الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمسُ يسبقُ اليومَ

واصف شنون

2005 / 8 / 18
كتابات ساخرة



كان ألدّ ُ أعدائي في فترة الحرب الصدّامية الخمينيّة الخليجية الأميركية ...هو التلفزيون .....،ليس الجهاز بشكله وتقنيته وألوانه ،بل مايبث فيه من الأكاذيب والبيانات والغيّ والصفاقة وعدم إحترام مشاعر المتفرجين بكل الأعمار خاصة الأطفال منهم حيث يلعبون بينما صوت المذيع الأخرق يقودهم لتفحص صور القتلى وأطراف الجثث ...(ونرى الأن القسوة العنيفة الحاضرة لذلك الجيل ..!!)،ومايظهر على شاشة التلفزيون البريئة من شعراء وكتاب دجالّين ومغنين طبالّين وطنيين ينشدون للحرب الصدامية على الخميني فوق أكوام الجثث الشابة أجساد أبناء الرافدين وبابل وسومر ونينوىوالأنبار والنجف وكربلاء...!!! كما يحلو لهم أن يقولوا الأن..،بينما كان التبجح السفيه هو( بالقعقاع وعلي وخالد والأيوبي وأبو محجن..)،كان بيان التلفزيون يقول مثلا ..ً (وتم إبادة ثلاثة ألاف من جنود العدو ،بينما كانت خسائرنا هي جريح واحد ) أو (قامت قواتنا البطلة بحرق رتل من الدبابات المجوسية ،ولم تكن خسائرنا سوى عطب مدفع واحد ) ..وهكذا .....
لكن أسوأ ماشاهدته على شاشة التلفزيون العراقي في تلك الفترة المريرة السوداء ليست أغاني ياس خضر عن صداّم أو لقاءات صداّم الجبّار(حينئذ) نفسه مع عوائل القتلى ..ثم العشائر ..والعائلات..ومدراء المؤسسات ..وأصحاب القطاع الخاص(تجار الحروب والرأسماليين الصغار )..وفسّاد الخليج .. ومهازل التبرع بالذهب وتجنيد الكاوليّة المساكين (الغجر) في الجيش ومنح صدّام بركاته للرجل الذي قتل إبنه (ضّناه)..وغزل الشعراء الشعبيين بقائدهم ..ومعلقات عبد الرزاق عبد الواحد ....
أسوأ ماشاهدته على شاشة ذلك الصندوق السحري ..،
هو مخاطبة أحد المهندسين العراقيين ..لصدّام ..أن يأذن السيد الرئيس بالسماح له وفريق عمله أن يقوموا بجمع كمية من الذهب ْ ،من خلال تبرع كل إمرأة عراقية تعبيرا ً عن حبهاّ للرئيس وأفضاله عليها وبمقدار( مثقال )من مصوغاتها الذهبية ..(فالعراقيات قبل صدام لايعرفنّ ما تعنيه كلمة ..ذهبْ ..) ..والغرض من جمع الذهبْ هو القيام بصنع تمثال من الذهب الخالصْ والأتفاق مع وكالة فضائية (روسية أمريكية ..ليس مهما ً ) لتأجير مكوكْ فضائي..ومن ثم إطلاقه وهو يحمل التمثال الذهبي للسيد الرئيس ..بعد ذلك سينفصل التمثال عن المكوكْ الفضائي وسيظل يدور حول الارض في الفضاء الى أبد الابدين ..
إلى هنا إنتهت قصة ذلك المهندس..الذي لا أعرف لماذا ليس لي القدرة على نسيان تملقه الفائق الحدّ على كل المقاييس العراقية المعروفة تقليديا ً بالنفاق والرياء وعدم إحترام الذاتْ ،ذلك المهندس (التنكه لوجي) قبيح الضمير الذي لو بحثنا عنه الأن لوجدناه ربما وزيرا ً أو مديرا ً عاما ً أو لربما معمما ً في العراق الاميركي الاسلامي الديمقراطي الجديد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو