الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق الثقافة الجنسية

ميلاد سليمان

2014 / 9 / 19
العلاقات الجنسية والاسرية


في المرحلة الإعدادية، وفي الصف الثاني تحديدًا، تلقيت أول درس جنسي في حياتي، لم يكن من الأستاذ المُدرس أو من الأسرة، بل كان من أحد زملائنا الطلبة، من نفس عمرنا أو أكبر قليلا، حيث تطوع - مشكورًا- وأخذنا لمنزله لنشاهد بعد الدرس فيلم بورنو إيطالي، وكان زميلنا هذا، وقد أطلقنا عليه إسم "مصطفى سِكس"، قد عرف المكان الذي يُخبأ أخوه الكبير فيه شريط الفيديو، فحصل عليه لنشاهده ثم يعيده لمكانه مجددًا في سرية تامة!!. اتذكر حينها التوتر والرعشة الخفيفة التي انتابتني، كما انتابت الطلبة من حولي، مع أول لقطات الفيلم، وتحديدًا حينما رأينا العضو الانثوي لأول مرة، نعم في الصف الثاني الإعدادي كانت المرّة الأولى التي نرى فيها هذا الجزء المُقدس بكامل بهاء مَجده وتفاصيله على الشاشة الفضية أمامنا!!، تلك التجربة التي اعتاد علماء النفس السلوكي بتسميتها "صدمة الكُس"، شعرتُ حينها بسخونة تسري في جسدي بدءًا من رأسي لتستمر في الحركة لتستقر فيما بين ساقيّ، لتؤدي لإنتصاب غريب هو الأول من نوعه من حيث الوصول بعضوي الصغير عمريًا لهذا الحجم من الإمتداد، مما سبب لي الحرج وسط أصدقائي الذين لمحوا هذا التطور من أسفل بنطلوني القماش الرصاصي.

بعد إنتهاء الفيلم، والمرور بمراحل متكررة عضويًا بين الإنتصاب والإرتخاء وفيض السوائل الشفافة اللاإرادية، وقف صديقنا قبالتنا وظهرهِ للشاشة التي ثبت عليها أحد مشاهد النهاية، ليقوم بشرح ما جاء في الفيلم؛ حيث كان هناك الكثير من الأمور غير واضحة لنا، فقام – مشكورًا مجددًا – بتوضيح الأوضاع الجنسية وأيهم أكثر راحة للمرأة وسعادة للرجل، وقواعد التسخين والتهيأة والمداعبات الجنسية للإستعداد قبل وأثناء وبعد اللقاء الحميمي، ليكون له ذكرى مُحببة للطرفيّن!!؟. كل هذه المعلومات حصلنا عليها ونحن في الصف الثاني الإعدادي!!؟. وطبعًا كان أغلبها إن لم يكن جميعها معلومات مغلوطة بحكم السِن المبكر وقلة الخبرات، وعدم أكاديمية المصدر الذي ننهل ونتشرّب منه معارفنا!؟.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة من الدرس، وفيها قام صديقنا – مشكورًا للمرّة الثالثة- بالنظر لنا نظرة المعلم الحريص على مستقبل تلاميذه ويحاول جاهدًا أن يعطيهم المنهج بخيره، خوفًا من أن نقتص منه يوم القيامة لبخله علينا كطالبي عِلم!؟. وأخبرنا إنه سيوضح لنا إختبار الرجولة، ليعرِف كل شخص فينا هل بإمكانه التخصيب عند الممارسة أم لا، "يعني كل واحد فيكم لازم يعرف فيه لبن... ولا لسّه ما بيحلبش"، ثم فتح سوسته بنطلونه، وأخرج قضيبه، الذي كان يشبه خرطوم الغسالة العادية في تقوسه، والذي أدهشنا جميعًا حجمه مقارنة بما لدينا، مما دعا أحد الطلبة ليسأله مندهشًا "إنت زبك كم سـم آطيفاااا؟!"، فيرد مصطفى بكل سخرية "بص.. هو 16 سـم من غير الكشكشا والثنيات". وأمسك مصطفى بعلبة الجيل من على الحوض، ومارس العادة السرية أمامنا،"هضرب عشره... وأجيبهم آهوو.. ركزوا يا اولاد"، في البداية لم نفهم ما الذي يقوم به!؟، هل يقوم بإطالة العضو بهذا الشّد والجذب وحركة اليد صعودًا وهبوطًا أو محاولة عَدلِه أم يهرش فيه ببساطة!؟. ولكنه وضّح لنا إنه تمرين لتنشيط عضلات وأعصاب العضو الذكري، بإفتراض أن اليَد عضو أنثوي في مدى انغلاقه وضيقه على القضيب؟!. ثم طلب منا مصطفى بسرعة أن نبتعد للخلف قليلا، فقام بقذف سائله المنوي ليغطي ببياضه جزء ليس بصغير من السجادة!!؟. ووقتها ظللنا مندهشين نتأمل هذا السائل الذي يشبه ما رأيناه في الفيلم منذ قليل، ولكن لم نلمسه أو نقترب منه، وتأملنا تنهيدات وتأوهات مصطفى الذي ارتخى عضوه بعد الإنزال وأدخله في جحره من جديد وأغلق عليه، وإبتسامة النشوة تعلو وجهه، وهو يقول لنا بهدوء "كل واحد فيكم يعمل كدا أما يروح البيت... وبكرا طمنوني عليكم في الفُسحه أو ما بين الحصص".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدى المنصوري الواقع السياسي للنساء لازال ضعيفاً في المنطقة


.. صورة نموذجية عن نضال المرأة في باكستان




.. الصحفيات في الرقة خطوات نجاح كبيرة وسط معوقات عدة


.. ماذا عن الانتهاكات في الحرب في السودان خصوصا بحق النساء؟




.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية