الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الجمعيات اليمنية الخيرية في تنمية المجتمع (جمعيتا الطبية والمشهد أُنْمُوذَجاً)

فوزي أمين العزي

2014 / 9 / 20
حقوق الانسان


انتابني شعور بالغبطة والسرور، وغمرتني سعادة عارمة، عندما شاهدت ثلاثة مواقف مؤثرة أمام عيني؛ في المناطق التي احتضنت مشروع (الأسبوع الطبي المجاني)، في العاصمة اليمنية (صنعاء)؛ الأول: موقف المواطنين الذين يتوافدون إليه زرافات ووحداناً، والثاني: موقف العاملين المتطوعين، الذين يستقبلون المواطنين بروح عالية وصبر جميل، والثالث: موقف الأطباء وهم يسمعون إلى معاناة المرضى وآهاتهم، ومن ثم يرشدونهم إلى العلاج الناجع؛ وأحسست حينها بلذة حب الخير، وخدمة أبناء المجتمع.
ومن خلال هذا الاستطلاع؛ سنسلط الضوء على ذلك المشروع الاجتماعي الخيري، الذي أقيم في مديريتي آزال وشعوب بالعاصمة بمدينة "صنعاء"، ونقترب أكثر فأكثر من المواطنين والشخصيات الاجتماعية والجهات ذات العلاقة؛ لكي نتعرف على أبعاده العميقة، فضلاً عن أنه يشكل نجماً ساطعاً؛ يضيء سماء البذل والعطاء والرعاية لأبناء الوطن، يشهد له القاصي والداني.. فإلى التفاصيل:

مشروع الأسبوع الطبي المجاني

تبنى إنشاء هذا المشروع الخيري الجمعية الطبية الخيرية اليمنية، بالتعاون مع جمعية المشهد الاجتماعية الخيرية، وبرعاية كريمة من مؤسسة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- رحمه الله تعالى- للأعمال الخيرية. ويهدف بشكل أساسي إلى تخفيف المعاناة التي يكابدها المرضى، خاصة من ذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة، حيث يتم معالجتهم مجاناً.
من جانبه؛ أكد أبو الفضل المخلافي- أحد المتطوعين في المركز الطبي- أن المقصود من إقامته هو إرضاء الله تعالى، والاقتداء بالرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- في مواساة الفقراء والمساكين.

ماذا يقول المواطنون؟

حرصت على رصد آراء بعض المواطنين، الذين حضروا للعلاج في المركز الطبي المجاني.. فماذا قالوا؟! .. تابعوا ..
في البداية؛ يقول محمد أحمد المعنن، الذي يبلغ من العمر70 عاماً، إنه مصاب بالتهاب شديد في الصدر، وجاء من قريته "دخلة عويدين" في مديرية يريم (محافظة إب) إلى صنعاء؛ لعلاج هذا المرض، مؤملاً أن يصل هذا المشروع إلى كل أنحاء الوطن؛ حتى يستفيد منه المواطنون.
من جانبها؛ عبرت أم إبراهيم محمد الخزان، التي تبلغ من العمر40 عاماً، وتسكن في حارة النور، عن عميق سعادتها بالزيارة التي قامت بها إلى المركز الطبي، مشيدة بحسن الاستقبال الطيب من قبل العاملين فيه.
وفي ذات السياق؛ أوضحت الطفلة أفنان عبد الله الحرازي- تبلغ من العمر12 عاماً وتسكن في حارة عمار بن ياسر- بلهجة جريئة تكسوها براءة الأطفال أنها جاءت لتتعالج من التهاب اللوزتين، وتسأل الله أن يبارك في الجهود الطيبة للقائمين على هذا المركز الخيري.

الجمعية الطبية.. جهود دؤوبة

في تصريح صحفي عقب بدء المشروع الطبي؛ قال الدكتور عبد الملك الزبيري الأمين العام للجمعية الطبية اليمنية: إن عمل الجمعية متخصص في الأعمال الطبية الخيرية؛ من تدريب وتأهيل الكوادر الطبية؛ من أجل استيعاب احتياجات سوق العمل في اليمن، بالإضافة إلى الإسهام في تقديم الخدمات الطبية المجانية للفقراء والمساكين، وكفالة علاج الأمراض المزمنة، والتوعية الصحية لكل شرائح المجتمع، وغيرها.

جمعية المشهد.. أعمال خيرية غير ربحية

رئيس جمعية المشهد الأهلية الأستاذ عبد الله الخلقي تطرق إلى أعمال الجمعية؛ فقال: إن عملنا خيري غير ربحي، ويتركز في تقديم الكثير من الخدمات الاجتماعية لأبناء المجتمع؛ من حملات توعوية، ومواد غذائية، ورعاية صحية، وكذلك رعاية الأسر الفقيرة والأيتام والشباب.

الدين.. والأعمال الخيرية

الشيخ خالد علي الصاحب- مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمديرية شعوب، استهل حديثه قائلاً: إن الفعاليات الخيرية التطوعية لها أصل كبير في ديننا الإسلامي العظيم؛ من خلال تعاليمه السمحة.. يقول تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) ]المائدة: 2[. وفي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: " المسلم أَخُو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كُرْبَة، فرج الله عنه بها كربة من كُرَب يوم القيامة، ومن سَتَرَ مسلماً سَتَرَهُ اللهُ يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم.

الجهات الصحية.. والتأمين الصحي

الدكتور عبدالحكيم الشرعبي- مندوب علمي في اليمن لشركة فيتالس الأمريكية للأدوية- أحد الأطباء المشاركين في الأسبوع الطبي، قال: تقوم الجمعية الطبية بعمل إنساني بحت لصالح المواطنين، وعملها ملموس في جميع محافظات الجمهورية.

أين دور التجار ورجال الأعمال؟

الأستاذ سمير يحيى عامر- رئيس صندوق الريان الخيري، تحدث في هذا الجانب قائلاً: لا ريب أن أصحاب الأيادي البيضاء من التجار ورجال الأعمال؛ هم العصب الأساسي لإقامة ودعم المشاريع الخيرية. مضيفاً: ولذلك عليهم الجود والبذل والعطاء في أبواب الخير، خصوصاً تقديم الدعم للجمعيات والمؤسسات الخيرية ذات الأثر الملموس في المجتمع، علماً بأن إنفاقهم للأموال يؤدي إلى زيادتها والبركة فيها.. قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)]البقرة: 245[، مبيناً أن لله ملائكة يدعون للمنفقين بالخلف، وعلى الممسكين بالتلف كل صباح، وذلك كما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم:" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا مَلَكَان يَنْزلان، فيقول أحدهما: اللَّهُمَّ أَعطِ مُنْفِقاً خَلَفَاً، ويقول الآخر: اللَّهُمَّ أَعطِ مُمْسِكَاً تَلَفَاً".

الشباب والعمل التطوعي

وعلى نفس الصعيد؛ أكد الشاب علي يحيى كيدمه- متطوع وناشط في مؤسسة تنمية القيادات الشابة، على أهمية دور الشباب؛ فقال: الشباب هم من يعول عليهم بناء المستقبل، وحينما تتوفر فيهم قيم المواطنة الصالحة؛ يؤمل أن يكونوا معاول بناء لا معاول هدم. ويتابع: كما ينبغي عليهم المشاركة في مثل هذه الأعمال التي تغرس فيهم قيم التضحية بالجهد والوقت في سبيل الآخرين، وتنمية مهاراتهم، فضلاً عن أنهم يثابون عليها مثوبة عظيمة، ولهم أجر عظيم في الدنيا والآخرة.

وسائل الإعلام.. والدور الحيوي

حول هذا الأمر يحدثنا الصحفي محمد يحيى جهلان- مدير الإعلام الخاص بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فيقول: يعد دور الإعلام رئيسياً واستراتيجياً في الأعمال الخيرية؛ كون العصر الحاضر هو عصر الإعلام، الذي جعل العالم كالقرية الصغيرة، معترفاً أن هناك تقصيراً كبيراً من قبل وسائل الإعلام تجاه الفعاليات الخيرية التطوعية؛ من خلال المساحة المخصصة، والهامش في التغطية الإخبارية والإعلامية... إلخ. مختتماً حديثه بدعوة وسائل الإعلام إلى أن تركز على الاهتمام بتلك الفعاليات؛ لما لها من نفع كبير على كافة فئات المجتمع.

ما هو واجب السلطة المحلية؟

وعن دور وواجبات السلطة المحلية تجاه هذه الفعاليات الخيرية التطوعية؛ تحدث المهندس أحمد محمد السري- عضو المجلس المحلي لمديرية آزال، حيث قال: نحن نرتاح لإقامة مثل هذه الفعاليات الإجتماعية الخيرية، ولن نقصر في دعمها وتشجيعها.
وأضاف: ويجب أن يقصد القائمون عليها وجه الله تعالى، ثم خدمة أبناء المجتمع، مشدداً على أن تكون بعيدة عن تحقيق أي مصالح شخصية، أو رغبات لأجندة سياسية أو حزبية.

العنسي.. وقمة السعادة

من جهته؛ أبدى عضو مجلس النواب عن الدائرة (4) المهندس علي حسين العنسي ارتياحه الشديد لإقامة هذه الفعالية؛ حيث قال: إنني أشعر بقمة السعادة، وأنا أشاهد الثمرات الإيجابية لهذا الأسبوع الطبي المجاني؛ من خلال استفادة الناس المرضى منه، خصوصاً شريحتي النساء والأطفال.
وأردف العنسي: نأمل من القائمين على الجمعية الطبية أن يعملوا على تأسيس عيادة طبية خيرية لحي "مسيك" الفقير.

ختـامـاً

لا يسعني في هذا المقام؛ إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان الجميل لكل القائمين على الجمعية الطبية اليمنية الخيرية، وجمعية المشهد الاجتماعية الخيرية، ومؤسسة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر للأعمال الخيرية، في عاصمة بلادنا اليمنية(صنعاء)؛ على تعاونهم في إقامة الأسبوع الطبي المجاني. كما نأمل منهم أن يستمروا في عطائهم التطوعي بلا كلل أو ملل، ويعملوا على تحقيق أهدافهم الإنسانية النبيلة؛ كترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي عملياً بين المواطنين، والتدريب والتأهيل للأسر الفقيرة والمحتاجة؛ للرفع من مستواها المعيشي، وتحفيزها على العمل؛ بهدف بناء مجتمع قوي متلاحم؛ تسوده القيم الفاضلة؛ من محبة وإخاء وتعاون ورحمة وعطف وترابط وبذل وعطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم