ولم يعد الناس يخشون عودة الفاشية للحكم. في هذه البلدان يتحالف اليمين واليسار ضد اليمين المتطرف، ولعلمك فإن اليمين المتطرف عندهم، مقارنة باليمين الديني عندنا يمكن اعتباره في قمة الديمقراطية. ومع ذلك يحرص الناس هناك على التخويف منه ومن التحالف معه ومن مغبة وصوله إلى الحكم.
في تونس، مازالت الديمقراطية تحبو، ومازال الخطر الإسلامي الذي لا يؤمن بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، والذي يعتبر الصراع الطبقي بدعة غربية لأن المسلمين إخوة، في هذا البلد يسعى اليسار فيه إلى بث الخلط والبلبلة في أذهان الناس وهو يسوي بين الباجي والغنوشي. ويرفض التحالف معه من أجل ترسيخ القيم الديمقراطية في البلاد وهي القيم الوحيدة، حتى الآن، التي تمكنت الطبقات المستضعفة بها من الدفاع عن نفسها عبر حرية التنظيم النقابي والجمعوي والحزبي. هل أفهم من هذا أنكم الوجه الآخر للإسلام السياسي في عدائهم للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنكم تسعون لبناء دكتاتوريات باسم العمال لو فزتم
يتبع


2 - خلط ساذج 2
أنيس عموري ( 2014 / 9 / 18 - 09:18 )
لم يتعظ اليسار من التجربة الجزائرية. يومئذ تحالف اليسار (حزب العمال بقيادة لويزة حنون، جبهة القوى الاشتراكية بقيادة آيت أحمد) مع الإسلاميين، بل وطالبا تمكينهم من الحكم لأن الشعب انتخبهم وأيضا بحجة التخلص من حكم العسر، رغم أن شعار الجبهة الإسلامية للإنقاذ كان (لا ميثاق، لا دستور، قال الله، قال الرسول) وكان قادتها يكفرون الديمقراطية صراحة.
في مصر تعاملت القوى العلمانية، يسارها ويمينها، بسذاجة لا تصدق مع الإسلاميين، قبلوا بهم كشريك سياسي رغم أنهم لا يقبلون من الديمقراطية إلا الانتخابات (إذا جاءت في صالحهم). ترشح لرئاسة مصر محمد رسي، ونافسه أربعة يمكن أن نصنفهم كعلمانيين، ونجح مرسي، لأن العلمانيين شتتوا جهودهم، وبعد الكارثة هرعوا لطلب النجدة من العسكر لإنقاذهم من الفاشية الإسلامية الزاحفة.
متى نتعلم في بلداننا، أن الدفاع عن الديمقراطية والحريات يجب أن يكون قبل الحديث عن الصراع الطبقي وعن حزب اليسار؟
متى نعتير بتجربة الحكم اليساري التي تحولت إلى استبداد أقليات مذهبية تقزمت حتى اختصرت في شخص واحد يتعالى على المحاسبة والنقد ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
تحياتي


3 - ويل للمصلين
بيرم ناجي ( 2014 / 9 / 18 - 13:53 )
عزيزي أنيس :ليتك لا تقف عند ويل للمصلين
أعد قراءة الفقرة التالية كاملة و بعد ذلك سترى اننا لا نختلف
لا تعتقدن اننا بهذا نطالبكم بالتحالف معنا ضدهم .
و لا تعتقدن اننا سنتحالف معهم ضدكم.
اذا تقاتلتم أو تحالفتم و/أو تعاضدتم فسنكون ضدكم في المعارضة للتخفيف من آثار قتالكم أو تحالفكم.
و نعدكم و نعدهم اننا سننصر المنهزم منكم – أو من غيركم- اذا انتقم منه الثاني بما يتنافى مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.
هذا ما فعلناه معكم عبر تحالف -18 أكتوبر- .
و هذا ما فعلناه معهم عبر تحالف -جبهة الانقاذ-.
-هذه طريقنا و لسنا نادمين و لن نغير مبادئنا.-

اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في