الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء هذا الانبطاح الكامل للإملاءات الأمريكية ؟

أياد السماوي

2014 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا وراء هذا الانبطاح الكامل للإملاءات الأمريكية ؟
مجريات الأحداث منذ سقوط الموصل ثاني أكبر محافظات العراق وباقي محافظات الغرب العراقي السنّي في العاشر من حزيران وقبلها , تؤكد أنّ ما جري من أحداث على الساحة العراقية قد تمّ التخطيط لها ستراتيجيا في دوائر صنع القرار الأمريكي , فليس من الصدفة أن تعلن الإدارة الأمريكية إنّ ما جرى في العراق من سقوط مريع وسريع لعدد من محافظات الغرب العراقي السنّي وما تعرّضت له بعض قطعات الجيش العراقي من انكسار وانهيار وهزيمة على أيدي عصابات داعش والمتحالفين معها من عصابات البعث المجرم , إنّما كان بسبب الأخطاء الجسيمة المتراكمة للحكومة العراقية , وليس من الصدفة أيضا أن يلقي العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي والوزراء والقادة العسكريين , اللوم على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي في هذا الانكسار والانهيار , وليس من الصدفة أيضا أن تندفع إدارة الرئيس أوباما لتطالب هي الأخرى بضرورة تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي , وليس من الصدفة أن تندفع هذه الإدارة في التأييد والترحيب لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي وحكومته , فكل هذه الأحداث جرت تحت أنظار ما يسمى بالمشروع الأمريكي في العراق , وقد يعتقد البعض أنّ المشروع الأمريكي في العراق يتمّثل في بلورة عراق ديمقراطي تعددي موّحد , فهذا الاعتقاد سرعان ما اصطدم بالدعوات الجديدة القديمة الداعية لتقسيم العراق لثلاث فيدراليات شيعية وسنّية وكردية , ويبدو من خلال سير الأحداث أنّ الإدارة الأمريكية قد تبّنت بشكل نهائي مشروع نائب الرئيس الأمريكي بايدن , ويبدو أيضا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية قد نجحت في إقناع المكوّن السنّي في هذا السيناريو , حيث أصبحت غالبية القيادات السنّية السياسية والدينية من أكثر المطالبين بالتقسيم الطائفي .
لكنّ السؤال الأهم والأخطر يدور حول موقف التحالف الوطني الشيعي والمرجعية الدينية العليا التي باركت لهذا التغيير , من هذا المشروع الذي باتت ملامحه واضحة من خلال التدخل الأمريكي القوي في تشكيل الحكومة الجديدة , وعدم منح وزارة الدفاع للمكوّن الشيعي , ورفض مرّشح كتلة بدر السيد هادي العامري لتوّلي وزارة الداخلية , وتوافد المئات من المستشارين العسكريين الأمريكان إلى بغداد لقيادة سير العمليات والحرب على داعش بشكل مباشر , وأخطر ما في هذا المشروع الأمريكي هو المساواة بين قوات الحشد الشعبي وبعض الفصائل الشيعية المقاتلة التي قاتلت جنبا إلى جنب مع الجيش العراقي في حربه الضروس مع هذه العصابات التي دمرّت البلد بالكامل , فالمشروع الأمريكي قد ساوى بين الجلّاد والضحية , حيث ساوى بين القاعدة وداعش والبعث المجرم و بين الحشد الشعبي الذي لبّى نداء المرجعية الدينية العليا في الجهاد والدفاع عن الوطن وبعض الفصائل الشيعية المقاتلة التي شمّرّت عن بطولة متناهية واستعداد لا نظير له في التضحية والاستشهاد في سبيل الأرض والعرض , ناهيك عن النوايا الأمريكية المعلنة في تضييق الخناق على النظام وحزب الله في سوريا لصالح المعارضة السورية والجيش الحر .
وعلى ما يبدو إنّ أطرافا في التحالف الوطني الشيعي والحكومة العراقية الجديدة , ترة إنّ الإذعان للشروط والإملاءات الأمريكية من شأنه أن ينقذ البلد من حالة التمّزق وخطر التقسيم ويبعد شبح الحرب الأهلية التي أوقدت نارها جريمتي سبايكر وبادوش , لكنّ السؤال الأكبر , إلى أين أنتم ذاهبون يا قادة التحالف الوطني العراقي والحكومة العراقية ؟ وما هو موقف المرجعية الدينية العليا من هذه الإملاءات الأمريكية ؟ .
أياد السماوي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم