الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات في المغرب و اختبارات الولاء

بوشتى الركراكي

2014 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كانت الأحزاب المغربية المشكلة للتحالف الحكومي أو التي في المعارضة أو احزاب الصف الثالث تخشى الاستحقاقات الانتخابية، فالمجتمع المدني المشكل للجمعيات و المنظمات خوفه و خشيته منها أضعاف مضاعفة، لأن المناسبة اختبار للولاء و تجديد لعهود و مواثيق أعطيت في دهاليز سياسة اليوم نمنحك أعطياتنا و غدا أنت في أعيننا نرى ماذا أنت فاعل لأجلنا، و كم هي الأصوات التي ستضخ في صندوقنا بعد أن ملانا جيوبك و جيوب حوارييك.. .
الجمعيات الأهلية التي أسست على تقوى و محجة السياسة يتمنون لو أن الانتخابات على رأس كل خمسة عشر سنة كي لا يقوموا إلى صبورة التجييش و حشد البشر و الشجر، و يكفيهم ما يعانوه عند عقد الاجتماعات اليتيمة و التي يتوددون لتراب الأرض من اجل ملأ قاعة يناظر فيها مسؤول حزبي "جا من الرباط" قاعة يملأ أضعاف حجمها "بوزامر" على ناصية الدرب بقصبة و منفاخ ماء ساخن.
اختبار الولاء يذكرني بجهاز كشف الكذب التي انتشرت أسطورته بداية السبعينات و التي ما إن ذكر أمام المعروض على الاختبار حتى تنهار معنوياته و يصل مؤشر جاهزيته لأدنى مستوياته.
الجمعيات السياسية و التي تلبس لبوس الديمقراطية و الحداثة و التشاركية و الثقافة و الرياضة و حماية النار من الثلج، و رعاية الإعطاب الاجتماعية، مدعوون غدا لاختبار الولاء و الذي على أساسه تعاد صياغة قوانين المنح و الامتيازات كما تظهر من خلال نتائجه من يملك وجهين و تسقط الأقنعة و يبعث الجمعوي حيا عاريا إلا من لباس التقوى السياسية ، ولاءه بيمينه و كتاب أصواته بشماله. منظر اقرب للحشر في تصوره و تصويره، لكن "الحقيقة" تبقى مشهد تصوره الضمائر و تشاهده الأعين و تمقته النفوس التي تملك قدرا يسيرا من الإحساس و الشعور بمعنى أن تكون بشرا إنسانا حرا لا يملك أحدا صك عبوديتك أو حريتك المقنعة.
غدا سيسقط قناع أنصاف المثقفين ممن يقدمون ولاء خاصا للأحزاب مدعين أن مهمتهم تخاطب العقول و تحشد الولاءات و أن ظهورهم على خشبة الحزب تضر بمهمتهم السرية الجليلة و المقدسة، مهمتها ضمان استمرارية الحزب و مده بجسور قوامها الأجيال القادمة و التي يتم تعبئتها و تجنيدها داخل مختبرات جمعيات ثقافية و الدينية مهمتها المعلنة الثقافة و نشر الوعي و تجديد النخب و تعبئة الشباب
و خلق مجتمع مدني ديومقراطي فاعل و منتج أما المهمة السرية تصنيع الناخبين.
غدا سيكتشف أولياء نعمتهم و الراعي الرسمي لمشتل إنتاج مجتمع مدني مدجن، أن معاملهم
و مختبراتهم السرية تنتج بيضا فاسدا و أصوات لا تعرف طريق صناديق الاقتراع.
الحقيقة التي كلما تذكرتها أحس بالدهشة و الاستغراب كيف يتآمر المثقفون و أنصافهم و بعض الأفواه
و الحناجر على فئة من الشعب أمية، جاهلة، فقيرة، معدومة لسرقة أصواتها ثارة باسم المنفعة و ثارة باسم الدين و ثارة باسم التغيير و ثارة باش تزيان الوقت، و لم يستطيعوا لحد الآن من تدجينها و سوقها إلى صناديق الاقتراع بل على الكس من ذلك ضلت عصية عليهم و محتفظة برقمها القياسي و الذي يجاور 50 في المائة كنسبة لا تقترع، يقاطعون و هم صامتون يحملقون بأعينهم يتفرسون وجوها
و حناجر لا تعلم أنها تخاطب فئة أرنبتي أذنيها مغلقة و لا تفكر إلا بأعينها، فما تراه حقيقة و دونها السراب.
مؤسف أن تتغير القناعات و الأوليات، بالأمس القريب كان مفسر أحلام الجماعات الدينية كل يوم يخرج علينا عبر الجرائد بقصة و قراءة لفكر ابن بعجق و ابو تهتاهة و يشرح فكر جماعة النفريت و حجم و عمق الفكر التكفيري و التفكيري حتى "فكرنا"، بعد هذا المسار جلس مع نفسه حدثها بصدق و استخار
و استشار وخرج علينا بحزب "الديمقراطيون الجدد"، الحقيقة أن صاحبنا الظريف تأكد أن طاولة الكبار في بلدنا العزيز يجلس عليها الأحزاب، و من أراد أن يصبح فارسا من فرسان الطاولة المستديرة عليه أن يأتي راكبا على فرس أمانة حزب حتى و لو كان امتداده مغيفوتش بوقنادل و بوزنيقة على امتداد الجبهتين الحدوديتين للعاصمة الرباط، المهم أنت أمين حزب و بطاقة دعوتك مكتوب عليها مرحبا بك في نادي الكبار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو