الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومصر وسوريا والتحالفات الامريكية الروسية الجديدة .

واثق الواثق

2014 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العراق وسوريا ومصر والتحالفات الأمريكية الروسية الجديدة :
لا يمكن تصديق الخرافة الكبيرة للسيناريو الأمريكي في الشرق الأوسط وتحديدا الدول العربية ما يسمى ب(الربيع العربي )الذي أرادت منه أمريكا وإسرائيل خلق حكومات عربية إسلامية ضعيفة وهزيلة غير قادرة على لملمة نفسها واستعادة رمقها ونفسها الأخير ، لغرض السيطرة التامة وإحكام قبضتها على المنطقة من خلال هذه الحكومات الهزيلة والموالية لها ، وتغيير الوجوه القديمة التي اشمأزت من رؤيتها وهي تحاول التمرد عليها بين حين وأخر مرة بالدخول في تحالفات أو علاقات معادية لها مع الاتحاد السوفيتي المنحل والمنهار الذي يسعى لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء أو مع دول أمريكا اللاتينية ككوبا وكولومبيا والبرازيل وغيرها ، أو مع الدول الأسيوية ذات الشأن كالصين وكوريا الشمالية .فتجرا دول مثل العراق وسوريا وليبيا بزعاماتها القبلية المهوسة بالقيادة والتوسع والسيطرة وترسيخ القومية وغيرها أدى بأمريكا وإسرائيل أن تتخذ خطوات جدية وفاعلة مناهضة لهذه الدول المتوقة او الرامية للخروج من العباءة الأمريكية فكان الرد سريعا من قبل أمريكا وحلفاؤها في الناتو لعقاب هذه الزعامات وشعوبهم فكان الحل هو ما يسمى بالخريف العربي الذي جاءت به للتخلص من الزعامات الصديق العدوة ، واختطاف شعوبها وثرواتها من أحضان السوفيت ، وذلك بالإتيان بحكومات ضعيفة ركيكة عميلة لها.وفسح المجال للقوى والحركات والجماعات المقاومة والمعارضة والمتمردة لتلك الأنظمة بمختلف توجهاتها الايديلوجية للولوج والوصول إلى دفة الحكم وتحقيق أحلامها المستحيلة في ظل تلك الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحكم بالقبضة الحديدية وبالتعاون مع أمريكا نفسها التي بنت وأسست لتلك الأنظمة وجاءت بها على حساب أطماع الاتحاد السوفيتي الذي يسعى لمسك الأرض وتحقيق أكثر واكبر توسع ممكن في المنطقة إبان الحرب الباردة إلى الآن .
فكان مشروع الربيع العربي وبالا على الشعوب العربية بل معاقبة تلك الشعوب على أفعال زعاماتها.حيث جاءت بحكومات وحركات وقيادات حزبية راديكالية متشددة تحاول إعادة عقارب الزمن إلى عصور ما قبل الإسلام وهو أمر رفضه الشارع العربي والمسلم على حد سواء.
فرسم سيناريو الربيع العربي جاء بفكرة اسرائيلية امريكية وبتعاون تركي قطري سعودي اردني بامتياز.
ونتيجة هذا التحالف كان ما يسمى أولا بالجماعات السلفية أو الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وسوريا والأردن والسعودية وقطر والعراق ونتج عن ولادة وليد جديد من رحم القاعدة بعد أفول ضوئها وكشف زيفها والتخلص من قياداتها ابن لاذن وأبو مصعب الزرقاوي أيضا في سيناريو أمريكي كحال السيناريوهات الأخرى للتخلص من العملاء السريين قبيل كشفهم وكشف الأسرار فيتخلصون من العملاء بعد سلب عصارة جهودهم وبالتالي رميهم في سلة القاذورات وتصفيتهم جسديا.فكان ما يسمى بتنظيم "داعش الإرهابي " بولادة قيصرية من رحم القاعدة وبناء على أوامر أمريكية استخباراتي مخابراتية بحته .ليدير حكم المنطقة والاستيلاء على مواردها وتسليمها كلقمة سائغة بيد الأمريكان والاسرائيلين الذي كانوا منشغلين في اقتضام وسرقة الأراضي الفلسطينية في ظل انشغال العالم بداعش الجديد.
فكانت المهام كالأتي :
1- تطرح إسرائيل الأفكار والسيناريوهات وتزود بالمعلومات بأدق التفاصيل وتقسم الأدوار على العملاء المتحالفين معها في الناتو.
2- وتقوم أمريكا بلعب دور سياسي ودبلوماسي مكوكي في الشرق الأوسط وأوربا واسيا لتهيئة وتمهيد الأجواء والمناخات لهذا المولود الجديد .وفعلا تم غض الطرف عنه وعن إعماله الشنيعة لمدة سنتين دون صدور أي قرار يدين إعمال التنظيم الإرهابية المنافية للإسلام والخلق والعرف والإنسانية ، بل كانت أمريكا تدعمه علنا خصوصا في سوريا وتمده علنا هي ومن تحالف معها كتركيا وقطر والسعودية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والأردن ومصر أبان حكم محمد مرسي.
3- وكان دور تركيا هو تدريب وتجهيز وتسهيل مهمة المقاتلين القادمين من خلف البحار والمحيطات من مختلف الدول الأوربية والأسيوية والعربية والأفريقية للقتال في سوريا والعراق عبر الحدود التركية سيما أن حكومة تركيا بزعامة حزب العدالة تؤيد وتدعم توجهات الإخوان المسلمين في مصر وقطر وسوريا والأردن وتدعمهم فكانت الظروف مناسبة لانتشار واتساع وتسلط هذا الوليد الجديد ، فكانت جميع الأسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة التي حصل عليها تنظيم ما يسمى بداع شاو جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية تأتي من خلال تركيا وبتأييد ودعم منقطع النظير .
4- أما عملية تدريب المقاتلين وغض النظر عنهم فتجري في معسكرات سرية أردنية سيما أن الأردن لها باع طويل في تدريب جيوش أو شرطة المنطقة بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل ، كونها تعتاش على الأزمات والمساعدات الخفية والمعلنة من قبل حلفائها في المنطقة كإسرائيل وتركيا وبدعم أمريكي بريطاني مطلق.
5- أما قطر فكان لها حصة الأسد في هذا الدعم للانتقام من الشيعة أولا ولتوسعة نفوذها السياسية والدولي ثانيا بالتعاون مع الحليف المهم لها في المنطقة إسرائيل وكذلك أمريكا ،فكانت تحول أن تجد لها شرعنة إقليمية وعالمية لتقزم حجمها خليجيا بل تعتبر نفسها ابن غير شرعي وهجين بالنسبة للخليج ، لذلك غردت خارج السرب الخليجي بل حلقت عاليا في الأفق الإسرائيلي الأمريكي وهو ديدن العملاء العربي الذين يشعرون بنقص وقصور فيلجئون للأحضان الإسرائيلية أو الأمريكية لتعويض نقصهم وعلى حساب شعوبهم.
6- السعودية كان دورها الدعم العقائدي وغض النظر عن الجماعات السلفية المتطرفة ، ودعمهم بالمال ، وفسح المجال لهم للهجرة والجهاد كما يدعون .
نأتي الآن إلى موقف مصر :
موقف مصر أن الشعب المصري ولله الحمد من اثقف الشعوب العربية سياسيا وقوميا ، فهو شعب معبئ بالشحنات القومية نظرا لكثرة الاحتلالات التي مر بها ، والتي أفرزت قادة ونخب وأحزاب وحركات مناهضة للاستعمار ومقاومة له ، فكان الشعب المصري أول من كشف اللعبة ووقف بوجهها حينما كشّرالاخوان المسلمين عن أنيابهم إبان حكم محمد مرسي ، فوقف الجميع بوجه هذا التحالف وهذه المؤامرة القذرة وفعلا كان للجيش الدور الوطني الذي أطاح بحكومة مرسي وتخلص من قيادات الأخوان وفتح صفحة جديدة مع روسيا بعد أن حاول الأخوان الارتماء بحضن أمريكا وإسرائيل كرد الجميل لهم حينما سلموهم الحكم على طبق من ذهب.
هذا الأمر أذهل أمريكا واغاضها بل أصابها بجنون البقر ما دفعها هي وعملائها تركيا وقطر لعدم الاعتراف في حكومة السيسي وعدوه انقلابا على الشرعية والدستور ودو إلى عم الاعتراف به .إلا أن إرادة وحكمة وقوة وصلابة وثقافة الشعب المصري كانت أقوى من إسرائيل وأمريكا في المنطقة فحاول الشعب المصري سريعا إعادة عقارب الزمن الى الوراء من خلال إقامة علاقات سريعة مع روسيا وعلى كافة الأصعدة وكللت بزيارة السيسي إلى روسيا وإبرام عدد من الاتفاقيات الحربية معها والاقتصادية المهمة كمشروع قناة السويس الثاني والذي ان كتب له النجاح سينتشل مصر من الفقر ويعمق علاقتها مع روسيا والدول الأوربية .فسرعة روسيا لخطف مصر من الأحضان الأمريكية الاسرائيلة يعني سرقة لأمال أمريكا وإسرائيل وطموحاتهم سيما أن مصر تتمتع بموقع سترتيجي وحيوي مهم ولديها نفوذ وجيش وقوة لا يستهان بها من الصعب الاستهانة بها أو تفريطها .
أما العراق والذي سلمته أمريكا بعد خروجها المبرمج والممنهج إلى داعش وليدها الجديد ، فقد تلقى صفعة هي الأعنف من نوعها ، بعد الصفعة التي تعرض لها نظام صدام حسين المتهور عام ألفين وثلاثة ، حيث انتشر تنظيم داعش في العراق كما تنتشر النار في الهشيم ، حتى سيطرت داعش على ثلث الأراضي العراقي والمناطق السنية تحديدا وكان أخرها انتكاسة حزيران في الموصل .هذا المر اشعر العراقيين بالحيف جراء ما يجري وتخلي الأمريكان عنهم ولم يقوموا بتسليح الطيران والجيش العراقي ، ما دفع بحكومة المالكي إلى إبرام عقود حربية سريعة مع روسيا التي كانت تنتظر هذا الموقف وهذا الطلب بفارغ من الصبر لتضم العراق إلى مصر لأحضانها ، وفعلا بادرت روسيا في ليلة وضحاها بدعم الجيش العراقي وتزويدها بطائرات مقاتلة وطيارين بل دربت الطيارين العراقيين عليها ، من اجل كسب ود العراق وجذبه إلى الأحضان الروسية .الأمر الذي أغاض الأمريكان للسرعة المهولة التي استطاعت روسيا من خلالها اختطاف أهم حلفائها في المنطقة.
أما بالنسبة للموقف السوري ، فلم يكن اقل وطأة على الأمريكان وحلفائهم في المنطقة ، فقد تخيل الأمريكان بغبائهم المعتاد ، أن يحسموا الملف السوري في غضون أيام لصالح قوى المعارضة ، إلا أن دخول جبهة النصرة وداعش والدولة الإسلامية والجيش الحر وغيرهم من الأجهزة الاستخباراتية والمخابراتية الاسرائلية والأمريكية والتركية والأردنية والقطرية والسعودية والبريطانية والفرنسية والروسية والايرانيىة واللبنانية ، قد عقد الموقف السوري وعطل عملية إسقاط النظام فيه .
فقد شهدت سوريا حربا عالمية ثالثة نظرا لمشاركة ما يقارب ثلاثين دولة في الحرب السورية .فكانت حربا مخابراتية بامتياز.فعدم سقوط سوريا لقمة سائغة أذهل الاسرائيلين التواقين لإسقاط نظام الأسد العدو اللدود لهم بعد صدام والقذافي .وكذلك أذهل الأمريكان التواقين لإسقاط حليف مهم واستراتيجي لإيران وروسيا وعدو لدود أيضا ، وأذهل تركيا المصابة بهوس الرجل المريض ضننا منها إعادة عقارب الزمن إلى الوراء والعودة بالرجل المريض المقزز والمرفوض دوليا وإقليميا .
أما موقف الكرد العراقيين فكانوا يعولون على الموقف التركي الذي بدا أكثر مرونة من السنوات السابقة معهم وتفهما ودعما لمواقفهم من ذي قبل دون أن يعلموا بحجم المؤامرة التي تنتظرهم وسوف يتعرضون لها من تركيا التي حاولت استمالتهم وتحييدهم في العراق وتأليبهم على حكومة بغداد ، بحجة دعمهم ومنحهم آمال في إمكانية الانفصال وإعلان دولة كردية في شمال العراق بدعم إسرائيلي امريكي تركي بالضد من إيران وسوريا ،؟ وفعلا للأسف صدق الكرد اكبر كذبة عرفها التاريخ كون تركيا تستطيع أن تمنحهم جواز عبور لخطوطها الحمر .وبمرور الأيام تكشف للكر دان تركيا تعد العدة لاستباحة واحتلال أراضيها من خلال داعش التي وصلت مشارف حدود الإقليم بعد أن احتلت الموصل والقرى الكردية التابعة للإقليم متغلغلة ومتوغلة بالراضي الكردية لتلبي شهواتها التوسعية باتجاه إقليم كردستان ، ما دق ناقوس الخطر المفاجئ لدى الكرد الذين سارعوا للارتماء في أحضان حكومة بغداد والتنازل عن مواقفهم الشوفونية القديمة من اجل الحصول على دعم عراقي دولي ، وفعلا تم لهم ذلك بعد أن نقذوا أنفسهم في اللحظات الأخيرة .
صمود الشعب المصري والنظام السوري ،وتحول العلاقات المصرية العراقية السورية باتجاه روسيا ، أصبح لا مفر منه بالنسبة لأمريكا ما حتم عليها أن تجد سيناريو آخر يحاول إعادة هذه الدول إلى الحضن الأمريكي بعد ان خسرتها واحدة تلو الأخرى، فكان الحل هو إقامة حلف يجرم داعش دوليا ، ويوقف الدعم لها ، لضمان عودة مصر والعراق الى الأحضان الأمريكية ، بعد استبعاد سوريا وروسيا وإيران منه ،كونهم أصلا داخلين في حلف سترايجي مهم استطاع أن يضخ أوكسجين الحياة للنظام السوري طيلة السنوات الماضية ولا زال .
فكان مؤتمر جدة المنعقد في السعودية أفضل وأسرع حلا لحفظ ماء الوجه الأمريكي ، ومنحهم فرصة لالتقاط أنفاسهم والعودة إلى الساحة بعد أن سحب الروس والايرانيني البساط من الأمريكان والأتراك والقطريين والسعودين.
فاستجابت السعودية وقطر على مضض وتحت وطأة العصا الأمريكية الغليظة ، وتحفظت تركيا كونها لم تستوعب مدى وحجم وردة فعل الصدمة التي وجهت لها بعد أن قامت بدور كبير جدا وورطت نفسها في الإرهاب ، ما جعلها في موقف حرج مع حزب العدالة الاردوكاني ومع قيادات داعش والقرضاوي والإخوان وغيرهم . لذلك ارتأت أن تأخذ حيزا من الوقت تلفظ فيه أنفاسها ،وتستعيد عقلها ، وتستوعب حجم الصدمة ، وحجم التخاذل الأمريكي والتراجع عنها وتركا معزولة سياسيا بعد أن كانت الشرطي الأوحد للأمريكان والاسرائيلين.
أما بالنسبة للروس والإيرانيين ، فقد قاموا بحكمتهم المعهودة بسحب البساط من أمريكا وحلفائها ولو لبعض الوقت الذي ممكن من خلاله إعادة ترتيب الأوراق والعودة ثانية بحلف جديد يضم روسيا وإيران والصين والهند والباكستان وبعض الدول الأسيوية الأخرى ؛ ليقف بوجه حلف فرنسا الجديد لدعم العراق ضد داعش وتأجيل الملف السوري الحليف الاستراتيجي القوي لإيران وروسيا .
فتسارع الأحداث وتنامي المواقف فرض على الحلفاء جميعا معادلات ومعطيات تقتضي إعادة ترتيب الأوراق والعودة من جديد بتحالفات أخرى علها تأتي بثمار جيدة لهذا الطرف أو ذاك وعلى حساب شعوب ومقدرات وموارد المنطقة .وربما يكون السيناريو الآخر للاسرائيلين والأمريكان هو ما يسمى "بالجذب المغناطيسي" لجميع العصابات والجماعات الإرهابية في العالم وسحبها واستدراجها وفسح المجال لها لتقاتل على الأراضي العراقية والسورية وبالتالي القضاء عليها دفعة واحدة ، كما هو اليوم السيناريو الفرنسي الطويل الامد.
كما أود الإشارة إلى أن هناك تقاطع في المصالح بين تركيا التي أطلقت إسرائيل وأمريكا العنان له في سوريا وتحقيق حلم عودة الرجل المريض لها، وبين مصالح فرنسا في سوريا وحسب اتفاقية سايكس بيكو .
أمريكا تحاول نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة وبالتالي يسود قانون الغاب , فكيف يتحقق لها النصر على داعش وهي لحد اليوم لم تقض على القاعدة؟؟
أمريكا بعد أن جاءت بحكم العسكر (صدام وجمال ومعمر وعبدالله صالح والأسد).حاولت استبدالهم بعد أن تمردوا عليها بالجماعات الإسلامية الراديكالية لتحقق وترسخ وجودها في المنطقة .فبعد ان جاءت وخرجت من الباب في العراق بحجة امتلاك نظام صدام أسلحة بايلوجية تهدد الأمن القومي لها تحاول العودة من الشباك ثانية عبر مقاومة داعش صنيعتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا