الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبررات بدون مبررات

حيدر ناشي آل دبس

2014 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يستغرب المرء من مبررات ثلة من الناس حول اشاعة ما يروه صحيحاً ووجوب تطبيقه واحياناً فرضه ليتم الشروع به دون معرفة مقبولية طرحهم او فعلهم لدى من يقتسم معهم الحياة بكل منعطفاتها ‘ فنجدهم يطوعوا كل الممكنات لشيوع مختلف الممارسات التي يؤمنوا بها دون الاهتمام بما يراه الاخر المختلف معهم ‘ فيستخدموا اقسى انواع العنف ويسوغوه بعدة مسميات لكن اكثرها تأثيراً المسوغ الديني ‘ الذي من خلاله تمارس عمليات القتل والتصفية الجماعية والتعذيب الجسدي والنفسي والتهجير وغيرها من وسائل العنف المعروفة والمبتكرة ‘ ويكون (الله) الراعي الرسمي لهذه الاعمال حسب ما يدعّي مرتكبيها ‘ وتستمر هذه السيرورة لتنتج مجتمع معاق من كل النواحي يغلب عليه الفهم المشوه لطبيعة الاحداث ‘ فيستقرأ الواقع بشكل مغلوط بعيداً عن محدداته الاساسية المكونة له ‘ ويعيشوا في يوتوبيا فارغة من الخيال خالية من الجمال ‘ تفضي عليها قيمة هابطة متجهةٌ نحو الحضيض الانساني ‘ وفي هذه الحالة المعّقدة والمتشابكة في آن ‘ تكون الحلول اشبه بالمعدومة بسبب التقهقر الكبير في بنية التفكير الجمعي ‘ مما يدل على ان الطبيعة البشرية مهزوزة ويمكن خلخلتها بسهولة ان لم تكن ذات اسس رصينة تقيها شر الاختلالات والهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي قد تودي بها الى المجهول .
وفي عود على بدء في موضوعة المبررات السائدة في الوقت الحاضر ومانستشعره من تقلبات وتحولات افضت الى استعار الصراع بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية لتلقي بضلالها سلباً على حياة المواطن البسيط واسلوب عيشه ‘ حيث استخدام كافة الاساليب في سبيل المصلحة الذاتية وتغليبها على مصلحة المجموع المنتمين للرقعة الجغرافية وفق مبدأ التاريخ القومي وبشكل اعم المصير المشترك بين مختلف القوميات والاديان والمذاهب والفرق التي تقطن هذه الرقعة وما تمتلكه من ارث حضاري تاريخي تنتمي اليه وتستمد حاضرها منه وفق ما تمليه عليهم مرجعيتهم الفكرية ‘ لذا تطفح الى السطح المصالح الفئوية الضيقة مثل ما اسلفنا ومحاولات تحجيم الفائدة لتشملهم فقط دون غيرهم والعمل للمحافظة على امتيازاتهم المتحصلة من اساليبهم غير المشروعة في الكسب المادي والمعنوي ‘ وابتكار اساليب جديدة في الاقصاء والتهميش للمختلفين معهم حتى وان كان الثمن حياة الانسان ذاتها ‘ فما وصلوا اليه من مواقع رفيعة في السلم السياسي او الاجتماعي يحتم عليهم حسب مفهومهم استخدام مختلف الوسائل للحفاظ على مكتسباتهم ‘ وفي ذات الوقت تجدهم مبدعين في عملية تضليل الناس بوعود وبرامج تتصدرها رفاهية الانسان وسعادته فيتصنعوا الحرص على تحقيقها ‘ لكن في حقيقة الامر العكس هو السائد فمصالحهم هي الاساس في ما يبتغون ‘ وهذا الرأي ليس مقتصراً على القوى المشاركة في العملية السياسية وانما ايضاً من يدّعي دور المعارضة ‘ وكذلك المدّعين بالدين او المذهب من القوى الاجتماعية ‘ او الراغبين بالحكم الاسلامي وفق طريقة السلف الصالح ‘ هذه القوى وبسبب من مواقعها الطبقية تنطلق وفق ما تمليه عليها مصلحتها فتستخدم الدين وسيلة للوصول لمراميها ‘ فالعزف على هذا الوتر لما له من تأثير على الفكر الجمعي جعل منهم حاذقين في طرق طرحهم ووسائل اقناعهم لجمهور الناس البسطاء الحالمين بحياة رغيدة وكل املهم ان يعيشوا بسلام وللاسف قد ظنوا ان الواعز الديني لهؤلاء المتشدقين به سيعصمهم او يحجم دور الخطيئة لديهم ‘ لكن ما ظهر جلياً خطل هذه التصورات وبعدها عن الواقع والدليل قتل وتهجير العوائل الامنة من مناطق سكناهم ‘ والدليل حجم الفساد المالي والاداري الذي نخر ولازال ينخر في بنية الدولة العراقية ‘ والدليل عدم الشروع الحقيقي في عملية اعمار البلد رغم المبالغ الطائلة التي صرفت منذ سقوط النظام الدكتاتوري لغاية الان ‘ والدليل حجم البطالة بين السكان وخصوصاً لدى الشباب ‘ والدليل العدد الهائل من الشعب العراقي الذين يعيشوا تحت خط الفقر او ما يجاوره ... وغيرها من الادلة والملفات المكشوفة منها والمستترة وتبقى المعاناة والمشاكل مستمرة وتتفاقم بسبب عدم وجود ارادة وطنية حقيقية لحلحة الاوضاع والاتجاه نحو الاستقرار والعيش الآمن ‘ فما افرزته القوى الطائفية من واقع مأزوم سيفضي الى اعاقات مجتمعية اكثر مما نشهده الان ‘ لذا على القوى البديلة ان تأخذ دورها في طرح مشروعها الوطني المعتمد على مبادئ الديمقراطية والسعي لبناء الدولة المدنية ‘ على القوى المدنية ان ترسّخ برنامجها بشكل اكبر مما عملت سابقاً وان يوسعوا من تحالفهم ويختاروا اساليب جديدة للنزول الى الشارع والتعريف بما يهدفون القيام به في بناء دولة المواطنة ‘ فالقوى المدنية هي الحل والبديل الامثل للمتصدين للسلطة او المدّعين المعارضة وبمختلف اشكالها او الساعين لاقامة حكم الله في الارض .
فلتكن المرحلة القادمة للمدنيون لانهم الاصلح بقيادة البلد والسير به نحو بر الامان لانهم ابناء طينة العراق وحريصون على رفعته وتقدمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد