الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العريس

محمد أيوب

2005 / 8 / 18
الادب والفن


العريس
قصة قصيرة
بقلم : د . محمد أيوب
الليلة عرس ، يتقدم العريس من عروسه بعد أن مهرها أغلى ما يملك ، قلبه بكل ما فيه من حب قدمه لها ، والعروس تبتسم ، ينظر الحاضرون بعضهم إلى البعض الآخر ، اختلطت مشاعرهم ، لعله منظر العريس ، وربما كان المهر الذي قدمه ، وربما كانت العروس ، وقد يكون بعضهم قد سئم كونه أعزباً ، وربما ، وربما ، وربما ، ألف ربما تتأرجح في الجو ، والعروس تبتسم ، وكذلك العريس ، والحاضرون في دهشة ، لا تكاد عيونهم تستقر في مآقيها ، لماذا يلبس العريس بذلة حمراء ؟!
- كأنه محكوم بالإعدام ! همس بعض الحضور .
رد عليه آخر : ولكنها ليست حمراء ، لعلك مصاب بعمى الألوان .
اقترب الأول من العريس ، لمس بذلته بيده ، تخضبت اليد بالدماء ، سأل :
- هل أنت محكوم بالإعدام ؟
ضحك العريس : أنا محكوم بالحياة الأبدية ، بذلتي ليست كتلك التي يلبسها المحكومون بالإعدام ، انظر إلى يديك .
فتح الرجل يده وابتسم : إنها الحناء ! عجيب هذا الزمن !! العرسان يستعملون الحناء ؟! أنا أعرف أن الحناء للنساء .
قال الثاني : عندما يسود القحط يستعمل الرجال الحناء .
ضحك العريس ضحكة جذلى :
- ليست هذه حناء أيها المغفلون ، إنها دمائي تهب نسيج ملابسي الحياة ، إنها تتدفق من عروقي في خيوط ملابسي فتحولها عروقاً تنبض بالحياة .
أدار العريس ظهره ، نسي الحاضرين أو تناساهم ، انكفأ فوق عروسه يقبلها ، تخضب جسدها ، اخضوضرت ، انفرجت شفتاها تعكس ألوان العناب ، وعلت خديها وردتان جوريتان ، تحول شعرها سنابل ذهبية ، أصبح نهداها برتقالاً يافاوياً، فاحت من أصابعها رائحة موز أريحا ، جرت دماء العريس في رحمها تزرع الحياة .
همهم الحاضرون : يبدو أن العريس قد مات .
ردت العروس : إن من يعطيني الحياة لن يموت ، وقد مات الزمن الذي كانت فيه المرأة ترضى بعريس واحد ، وأنا أطمع أن يكون لي من بينكم أكثر من عريس .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا