الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى 150 لتأسيس الأممية الأولى

معاد الجحري
عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي. المغرب

2014 / 9 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية




بحلول يوم الأحد 28 شتنبر 2014 ستكون قد مرت 150 سنة بالضبط على تأسيس الأممية الأولى واسمها الرسمي الجمعية الدولية للشغالين(+) في 28 شتنبر من سنة 1864 في مؤتمر لندن.

جاء تأسيس الأممية الأولى بمثابة رد على التداعيات السلبية للثورة المضادة،التي عقبت ثورات 1848 التي شهدتها العديد من بلدان أوروبا (ربيع الشعوب)،على الطبقة العاملة وتطلعاتها نحو الاشتراكية والشيوعية،والتي عبرت عنها الثورات المذكورة.

وقد كان هذا التنظيم بقوة واقع مستوى نمو التراكم الرأسمالي محصورا في الجزء الشمالي الغربي لأوروبا وضم مكونات مختلفة:أحزاب سياسية ناشئة،نقابات وتعاونيات،جمعيات مدنية وشخصيات واطر مناضلة من بينها ماركس وبرودون وباكونين ...

ومنذ البداية لعب كارل ماركس الدورالمؤثر والأبرز على مستوى مجلسها العام وكان هو من حرر وثائقها التنظيمية وأرضيتها التأسيسية.واعتمدت الأممية الأولى في عملها بنية تنظيمية غير معقدة تتمثل في المؤتمر الذي ينعقد مرة في السنة والمجلس العام والفروع.وكان ماركس يدافع عن فكرة استقلالية الفروع مع ضرورة حد أدنى من المركزية لحماية الأممية من التآكل والاندثار في وجه تيار الفوضوية.

ورغم توصل كل من الاتجاه الفوضوي والاتجاه الماركسي إلى صياغة برنامج متقدم ينص على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج فان الصراع كان السمة الرئيسية التي طبعت العلاقة بين الاتجاهين وهو ما أدى إلى حل هذه الأممية في شتنبر من سنة 1872 بسب الخلافات العميقة بينهما خلال مؤتمر لاهاي.

ولم تفعل السنين والأحداث التي تلت سوى تكريس تلك الخلافات الجوهرية بينهما وانتصار نهائي لماركس على باكونين ولا نظنه انتصارا مبالغا فيه.وان انتعاش الأفكار الفوضوية في العقود الأخيرة وانتشارها الملحوظ بالخصوص في الحركات المناهضة للعولمة وتأثيرها حتى وسط بعض مكونات الحركة الشيوعية يعود في نظرنا إلى انهيار تجارب البناء الاشتراكي في كل من الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية وتراجعها في الصين الشعبية وما ترتب عن ذلك من خيبات أمل وفوضى واضطراب في التفكير من جراء ما حدث.

تكمن أهمية الأممية الأولى في كونها جسدت لأول مرة في التاريخ وبشكل واعي ومنظم التضامن بين العمال على صعيد دولي وساهمت في ترسيخ الوعي الطبقي لديهم كما ساهمت في توجيه نضالات الشغيلة محليا وإعطائها أفقا أمميا.تكمن أهميتها أيضا في كونها أسست فكرة الأممية البروليتارية التي تجد جذورها العميقة في كون الطابع المعولم للرأسمالية يعني أن ضحايا هذا النظام الهمجي لا يمكن لهم مواجهته بشكل فعال إلا إذا انتظموا أيضا على مستوى عالمي.

هكذا تم تأسيس الأممية الثانية بإسهام أساسي من أنجلز سنة 1889 التي انهارت بدورها سنة 1914 بسبب الانقسام حول الموقف من الحرب العالمة الأولى،بين اتجاه يساند برجوازية بلده في الحرب وصوت لفائدة ميزانيتها في البرلمان واتجاه يتزعمه لينين يفضح هذا التوجه الانتهازي والشوفيني يرفض هذه الحرب ويعري أسسها ويعتبرها حربا امبريالية يجب مواجهتها بثورة عالمية. وهكذا تم تأسيس الأممية الثالثة بقيادة لينين في 2 مارس من سنة 1919 كأممية ثورية مناهضة للإمبريالية والاستعمار ستلعب دورا هاما في توجيه الثورات العمالية وفي مساندة الشعوب المضطهدة لكن سيتم حلها من طرف الاتحاد السوفياتي سنة 1943 كما أسس تروتسكي سنة 1938 الأممية الرابعة تنسق عمل الاتجاه الذي يحمل اسمه على صعيد عالمي وهناك نقاش عالمي اليوم حول ضرورة أممية جديدة.

وأكد النهج الديمقراطي منذ تأسيسه إيمانه بالأممية البروليتارية وجاء في وثيقة الإطار المرجعي الصادرة عن مؤتمره الوطني الثالث"اعتبارا للطابع الأممي للصراع ضد الرأسمالية فإن النهج الديمقراطي يعمل، إلى جانب باقي الماركسيين في العالم، على بناء أممية ماركسية تتجاوز حالة الشتات الذي يعيشونها حاليا، وتوحد نضالهم في مواجهة الرأسمالية المعولمة، بهدف تجاوزها وبناء الاشتراكية" واعتبرت ذات الوثيقة أن النضال من اجل هذا الهدف يشكل سيرورة نضالية مترابطة ومتزامنة مع سيرورات النضال الأخرى. وهذا يعني أيضا أن مجهود النهج الديمقراطي فيما يتعلق بالعلاقات الدولية يجب أن يخضع إلى استراتيجية بناء أممية من هذا الطراز وهو هدف ممكن التحقيق ويستحق التضحية من أجله.ولا شك أن هذا العمل الشاق يجب أن يستفيد من التراكم الحاصل في هذا المجال أي من قرن ونصف من تجارب بناء الأممية،من نجاحاتها وإخفاقاتها ي استنساخ لها وهو مجهود يعني جميع الاتجاهات الماركسية (الماركسيون-اللينينيون، الماويون، التروتسكيون...) بعيدا عن أي حلقية أو عصبية.

وعكست وثيقة المنظور التنظيمي للنهج الديمقراطي الصادرة عن المؤتمر نفسه تلك الفكرة الرائعة التي ختم بها ماركس الأرضية التأسيسية للأممية الأولى"إن تحرر الشغالين سيكون من صنع الشغالين أنفسهم" والتي تعني مفهوما معينا للطليعة (avant-garde) يستبعد مفهوم الإنابة عن الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي