الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالات بالصاص والعنبة

مفيد بدر عبدالله

2014 / 9 / 21
كتابات ساخرة



ماذا تستفيد من الكتابة ؟ سؤال لطالما كرره علىّ الكثيرون، يقصدون الفائدة المادية، فأجيبهم لا استفيد ماديا، بعضهم يصدقون واخرون يشككون، السبب طريقة تفكيرهم ونظرتهم للثقافة والفكر، يعتبرون أي مجهود لا يحقق مردودا ماديا لا يستحق ان يبذل ولو عاد بالنفع على مجتمع بأكمله، وهذه النظرة شائعة عند الكثيرين للأسف الشديد، بل ان بعضهم يعتبر عدم الاستفادة المادية فشلا، فلا يعرفون الحقيقة التي توصلت لها بعد عامين من العمل في هذا المجال، وهي ان هنالك مسلكين مربحين، اولهما: التصاق الكاتب بالسلطة، ووصفها بما ليس فيها (بوق للنظام)، وهذا النوع سيجد من يحتضنه ويقدم له الدعم تحت مسميات وعنوان كثيرة، والنوع الاخر: من يدعون المعارضة ويوظفون اقلامهم لمهاجمة الحكومة، تحت مسوغات وذرائع غير منطقية بلا اسس صحيحة ولا تكون غايتهم تقوم العملية السياسية او اصلاحها بل يدعون لنسفها وتسقيط عناوينها، وهؤلاء يجدون من يحتضنونهم ويقدمون لهم الدعم الكبير الذي يفوق حتى ما يحصل عليه النوع الاول، والكتاب من كلا النوعين يكذبان ويضللان الراي العام، لكنهم يعتبرون هذا نجاحا ويمضون في غييهم.
في دورة للأعلام السياسي التحقت بها قبل ايام سألت الدكتور المحاضر بعد تحدثه عن " المراسل الصحفي"، ما هو المعيار الاهم لنجاح المراسل الصحفي ؟ أجاب :ان يرضي ادارة القناة التي يعمل فيها ويوظف الاحداث بما ينسجم مع سياسات وتوجهات القناة، جوابه هذا يعني بان الحقيقة عند كثير من القنوات غائبة والمشاهد مظلل وما يتلقاه لا يعدو اكاذيب تحرف قناعاته باتجاه يتلاءم وتوجهات الجهة الممولة للقناة، وعلى الرغم ان تأثيرها لا يطال جميع افراد المجتمع فالكثير لا تنطلي عليهم الاكاذيب لكنها تنجح احيانا في ان تحدث شرخا بالنسيج الاجتماعي او فوضى مجتمعية، وهذا النوع من الاعلام عادة ما يكون عالي التمويل وتقف خلفة مؤسسات ضخمة فهو يحقق اجندات دولية.
أعود من حيث ابتدأت، وأجيبهم على السؤال المتكرر بدقة أكبر وبالأرقام، الجواب سيجرني لحادثة طريفة مرت بي، منحني احد رؤساء تحرير الصحف قبل اشهر خمسين دولارا، مكافئة لي عن ما نشرته في صحيفته وهي المكافئة اليتيمة التي حصلت عليها، ظلت معي لأكثر من شهر أتأملها مرات، فهي الاولى والاخيرة بعد اكثر من سبعين مقالا نشرتها في صحف مختلفة، اي ما يعادل 750 دينارا مكافئة عن كل مقال، تحدثت لصديقي بائع ( اللفات) في المحل الملاصق لدائرتي ، فأشار علي بحكمته بان اشتري بمكافئة كل مقال( لفة فلافل)، ولأننا نداوم عشرين يوما في الشهر، فسيكفيني المبلغ قرابة اربعة اشهر، وهي فترة غير قليلة، كما طلب مني ان اجلب معي كل صباح وقبل الدوام احدى المقالات المنشورة لنقراه سويا وانا تتلذذ بالطعام فانا عادة اتفطر عنده ولا اكل شيئا قبل خروجي من المنزل، وافقته الراي . ذهبت الصراف واشترطت عليه ان يمنحني بما يعادلها فئات صغيرة- دون الالف دينار- لتفي بالغرض، وباشرت تطبيق الفكرة، سألني صديقي في اليوم الاول : بالصاص ام بالعنبة؟ فأجيبه كما تشاء، قال طالما تركت الامر لي فسأضع الصاص( للفة الفلافل)ان كان المقال اجتماعي والعنبة ان كان سياسي، واستأذنك ان رأيت العنوان صارخا ومحفزا وذو دلالة على ان محتواه ساخن سأزيده سخونة بإضافة قليل من الفلفل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح