الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالرصاص وحده تتحررالأوطان .. غزة مثالا

حمزة الشمخي

2005 / 8 / 18
القضية الفلسطينية


إعتدنا في منطقتنا ، أن نربط دائما ما بين عملية التحرير وتحقيق السلام ، بالصواريخ والدبابات ، والتي يقول البعض عنها ، بأن لا تحرير ولا سلام من دون التضحية بالغالي والنفيس .
ولكن أن تجارب بعض الشعوب التحررية وعلى مر السنين ، تشير الى أن هناك أساليب وأشكال كفاحية مختلفة ، عنفية وسلمية منها ، ويمكن أن تتفاعل فيما بينها .
وأن المقاومة الوطنية الذكية والناجحة ، هي التي كيف تختار إسلوبا كفاحيا مناسبا وملائما للظروف الملموسة لتلك المرحلة المعينة ، وكذلك فهمها لطبيعة وإمكانيات وقدرات من تواجهه في المعركة من أجل التحرير، مقارنة بقدراتها وإمكانياتها ووسائل نضالها .
واليوم أن هناك جدلا كثيرا ونقاشات حامية وأسئلة عديدة بين الفلسطينيين أنفسهم وأصدقائهم ، حول عملية إنسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من غزة الفلسطينية بعد إحتلال دام ثمانية وثلاثين عاما .
ومن هذه الأسئلة ، هل أن عملية الإنسحاب من غزة تمت بفعل وتأثير الصواريخ المحلية الصنع ( صواريخ القسام ) كما يطلقون عليها أصحابها ، وكذلك المناوشات المسلحة المحدودة مع القوات الإسرائيلية بين الحين والآخر ؟ .
أم أن عملية الإنسحاب الإسرائيلي قد تمت نتيجة تفاعل العمل المقاوم مع الإسلوب النضالي السلمي ؟ ، والذي مر ويمر عبر المفاوضات ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وبإستخدام الطرق السياسية والدبلوماسية ، ومحاولة إشراك أطراف من المجتمع الدولي قدر الإمكان للضغط على مؤسسة القرار الإسرائيلي ، لحل عملية الصراع التاريخية المعقدة والمتشابكة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وإرجاع الحقوق المشروعة لأصحابها .
وأن المشهد ما بين لغة الدم والصواريخ من جهة ، ولغة السياسة والمفاوضات من جهة إخرى ، فيما يتعلق بقضية عودة غزة الى أهلها ، ليس غامضا على الكثير من الفلسطينيين والمتتبعين للقضية الفلسطينية من العرب والأجانب ، الذين ينظرون الى عملية تحرير غزة بعد سنين من النضال سلميا .
وأن كل هذه قد جاءت نتيجة لدور وفعالية المفاوضات والإتفاقيات بين طرفي الصراع من الفلسطينيين والإسرائيليين ، إضافة الى النضال الفلسطيني والضغط الشعبي لقطاعات مختلفة من الإسرائيليين على حكومتهم وأصحاب القرار والنفوذ ، والتي أدت بالنهاية الى هذا الإنجاز الوطني الفلسطيني الكبير .
ومن هنا قد نشأ الإختلاف مع أصحاب الرأي القائل ، بأن الصواريخ والعمليات العسكرية ، هي التي أجبرت القوات الإسرائيلية للإنسحاب من غزة ، وبالتالي عادت الى أهلها ، وليست نتيجة المفاوضات السياسية والدبلوماسية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .
فلذلك علينا أن نصعد من عملياتنا العسكرية ونشاطاتنا المسلحة ، ونزيد من صواريخنا ، لتحرير كامل التراب الفلسطيني حسب قولهم !!.
فهل حقا أن غزة قد عادت الى أهلها الفلسطينيين نتيجة الصواريخ والعمليات المسلحة فقط هنا وهناك ؟ .
وهل أن الفلسطينيين الذين لا يؤمنون بالمفاوضات والحلول السلمية ، سيحررون كل فلسطين فعلا بصواريخهم هذه ؟ .
أم أن الجمع ما بين الأساليب الكفاحية المختلفة ، وتفهم طبيعة المعركة ومعرفة موازين القوى والإمكانيات والتفوق العسكري والإقتصادي والأمني ... إضافة الى دور وتأثير العاملين العربي والدولي في المعادلة الفلسطينية – الإسرائيلية في المرحلة الراهنة في حالة الحرب أو السلام .
كل هذه العوامل وغيرها .. هي الكفيلة في إختيار الطريق لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها ، وليس بالصواريخ البدائية والعمليات المسلحة المحدودة والشعارات والخطب الحماسية فقط ، ستتحرر الأوطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف