الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصلح تجربة اسكتلندا على الواقع العراقي المرير ؟

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2014 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



في ارقى ممارسة ديمقراطية , خرج الاسكتلنديين ليقولوا فيها نعم للتاج البريطاني , اذ رفض الاغلبية منهم الانفصال عن المملكة المتحدة , بينما سارع دعاة الانفصال للقبول بالهزيمة , رغم انها قاسية الى حد ما , كونهم ومنذ اكثر من سنتين عملوا لتحشيد الرأي , وذلك لغرض الاستقلال . ومن الجدير بالذكر ان من قاد حملة التصويت بـ"لا" هو السيد ألستر دارلنغ.
كما ان السيد ديفييد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا , كان قد صرح , بحزمة من التعديلات , سوف يتمتع بها الاسكتلنديين , بعد رفضهم للأنفصال , منها اجراءات تشريعية سريعة , وذلك منح اسكتلندا وبرلمانها صلاحيات اكبر , تشجيعا لهم لبقائهم ضمن , المملكة المتحدة .
مايهنا هنا هو الواقع العراقي المرير , اذ ان شعبا مستقرا مثل الشعب الاسكتلندي , ومتعايش سلميا , مع المملكة المتحدة , قرر الأستقلال بأستفتاء رسمي , شارك فيه اغلب ابناء الشعب , لكنه فشل في تحقيق ذلك , والسبب هو التعايش السلمي والمصالح المشتركة التي تربطه مع بريطانيا , اما الواقع العراقي , المتكون من فسيفساء متعدد الالوان , عرب وكرد وتركمان , واديان مختلفة اسلام ومسيح وصابئة وايزيدين , يجمعهم اسم العراق الواحد , لكنهم في الحقيقة , مختلفين كليا فيما بينهم ,اذ ان العرب منقسمين الى قسمين , القسم العربي الشيعي , والذي يريد ان يلعب دور ام الولد , لكنه في الوقت ذاته , لايريد ان يتحرر من عقدة مظلوميته , ويسكن اغلبيتهم في المناطق الوسطى والجنوبية , والعرب السنة , الذين لايقبلون ان يكونوا مجرد رقما في العملية السياسية , متصورين ان انتمائهم الى الأمة العربية , والتي يدين اغلب ابنائها بالمذهب السني , يعطيهم الحق لقيادة بلد مثل العراق , ولا يقبلون شريكا لهم فيه , وفي الفترة الاخيرة اخذ يتصور البعض منهم , ان التنظيمات الارهابية , الممثلة بداعش هي عبارة عن قوة لهم , وسوط يجلدون به من لايتفق معهم , حتى ان ممثليهم , راحوا يعلنون ذلك , دون خجل .
اما الكرد , فمسألة بقائهم في العراق , مسألة وقت لا اكثر , اذ ان حلم الدولة الكردية , يراودهم منذ الأزل , لكنهم لا يملكون الشجاعة , لأعلان ذلك , والسبب ان مستلزمات بناء الدولة لديهم غير كاملة بعد , على العموم , اتمنى على مكونات المجتمع العراقي المتصارعة , ان تكون التجربة الاسكتلندية مثالا لهم , اذ حسم الأمر , بأستفناء شعبي شجاع , فلماذا لا يكون لدينا ايضا ,اكثر من استفتاء شعبي , واحد في شمال العراق , حيث الكرد , واخر في جنوب العراق , حيث الشيعة , وثالث في غرب العراق , حيث العرب السنة , لنرى هل ان عدوى الخلاف السياسي , انتقلت الى عموم ابناء الشعب , وهل ان الشعب العراقي فعلا يريد , ان ينفصل البعض منه عن البعض الأخر , اذ ماقيمت الوطن وابنائه يذبحون كل يوم , الوطن يعني الناس المتحابة , الوطن يعني الاخلاص لبعضنا البعض , لا ان تكون سكين الغدر جاهزة , لنضرب بها شريكا لنا في وطن اسمه العراق , اليوم واقع الحال يقول , ان الكرد اصبحوا , مستقلين عن بغداد , وكذلك العرب السنة معظم اراضيهم , تحت سلطة الدواعش , والتي فضل البعض منهم , التعايش مع الارهاب , على ان لا يتعايش مع ابناء جلدته واخوته .
علينا ان نعترف وبكل شجاعة , أننا اليوم مختلفون بكل شيء , ولا يجمعنا سوى اسم العراق , الذي نتقاتل فيه , لذا اما ان نكون شجعانا ونقرر مصيرنا , وذلك عن طريق التعايش السلمي , والعيش المشترك , والمصالح المشتركة , او ان نفترق , متحابين , بأستفتاء شعبي , لا ان يلوح كل يوم على سبيل المثال , المكون الكردي بتقرير المصير والانفصال عن العراق , وواقع الحال يقول انه , مستقتل للبقاء في العراق , كون الأخير مازال بقرة حلوب , لم يجف حليبها بعد .
سلام قاسم
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30