الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب يلتبس الحق ويغتصب الواجب

بوشقرة جمال الدين

2014 / 9 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


"الحقوق والواجبات" مفردة تجود كل دساتير العالم وقوانين الأرض الوضعية بها، وكل مواطن يعيش في حدود الدولة الوطنية الحديثة، فعليها ينسلخ نوع من عقد اجتماعي بين الدولة ومواطنيها، ويفرض على الدولة "السلطة" التي تؤمن للمواطن حقوقه الإنسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتفرض عليه بالمقابل واجبات يؤديها المواطن تجاه الدولة منها واجب الدفاع عنها، وحمايتها والإلتزام بقوانينها وما إلى ذلك من الواجبات الأخرى في العمل والحرية وغيرها.
الجزائر كعمق لايقيني الحدود والموروث ومشدود الامتداد الجيوسياسي، كانت ولازالت على مر التاريخ تلبس رداء الدولة، وتطالب المواطن بأداء واجباته مع بصيص أمل أن توفر له حقوقه الإنسانية البسيطة في بعض الاوقات ، وكان أسلوب الحماية العثماني وجباية الضرائب في العصور السالفة هي أحد أهم مظاهر دكتاتورية الدولة، ففي ظل حرمان الفرد والمجتمع من رعاية الدولة النسبية، كانت الجبايات تذهب إلى عمارة القصور السلطانية العثمانية والفرنسية فيما بعد، والإغداق على الموالين والمتزلفين والمسبحين بحمد الحكام بعد الاستقلال.
وفي عصرنا هذا لا تعدوا أن تكون ثروات الأمة تكرس لخدمة أنظمة الحكم وإدامة سلطتها، وكأن النفط الذي حبا الله معظم الشعوب العربية بنعمته، قد تحول من نعمة إلى نقمة على الشعوب، فكرست عائداتها لتقوية سلطان الحكام وتأسيس مؤسسات أمنية وعسكرية تذود عن الأنظمة بدلا من أن تذود عن الشعب والدولة إلا بتسابيح وشعارات بطلها الإرهاب والجريمة المنظمة أو حتى النظم السياسية المجاورة، ولعل ليبيا سابقا والمغرب منذ نصف قرن هي بطلتها على حد تعبير باري وزان وفق مفهوم المعضلة الامنية. هذا الخيال المريض الذي يراود أنساق جزائرنا العميقة ببعده الكامن والديناميكي، جعل برامج النهضة والتنمية بأساليب الاشتراكية المتبنات تبعث حسادا همهم الوحيد إفراغ هذا المسار من روحه المبطون والنقي برفع همة البلد وتحقيق الديمقراطية إلى تنوير شباب بمفاهيم وأفكار يكون فيها الاستقلال عن المستعمر ضرب من الخيال ومن جانبه تدخل القاعدة –الشعب- في دوامة القابلية للاستعمار على حد تعبير مالك بن نبي.
اليوم يكاد التاريخ يكرر نفسه مرة أخرى، فالبلد يواجه هجمة شرسة من قوى تكاد تصنف بالهلامية مدعومة من جهات، أطراف، دول.. لتنفيذ مخطط شيطاني هدفه تمزيق الشعب وليس الكيان كما يرها الماديون، ومعظم القوات التي تواجه هذا الجيش الهلامي والإرهابي لا تمتلك الوسائل الكافية للمواجهة، فالمواطن الذي حرم من حقوقه الإنسانية في أوقات ما ولايزال يتخبط مع البيروقراطية والفشل.. لا تستطيع الدولة أن ترغمه على الدفاع عنها، ولاتستطيع حكومة أن تطلب من عنصر "الجيش" أن يتوجه إلى جبهات القتال ويجود بحياته ودمه في وقت تعاني فيه عائلته من الجوع ولا تملك زوجته ما تدفع به إيجار بيتها..، هذه هي الحقيقية المرة، لأن الجزائر ليست العاصمة بتاريخها وفقط، والتنمية ليست مشاريع الإسكان وإنشاء المستشفيات والجامعات والطريق السيار الذي لاندري ماهي حقيقته وخباياه، بل هي نظام وحريات وعيش كريم واستقلال عن تابع، لكسر القابلية للخضوع والاستدمار..، أليس من حق هذا الشعب أن يجهز بكل هذه الحقوق ليكون واجب الدفاع نابع من قناعة خاصة قبل أن تطلب منه الحكومة أداء واجبه بالدفاع عن أرض الوطن؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب