الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق الانجاز

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2014 / 9 / 17
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يسعى كل منا إلى تحقيق الانجازات ولكن الوسائل تختلف ومع اختلافها قد يفشل البعض وقد ينجح والسؤال هنا ما هي الآلية التي تتحقق وفقها تلك الانجازات وما هي الأبعاد التي تقف خلف ذلك سابدا العرض لهذا الموضوع من كلمات للشاعر (صامويل تايلور كولدرج )
حيث يقول(( ماذا إذا نمت ، وماذا إذا بداخل نومك حلمت وماذا إذا بداخل حلمك ذهبت إلى الجنة ومن هناك اقتطفت زهرة غريبة ورائعة وماذا إذا حين استيقظت وجدت هذه الزهرة بيديك)). هل من الطبيعي أن تجلب شيئا من عالم الأحلام إلى العالم المادي ؟
ينشا معظمنا لكي يكون شخص تقليدي أنا لا انتقص من الأشخاص التقليديين لكن التقليدية ليست كافية ، التقليدية أن تسير بحياتك وتملا الفراغات وتدفع الضرائب وتؤدي الواجبات المنزلية والمهنية وتفعل ما يامرك به الأعلى منك شانا سواء في العائلة أو خارج محيطها وتصبح مواطن جيد وأمين ثم بعدها تموت ثم ماذا ؟ ما الذي خرجت به ما الذي أنجزته ما الذي وصلت إليه ما هي البصمات التي تركتها خلفك كي تخلد اسمك لا شئ هذه نتائج التقليدية لا شئ سوف تمحى من الحياة بممحاة وكأنك لم تولد أصلا . أما الغير تقليدي هو شئ مختلف تماما هو الغور داخل الذات وإدراك إن هنالك شئ غير تقليدي والذي أنت لطالما تعلمت من المحيط الخارجي أن لاتؤمن به لكنه موجود راسخ قوي داخل كل واحد منا وعلينا أن نصل إليه ونخرجه للنور ، اننا جميعا أشخاص غير تقليديين وغير عاديين والإثبات يأتي من الإمكانيات التي يحملها كل منا على سبيل المثال لا الحصر هل تعلم إن عضلات جسم أي إنسان إذا جمعت كعضلة واحدة يمكنها سحب 25 طن وهل تعلم إن دماغ الإنسان يحتوي على ما يقارب 150 مليار خلية عصبية وهل تعلم إن العين البشرية تستطيع تمييز 10 مليون لون في الثانية الواحدة وهل تعلم إن جسم الإنسان يحتوي على كهرباء لو أمكن توليدها منه لجهزت بلد كامل بالكهرباء لمدة اسبوع كل هذه الإمكانيات ونأتي لنصدق أو يجعلنا الآخرين نصدق إننا تقليديين عاديين.
ولكي نتجاوز التقليدية علينا أن نستشير المكان الخفي بداخل كل منا والذي يدعى الروح ، يقول احد أساتذة الروحانية البلغاريين (( مثالية الروح ليس المعرفة ولا النور ولا السعادة بل مثالية الروح تكمن في المساحة، الاتساع ،الشئ الذي تحتاجه الروح هو أن تكون حرة كي تتمدد وتتسع وتصل إلى اللانهائية نعم مثالية الروح هي اللانهائية انه لشئ بائس أن يتم تقييدها إنها قطعة من الروح الكونية والتي هي غير محدودة )). الكثير منا يعتقد انه جسد فقط جسد ولا يعلم انه انتقل عبر عدة أجساد منذ ولادته ولغاية العمر الذي وصل إليه عبر مرور الزمن لا يعلم إن جسمه يتغير شكلا ومضمونا وان الجسم تتغير خلايا أعضائه بموت الكثير منها وولادة خلايا جديدة كل فترة زمنية ، إن الشئ الذي لا يتغير في أي واحد منا هو الروح إنها أبدية الوجود.
الآن ما الذي نحتاجه لتتحقق الانجازات بعد أن عرفنا إن الروح هي مفتاح الوصول الأول ، نحن بحاجة إلى الانتقال إلى ما وراء الملائمة لكي نحقق الانجاز الانتقال إلى ما وراء الثوابت الروح لا تحب أن تقيد أو تحدد أو تسجن وكثير من الناس يعيشون بهذه الحدود الرهيبة القاتلة للذات والانجاز .إن التحديدات التي حددنا بها أنفسنا اتتنا منذ الصغر من الوالدين ومن محيط العائلة ومن المجتمع فلماذا نبقي أنفسنا مسجونين بتلك المحددات انه لشئ غريب ، إن المبدأ الأول الذي يجب أن نتعلمه لتحقيق الانجاز هو ( إذا أردت أن تنجز شئ ما يجب أولا أن تتوقعه من ذاتك ) أن تتوقع انك أنجزته بالفعل فالعقل اللاواعي ( الباطن ) لا يميز بين الصورة الحقيقية والخيالية فهو يبني لك على ما تتوقعه أو تتصوره وبالتالي يسهل لك الانجاز أوتوماتيكيا.
الكثير من الناس يعتقدون إن الانجاز يأتي عبر ما يملكون أو ما يفعلون من الأمور التقليدية أو ما يجيدون فعله إن صح التعبير ، هذا ليس انجازا والبعض يعتقدون إنهم يمثلون ما يعتقده الآخرون بهم مثل سمعتهم على سبيل المثال هذا ليس انجازا.
الأمر الثاني الواجب إدراكه لتحقيق الانجاز هو الخيال حيث إن خيال الإنسان هو ملك له لوحده وليس لأحد أن يتحكم فيه أو يحدده ، علينا أن نتخيل ما نريد أن نكون أو ما نريد انجازه في كل أوقاتنا في كل فراغ أو متسع من الوقت لنا فيه أن نتخيل ما نريد.
ثالث أمر مهم ومؤثر لأجل تحقيق الانجاز هو إننا يجب أن نربط الخيال بالمشاعر والأحاسيس أن نشعر بخيالنا يحقق لنا ما نريد لان الأحاسيس والمشاعر ترسخ الاعتقاد وتدعمه ، يقول الكاتب (هنري ديفيد ) (( إذا تقدمت بثقة في اتجاه أحلامك الشخصية وسعيت لتعيش الحياة التي تخيلتها سوف تقابل النجاح الغير متوقع في ساعات قليلة وسوف يطاردك النجاح إذا وضعت في خيالك ما تريد أن تجذبه وبدأت بالشعور به )) كل شعور لديك يصنع انطباع في العقل اللاواعي حول جسدك وحول وعيك علينا أن ندرك أن العقل اللاواعي يتحكم بحوالي 97% مما نفعله في حياتنا وان العقل اللاواعي يتبرمج من خلال العقل الواعي وما يصنعه العقل الواعي فيه . علينا أن نبدأ بتدريب عقلنا اللاواعي ليتفاعل مع أي كان ما نقترحه.
رابع أمر لغرض تحقيق الانجاز هو الشعور بالحب والذي لابد لنا أن نفترضه على الأقل لابد أن ندرك حقيقة إن أي عمل أو انجاز أو مهمة نريد انجازها تدعم من خلال الحب وعبر الحب وان ندرك إن الله سبحانه وتعالى هو الحب.
الأساس الخامس لتحقيق الانجاز والذي هو من أهم الأسس هو ( الرغبة الجامحة) فبدون تلك الرغبة أو بوجود رغبة ضعيفة لا يمكننا أن نحصل أو حتى نشم رائحة الانجاز.
الأساس السادس لتحقيق الانجاز هو برمجة العقل اللاواعي قبل النوم ليلا ، إن الحالة التي يمر بها عقل الإنسان قبل النوم بخمس دقائق يطلق عليها مرحلة ( الالفا) التي تكون بين اليقظة والنوم هذه الحالة هي حالة التأمل الروحي التي يمارسها بعض الأشخاص للاتصال بعالم الروح في هذه الحالة يستقبل العقل اللاواعي بشكل أفضل من أي وقت آخر ويمكن برمجته بقوة وسهوله لذا لابد لنا أن نركز بما نقوم بإدخاله من أفكار في الخمس دقائق التي تسبق النوم وعلينا أن نعبئ هذا الوقت بالأفكار التي تدعم أهدافنا والتي تصور لنا النجاح.
إن الأسس التي تناولناها هي أسس تمت تجربتها لدي الكثير من أصحاب الانجاز ولو يسال احدهم لأجاب بأنه يمارسها يوميا ولكن باختلاف العبارات والتسميات كل حسب ثقافته وفهمه ، من هنا لنا أن نختار أن نكون تقليديين ونمحى بممحاة الزمن أو نكون مؤثرين لأنفسنا أولا ومن ثم للآخرين ونصبح من أصحاب الانجاز في المجال الذي نراه يتناسب مع أفكارنا وأهدافنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة