الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاوض السني عبر المفخخات وتحت عباءة داعش .. أما زال خيارا مقبولا !!

سامان نوح

2014 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان ضمن المكون السني الحصول على معظم مطالبه في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بفضل دعم الادارة الأمريكية التي تحتاج بدورها الى دعم المكون السني لحسم المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية المعتمد على فكر (السلفية الجهادية) الذي بات يشكل خطرا على العالم كله.
حصل المفاوضون السنة في "لحظتهم التاريخية" على حقائب وزارية (9 حقائب من اصل 30) تعادل ضعف وزارات المكون الكردي الذي يوازي تمثيله تقريبا تمثيل السنة في البرلمان العراقي.
كما حصل المفاوضون السنة على تعهدات "بضمانات" باقرار قانون العفو العام، وتعديل قانون المساءلة والعدالة، والمشاركة القوية في القرار الأمني والسياسي (الحصول على وزارة الدفاع ومواقع في الداخلية فضلا عن صلاحيات لنواب رئيس الوزراء)، وتحقيق التوازن في التمثيل بجميع مؤسسات الدولة.
كما نجحوا في ضمان دفع رواتب موظفيهم ممن يعيشون في المناطق الخاضعة لتنظيم داعش (يعني رواتب دون عمل) وحصلوا على "قرار خطير ومثير للجدل" بعدم قصف مناطقهم الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش حتى لو كانت تلك المواقع معسكرات تدريب لداعش ومقرات ادارة الحرب ضد حكومتي بغداد واربيل.
وهم يضغطون سياسيا واعلاميا لمنع اعتقال اي مواطن من المكون السني حتى لو ثبت انه متورط بمساعدة داعش او تسهيل تنفيذ عمليات تفجير دامية، يحدث هذا في بغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك.
وحصلوا ايضا على وعود دولية واقليمية بدعم مشروعهم لاعلان اقليمهم السني الممتد من مشارف الحدود التركية شمالا والى مقربة من الحدود الايرانية شرقا وانتهاء بالحدود السعودية جنوبا.
حصلوا على الكثير من الحقوق والامتيازات والضمانات، وكل ذلك مقابل مشاركتهم في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتأييد العملية السياسية وعدم التحرك ضد الدولة والحكومة العراقية.
لكن على الأرض لم يتغير شيء، فأبناء المكون في معظمهم لم يتحركوا الى اللحظة لمواجهة داعش، بل ان المتشددين منهم رفعوا مستوى عملياتهم الارهابية بالتفجيرات المفخخة مستهدفين المدنيين في اسواق وشوارع المناطق الشيعية في بغداد بما فيها المناطق المقدسة كالكاظمية، كما هاجموا بعنف مناطق انتشار الكرد في كركوك، وارتكبوا مجازر جديدة في صلاح الدين وديالى والموصل، وطبعا لن يتأخر كثيرا الرد المقابل من المليشيات الشيعية المتشددة او القوات الكردية التي تشعر بالسخط ومراراة خيانة التعايش الطويل لتستمر معها دوامة العنف.
كما واصلت معظم القنوات الفضائية السنية وخلفها آلاف من مواقع التواصل الاجتماعي هجومها على مواقف قيادتي حكومتي اربيل وبغداد... وهي تروج "لفرضية واحدة" وهي ان المليشيات الشيعية المدعومة ايرانيا تواصل الهجوم على مناطق السنة وقصف المدنيين فيها بالبراميل المتفجرة، واعتقال ابنائهم الابرياء بالجملة، كما تتهم الكرد بالسيطرة على كركوك والتمدد الى "المناطق العربية" المتنازع عليها وفرض سلطتها الأمنية والاستيلاء على مقدراتها الاقتصادية وحرمان أهلها منها.
هي مواقف تعتمد على فكرة واحدة وهي رفض كل حكم او قرار لغيرهم في الدولة العراقية، رفض كل ما هو كردي وشيعي واعتباره كفرا مطلقا وعدوا كاملا.
المواقف السنية هذه تثير سؤال جوهريا واحدا، يحتاج الى اجابات محددة، وهو: "بعد كل ما تحقق للمكون من مكاسب سياسية وامنية، هل من المقبول ان نرى تعاطفا سنيا مع تنظيم داعش؟ وهل من المقبول ان تستمر الانفجارات والمفخخات ضد المناطق الشيعية والكردية من البلاد؟ وهل يمكن ان تظل الاتهامات والحرب الاعلامية ضد الكرد والشيعة مقبولة؟".
لقد جاءت ساعة العتاب وبعدها الحساب يقول الكثير من قادة الكرد والشيعة المحسوبين على خط الاعتدال، فعلى السنة الآن أن يقودوا بأنفسهم عمليات طرد تنظيم داعش من مناطقهم فهذه مسؤوليتهم، وقبلها عليهم ان يوقفوا دعمهم (بالمال والسلاح والحواضن) للارهاب المتمدد باسم الاسلام وباسم المظلومية، وعليهم ان يتوقفوا عن دعم المتشددين ممن يفجرون مقابل كل صاروخ يقع على بناية فيها مسلحون بين المدنيين في الفلوجة او تكريت خمس سيارات مفخخة بين المدنيين في اسواق بغداد وكركوك.
عليهم ان يتوقفوا عن ذبح الناس لمجرد الاختلاف في الهوية او الدين، كما فعلوها مرارا وآخرها في سبايكر وسنجار وكوباني .. وعليهم ان يحترموا "العهود التفاوضية" لقياداتهم التي يختارونها لتمثيلهم ولا ينقلبوا عليهم ويتهمونهم بالخيانة في كل مرة.
عليهم حين يتواصلون مع قادة دول الخليج، ان يضعوا مصلحة مناطقهم وبلدهم قبل مصلحة تلك الدول، لا ان يتحولوا الى بيادق شطرنج لتنفيذ مصالح تلك الدول.
اذا فعلوا ما هو واجب عليهم، يمكنهم بعدها فرض شروطهم ومحاسبة من يرفض الالتزام بأسس الشراكة والتوافق السياسي في البلاد، ويمكنهم حتى المضي بسلاسة لاعلان اقليمهم، فهذا حق لا جدال عليه.
أما دون ذلك فان عليهم ان لا ينتظروا من شركائهم الكرد ولا من الشيعة، غير الحذر والريبة والخوف منهم وطبعا المواجهة وحتى الحرب طالما اصروا على دعم المتشددين واحتضان الارهاب الممثل بداعش حينا وبهيئة علماء المسلمين حينا وبمجالس العشائر الثورية حينا وبمفخخاتها في المدن العراقية كل حين.
لم يعد مقبولا أبدا، ان يسكت المثقفون السنة، ولا السياسيون السنة، ولا رجال الدين السنة، عن كل ما يواجهه شركاؤهم في الوطن من الشيعة والكرد، من سيل المذابح المتلاحقة والقتل اليومي بالمفخخات والأحزمة الناسفة التي تنطلق من الحواضن السنية وبالأموال السنية وبتحريض علني من على المنابر السياسية والاعلامية السنية وتحت عباءة الفتاوى السنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل