الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دافعوا عن أنفسكم أيها العرب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أنتفض الغرب الكافر للدفاع عن مواطنيهم بعد مقتل ثلاثة منهم على أيدى داعش إحدى الجماعات الإسلامية الإرهابية وأكثرها تحرك وتمدد فى العالم العربى الإسلامى، وهذا ما أزعج الغرب وقادته، لكننا فى الوقت نفسه لم نسمع أن العرب أنزعجوا وأجتمعوا ليدافعوا عن أنفسهم عن المئات والآلاف من الأبرياء الذين قتلوا على أيدى مرتزقة داعش، ولم نسمع أن العرب المسلمون أتفقوا على بيان يقولون فيه للغرب: توقفوا عن التدخل بحجة مكافحة الإرهاب، وسنتولى نحن العرب جميعاً مكافحة ومحاربة داعش وغيره من الجماعات الإرهابية، لكنهم لا يفعلون ذلك لأن الوكيل الكافر جاهز للدفاع عنهم رغم اللعنات التى ستصيبه من رجال الدين وأنه أستعمار وغزو جديد لأرض العرب.

إن قيام بعض الدول العربية بتوفير الملاذ الآمن لقيادات إسلامية إرهابية يعنى ان الإرهاب لن ينتهى لأنه متأصل فى قيادات الأنظمة العربية الإسلامية التى تملأ أبواقها الإعلامية أن هناك حرب على الإسلام والمسلمين، وفى الحقيقة ليسوا غافلين عن الدور الكبير الذى يقوم به شيوخ السلطان والعربان الذين يومياً يمجدون قتال ملة الكفر، وفتح خزائن البترول لتمويل الجمعيات الأسمية الخيرية والذى يختبئ وراءها قادة الثقافة الظلامية، كل الأنظمة السياسية وأستخباراتها العربية والعالمية يعرفون من أين تخرج الأموال والأسلحة وإلى أين تذهب، إذا لماذا لا يدافع العرب عن أنفسهم أمام هذا الهجوم التتارى والبربرى الهادر من الجماعات الإسلامية المختلفة التسميات؟ أعتقد أنه سؤال ساذج أمام الذكاء العروبى والبدوى لحكامنا العرب الذين يستضيفون فى أفخر فنادقهم قادة الإرهاب ويتفاوضون مع جماعات الإرهاب وجماعات لندستان وجماعات أمريكستان!!!!

أن يدافع الغرب عن جهالات العرب الذين يقفون موقف المتفرج أو المهرج لأن العرب يعرفون من أين دخلت كل تلك الأعداد الكبيرة من داعش ومن سمح لها بالمرور وأسلحتها الخفيفة والثقيلة، لا يمكن أن يصل التهريج العربى الحاكم إلى وقوفهم عاجزين أمام عدة آلاف من داعش وغيرهم من الجماعات الإسلامية، لذلك جاءت الأمبراطورية الأمريكية الأوربية العابرة للقارات لتحمى مصالحها ومصالح الأنظمة العربية، لتدافع عن العرب الكسالى الذين لا يحبون الحرب والقتال بل يحبون السلام والأمن والرحمة وخاصةً محبة الأعداء، لذلك يصعد الدعاة والأئمة والمشايخ منابر المساجد والفضائيات ليعلنوا محبتهم البالغة لتكفير الآخر والتحريض على قتال الكفرة ونشر ثقافة محبة الموت فى سبيل الله، إن توحيد كلمة العرب فى هدف واحد وليكن مثلاً القضاء على جماعات الإرهاب الآن هو شئ من المستحيل، لكن من السهل والطبيعى ومن الدبلوماسية أن يشاركوا فى أجتماعات مكافحة الإرهاب لأن الإمبراطورية العالمية ستدفع عنهم الإرهاب نظير أن العرب يدفعون فاتورة الحساب فى النهاية.

الهوس الدعوى بالخلافة الإسلامية منذ بدأت فى العصر الحديث بثقافة المودودى والحاكمية لله ثم تبعه سيد قطب الذى تلقى الفكرة منه وتوسع فيها، هذا الهوس الذى يجعل الشعوب الإسلامية تحارب كل من يرفض فكرها وحلمها الأسطورى لتتوحد فى جماعات صغيرة وسرعان ما تتكاثر بناء على ثقافة الخلافة الإسلامية وحكمها للعالم أجمع، من هنا تنتشر دعاوى سفك دماء المشركين الرافضين لحكم الشريعة حتى ولو كانوا أبرياء أو من المسلمين أنفسهم، إذن الغالبية من العرب المسلمين يكرهون أنفسهم لذلك من الصعب توحيد صفوفهم ليدافع البعض عن البعض الآخر، فالكل يأمل فى تمزيق وتفتيت الدول الأخرى حتى يكون له موقع قدم ليتقدم أمام الآخرين المهزومين بالإرهاب.

ملايين الأبرياء من العرب المسلمين والأجانب يدفعون حياتهم ثمناً للصمت العربى والعجز وعدم القدرة على الأنتفاض أمام وحشية جماعات الإرهاب ومن يقف ورائهم، وعندما نسأل: لماذا لا يدافع العرب عن أراضيهم وشعوبهم ضد الجهاديين والإرهابيين؟ تكون الإجابة المفترضة أن العرب لا يؤمنون بالنموذج الإنسانى وقيمه وحقوقه وحريته الإنسانية، بل يؤمنون بالنموذج الدينى الإسلامى الذين يسيرون عليه منذ ألف وأربعمائة عام وحتى الآن ولا يستطيعون التخلى عنه، لأن ثقافة التقديس الغيبى هى التى يفكرون بها حتى ولو تعارضت مع المنطق والعقل وكل قواعد الإنسانية.

عار على كل عربى يدين الحرب الهمجية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وأخيراً مصر، تلك الحرب الهمجية التى يقودها إسلاميون لا يتورعون عن ذبح الكبار والأطفال والنساء، فالغاية تبرر الوسيلة لذلك القيم الدينية وغير الدينية لا وجود لها فى قاموسهم الدينى الإرهابى، لأنهم يريدون إخضاع الشعوب والسيطرة عليها بقوة السلاح والقنابل المدمرة، فالثقافة الدينية التى يتم ترديدها على مسامعهم يومياً لا مكان فيها لكلمة السلام بل هى ثقافة التكفير والكراهية والبغض، والمذابح والمجازر والتمثيل بالجثث لإرهاب من يختلف معهم.

إن الإصرار على تطبيق أفكار سيد قطب والمودودى أفرخت لنا مئات بل آلاف القتلى والجرحى، إنها جريمة متواصلة لا يريد العرب أن يدافعوا عن أنفسهم وعن مجتمعاته، عار على العرب المثقفين والنخبة العلمية والسياسية أن تنساق مثل الأغنام وراء العصبية والعنصرية التى تفرزها الأفكار الدينية التى ستدمر الجميع.

العرب يثبتون للعالم أجمع أنه قادرون فى عصرنا الحاصر أن يصنعوا التاريخ المتخلف والقاصر عن مجاراة الإنسانية وتقدمها العلمى، لسبب بسيط هو أنهم ما زالوا يعيشون فى غيبيات وأساطير الماضى السحيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار