الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين التلوث البيئي والصناعة النفطية

زينب فاضل محمد

2014 / 9 / 21
الصناعة والزراعة


العلاقة بين التلوث البيئي والصناعة النفطية
المقدمة:
لقد احتلت مشكلة التلوث النفطي أهمية كبيرة لقضايا البيئة بأكملها ، وارتبط في أذهان الكثيرين أن التلوث هو المشكلة الوحيدة للبيئة، وفي التصدي لها تحل مشاكل البيئة ، ذلك أن أثارها ظاهرة للعيان وخطورتها محسوسة ومشاكلها ملموسة أكثر من مشاكل البيئة الأخرى ، كالانفجار السكاني واستنزاف الموارد الطبيعية وانخفاض التنوع الحياتي، ولا ننسى أن أثارها قد شملت الإنسان نفسه وممتلكاته، وان موضوع العلاقة بين التلوث البيئي والصناعة النفطية منها مصافي تكرير النفط ومشتقاتها و انبعاثاتها من إنتاجها واستهلاكها تعد من المتغيرات المؤثرة سلبا بشكل كبير في البيئة.

التلوث البيئي:
يرى البعض أن التلوث هو معنى عام ومطلق ليس له حدود أو إطار يغلف المعنى بصورة علمية صحيحة وانه يجب أن نعرف أن كلمة تلوث هي معنى يولد للبشرية والمخلوقات الأرضية من أضرار بفعل التقدم الإنساني (الصحاح،534،1996).
ويعرف التلوث البيئي على انه كل ما يؤثر في عناصر البيئة بمن فيها من نبات وحيوان وإنسان وكذلك مايؤثر في تركيب العناصر الطبيعية غير الحية مثل الهواء والماء والتربة.(مزاهرة والشوابكة،118،2003).
يحدث التلوث نتيجة إلقاء النفايات للتخلص منها مما يفسد البيئة ونظافتها بإحداث تغير وخلل في الموازنة التي تتم بالعناصر المكونة للنظام الحياتي(Ecology) وتفقده القدرة على التخلص الذاتي من الملوثات بالعمليات الطبيعية، فالتلوث البيئي يعني الإخلال بالطبيعة وتوازنها بشكل يؤدي إلى عدم استيعاب البيئة لهذه المواد وكذلك يعرف التلوث بأنه إحداث ضرر أو تخريب في مكونات البيئة.(وود،27،1984).

الصناعة النفطية:
تعني الصناعة النفطية بشقيها الاستخراجية والتحويلية مجموعة من الفعاليات والأنشطة والعمليات الإنتاجية المرتبطة باستغلال الثروة النفطية ابتداءا من عمليات الكشف والتنقيب مرورا بعمليات الاستخراج والنقل حتى وصول سلعة النفط إلى المستهلك النهائي. (إلهيتي،20،2000). وأصبح النفط يشكل ركنا أساسيا في استراتيجيات الدول إذ أنها أصبحت تدرك أن النفط مادة ذات تأثير فعال ومفتاح لكل تقدم، فمن أراد أن يمتلك قراره وسيطرته على العالم عليه أن يجد مصدرا دائما للنفط. (طاقة،1،2004)
العلاقة بين التلوث البيئي والصناعة النفطية:
يقدر الخبراء أن الإنتاج الصناعي ومنه الصناعة النفطية تؤدي إلى انبعاث مايزيد على مائة مادة مختلفة في الهواء. ونستطيع القول أن ما ينبعث من هذه الصناعة يعتمد على المعايير البيئية. فإذا نظرنا إلى الدخان الصادر من مدخنة احد المصانع فيمكن أن نلاحظ انبعاثاتها التي يمكنها أن تنتشر بسهولة على امتداد مساحة واسعة خاصة في ظل وجود رياح في الجو. في بداية السبعينات من القرن الماضي اكتشف العلماء في وسط أوروبا أن الانبعاثات الكيميائية كانت تتسبب في الأضرار بمساحات واسعة من الغابات بفعل الأمطار الحامضية. فعند حرق أنواع من الوقود الاحفوري من اجل إنتاج الطاقة ينطلق في الهواء غاز يعرف باسم ثاني اوكسيد الكبريت، ويسقط الغاز على فجوات الخلايا الموجودة على أوراق النبات والأوراق الصنوبرية أبرية الشكل ويتحول إلى حامض الكبريتيك مما يتسبب في تدمير بنية خلايا الورقة. وان مصانع المواد الكيمياوية والورق والمعادن والفحم والنفط هي المساهم الأساسي في حدوث ظاهرة الأمطار الحامضية. (تايشمان،28،2008) وكذلك ناقلات النفط بحوادثها المتكررة وبممارساتها الخاطئة كإلقاء النفايات والمخلفات النفطية في الماء من الملوثات الخطيرة للمياه وللبيئة عموما. وتشكل الملوثات النفطية اخطر ملوثات سواحل البحار والمحيطات وأوسعها انتشارا، إذ أن 20% من النفط المنتج عالميا يستخرج من أعماق البحار استنادا إلى ذلك فان مصادر تلوث البحار والمحيطات كثيرة ، وتأتي حوادث غرق ناقلات النفط في مقدمة أسباب تلوث البحار والمحيطات بالنفط فالناقلات الغارقة وحدها تتسبب في تسرب مايصل إلى مليوني طن سنويا من الزيت الخام إلى مياه البحار والمحيطات.(حمادي،8،2005)
المستخلص:
خلصت المقالة لبيان تأثير الصناعة النفطية في البيئة وذلك باعتبار أن قطاع الصناعة يشكل ثلث الاستهلاك النهائي للطاقة في العالم، ومن هنا جاء الاهتمام الخاص في برامج تحسين كفاءة استخدام الطاقة والاهتمام بخططها وسياساتها المحلية والعالمية بالمجالات الخمسة الأساسية التي حددتها لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وهي تعزيز إمدادات الطاقة وخدماتها وكفاءتها وتنمية استخدام مصادرها المتجددة، وتطوير تقنيات الوقود الاحفوري والنقل وأدرجت هذه المجالات في خطة جوهانسبرغ التي صادق عليها قادة دول العالم. وكان الغرض الأساسي في أوائل القرن العشرين من صناعة النفط هو الحصول على الكيروسين ( النفط الأبيض) لاستخدامه في الإنارة وإنتاج الطاقة الحرارية للتسخين والتدفئة والاستخدام المنزلي، وشهد العالم منذ الثورة الصناعية موجة كبيرة من التطور في جميع المجالات كانت نتيجة الزيادة في رفاهية بعض المجتمعات، ولعل أسرع وتيرة نمو كانت في المجال الاقتصادي الذي تطور بشكل مذهل، إذ أن هذا التطور لم يأخذ بالحسبان الجانب البيئي في أدائه مما دفع معظم دول العالم في العقدين الأخيرين بعد إدراكها للخطر البيئي الذي قلل من جودة هذه الرفاهية إلى الاهتمام بالبعد البيئي، إلى جانب الاهتمام بالبعد الاقتصادي ولا تقتصر المشكلات البيئية المختلفة مؤخرا على أن تكون مجرد مشكلات بيئية بل إنها نتيجة لتأثير الأنشطة البشرية كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح