الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رعاع .. وقبول بتزويرالحقيقة ..

ربحان رمضان

2014 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


رعية ورعاع ، رعية يفترض أن تكون الشعب ، والجمهور الذي يتحمل مسؤليته تجاه الحاكم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .
ورعاع هم غالبية الناس الذين يتأثروا بالخبر كيفما كان دون اثبات .. فقال عنهم علي بن أبي طالب : " .. .. رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.... "
الرعاع هم السواد الأعظم من االشعوب ، ليست الشعوب الجاهلة والمحبطة والسلبية فحسب ، وإنما شعوب تتصف بالحضارة والتقدم والرقي غير انها تؤخذ بالخبر كيفما كان ، حتى باتت هذه الصفات لدىها اكثر تجذرا وشمولية مما يتصف به النظام الاستبدادي من وحشية وسفالة وفساد .
في عام 1977 خرج السادات من دمشق إلى القدس بعد اجتماع مع المقبور حافظ الأسد والمجنون القذافي ، وفي اليوم التالي نشرت صحف البعث والثورة وتشرين الخبر مع إضافة كلمة " الخائن السادات" ..
فما كان من أحزاب جهة الزور في دمشق " نضال الشعب - قاسيون - الوفاق -الميثاق .. " إلا أن كررت نفس الخبر مع إضفة الخائن السادات ووجوب مقاطعة النظام المصري عقوبة على اتفاقه مع اسرائيل ورفع علمها فوق شرفة سفارتها بالقاهرة .
إغتيل السادات عام 1981 وصل حسني مبارك إلى سدة الحكم في مصر فقال عنه حافظ الأسد أنه وطني ، فما كان من صحف البعث والقورة ونضال الشعب والنتور والميثاق وغيرها إلا أن كتبت تأييدا لرأي حافظ الأسد وأضافت أنه يجب تنشيط التجارة مع مصر قلب العروبة النابض ، ولايزال علم اسرائيل حينها يرفرف في سماء القاهرة ، ولم يتغير سبب مقاطعة مصر إلا أنه بتغير موقف حافظ الأسد .. تغيرت وتحولت مواقف أحزاب جبهة الزور والكثير من الأحزاب السورية .
في لبنان يختلف الأسد مع بشير جميل فيأمر مواليه وعلى رأسهم عاصم قانصو لقصف بيت الكتائب وتصرخ أحزاب جبهة الزور أن الكتائب عملاء ومجرمين وغير ذلك ، يأتي أخوه السيد أمين جميل ، يتوقف حافظ عن أوامره بالرمي وتعود أحزاب جبهة الزور فتحيي الكتائب وعلى رأسها الرئيس المعتدل أمين جميل ، ثم يختلف من جديد فتقف أحزاب الموالاة نفس الموقف ، عندها يرسل حزب الكتائب ممثله الذكي " كريم بقرادوني " يضحك على حافظ اسد فيرضى ويرضي احزاب الموالاة التبعة له في دمشق .
اسرائيل اجتاحت لبنان فوقف الشعب اللبناني مدافعا عن أرضه وعن حدود سورية ومعه الفصائل الفسلطينية وعلى رأسها فتح ، في حين أن جيش الأسد لم يقم بواجبه كما كان يدعّي النظام وإعلامه في دمشق ، ورغم ذلك وعندما اختار عرفات حقن دماء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وتراجع إلى سورية فرض عليه الأسد المقبور التبعية ، والوصاية ، وعندما رفض عرفات أبعده حافظ الأسد من سورية واعتقل رفاقه في السلاح .
نفس الذي يجري الآن في عالم القرن العشرين ، حيث أننا لو سألنا أي شخص من الأوكرانيين والروس عن المذابح التي تجري في بلادنا "سورية العزيزة " لوجدناه يجادل بحرارة على أن ثورة الشعب السوري شئ أشبه بالثورة لعصابات مسلحة ، وأن النظام نظام قويم .... !!!!!!!!
في مصر انتخب السيد محمد مرسي وكان مرسي متضامنا مع ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة ، لذلك كان إعلام مصر الحكومي والخص موجه لتأييد الثورة السورية ، ففتح الشعب المصري قلبه للسوريين ، وتضامن معهم ، ورحب بهم في بلاده .
في العام الماضي زرت القاهرة لفترة وجيزة بعمل فأحسست بقلوب المصريين دافئة تجاه السوريين ، غمروني بالعطف وأشعروني بالتضامن الكلي مع قضية الثورة في سورية .
سقط مرسي ، جاء السيسي ، تغيرت لهجة وسائل الاعلام المصرية ، فتغير أسلوب التعامل مع السوريين الهاربين من القمع والاستبداد ، وبدأوا بمضايقة اللاجئين السوريين ، وصدرت مراسيم بترحيل بعضهم في حين بقي القسم الآخر تحت رقابة السفارة السورية وسمعها ، هكذا فعل النظام الجديد في مصر ، وهكذا أشاع اعلامه ، وهكذا مورس بحق الجالية السورية في مصر .

التزوير في كتابة التاريخ :
سأسرد حادثة تاريخية عن نوع من أنواع التزوير للتاريخ : كان من أصدقاء والدي محمد أديب رمضان الأخوين عبد الوهاب وممدوح عمر باشا رحمهم الله جميعا ، وكان الاخوة عمر باشا من عصبة صبري العسلي في الثورة السورية وهي عصبة المثقفين ، ولما وصل المقبور حافظ أسد إلى الحكم أنشأ رابطة أسماها رابطة المجاهدين السوريين وعين الأستاذ ممدوح عمر باشا ريسا ً لها ، فجاء ممدوح رحمه الله إللا والدي وقال له : دعني أسجل اسمك ياأبو برهان ضمن قائمة المجاهدين السوريين ، فتقبض شهريا 150 ليرة تقاعد ، فرفض والدي وأجابه : سجل غيري من المحتاجين "بيجيك ثواب" وفعلا قام المرحوم عمر باشا بتسجيل الكثير من الناس ليساعدهم في الحصول على راتب شهري بحجة انهم مجاهدون .. يعني بالمشرمحي " تنفيعة" وهكذا أصبح الكثيرين من الناس مجاهدون ، وأولادهم حاليا يفتخروا بأجدادهم بدون أن يعرفوا هذه الحكاية ..
كثير من طالبي اللجوء ، يدعونهم نشطاء السياسة للمشاركة في مظاهرات ضد النظام ، يشاركوا بالمظاهرات وتوقع بأسماءهم وثائق تفيد بنضالاتهم في الوطن ، ولما يحصلوا على إقاماتهم في البلد المعني ..
بعد ذلك : لاوجود لهم
هكذا يتغير مسار التاريخ أحيانا .. بدون قصد أو بقصد وأوامر سلطوية ، تلمع أسماء رعاع وتخفت اسماء ابطال ..
فمسلم وردة الذي كان يقباوم الفرنسيين وحده في المنطقة الواقعة بين دوما وحرستا ومسرابا لم تذكره كتب التاريخ ، وحسين آغا رمضان عم والدي الذي حكمت عله محكمة فرنسية غيابيا بالاعدام ، وقصفت بيته في حي الأكراد الدمشقي ، لم يذكره التاريخ ..
لكن الأنكى من ذلك عندما يفترى مفترون ويصدقهم رعاع ..!!
* كاتب وناشط سياسي سوري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب