الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التباسات المسألة الفلسطينية

باسم الخندقجي

2014 / 9 / 22
الادب والفن


ما هي طبيعة السياق التي تسير به مرغمة المسألة الفلسطينية بكافة تجلياتها؟؟؟

و كيف يستعيد الشعب الفلسطيني دوره المقاوم كشعب تحت الاحتلال؟

لطالما عانت الشعوب المحتلة من اثار ما بعد الاستعمار و الخلاص من نيره بعد مواجهة شعبية ثورية طويلة الامد , تراصَّ فيها الشعب و اتحد في جبهة موحدة في سبيل التحرير و الاستقلال. فيما ان تحقيق الثورة هدفها الاهم حتى تبدأ مرحلة جديدة مخنتقة بالاتباسات و تضارب المصالح و الشعارات , اذ هي مرحلة الجزر الاستعماري الذي خلفه المستعمر وراءه و هو يجرّ اذيال خيبته, مرحلة من اهم ملامحها تحلل اهم المبادئ و الاخلاقيات الثورية التي لطالما ظهرت ووجدت الوعي الثوري و الشعبي في النزعات الفئوية و المصالح الذاتية الهدّامة, بعد ان غاب و اندحر و المحتل الذي كان بأدواته اللاوعية يوحد و يشدّ من عزيمة الشعب الذي يحتله, و بالتالي لا يسد فراغ اندحاره سوى انعكاسات هي اشد تدميرا و خراباً من الاستعمار نفسه,فالتحلل من المصالح الوطنية العليا و طمس البرامج الثورية و الديمقراطية الهادفة بارتقاء مستوى الجماهير و وعيها الجمعي و تغليف المصالح و النزعات المتطاولة لجماعات معينة بالشعارات الثوية و الوطنية, و التطاحن في سبيل تحقيق تلك المصالح يؤدي الى عدة تداعيات هدّامة من اهمها : خلق سياق تاريخي و سياسي و اجتماعي و اقتصادي جديد و لا اخلاقي من اهم مكوناته الاغتراب و الوهم, عن الماضي الثوري كمعادل و مكون اساسي للهوية الوطنية و لحظتها الراهنة و متصل و ممتد فيها كوازع اخلاقي ايضاً يؤدي الى طمس هذا الماضي و الهروب منه خجلاً من مواجهته بسبب التنكر له من قبل الممارسات التي تنتجها مصالح و برامج جماعات و فئات معينة. و اما الوهم الذي يسعى منتجوه الى اقناع الماهير به بالشعارات الكذابة و الخيالية فهو المحدد الاهم الذي يؤسس لجماعات ما بعد الثورة حيّزها و مكانها الخاص في قلب الجماهير الشعبية المتحولة الى مجتمع ناشئ, فالوهم هو الالتباسات و احداث حالة شلل مستترة في الممارسة الثورية الواعية و الشاملة القادرة على النهوض و التقدم في مرحلة ما بعد الاحتلال و الاستعمار, فغياب الثورة او الحد من مفاعلها يؤدي الى فسح المجال امام الثورة المضادة القادرة على تحقيق اهداف و مصالح الجماعات التي اكتشفت حجم قوتها و تأثيرها و قدرتها على التحكم و النفوذ و نشر الوهم في صفوف الجماهير المُنهكة المستنزفة في هذه المرحلة الجديدة, تلك الجماهير التي لم تتجهز بعد بوعي جمعي لمرجلة بناء الدولة و المجتمع, و بالتالي فان مركب الوهم و الاغترلب بالاضافة الى نشوء نخبة المال و السلطة يؤدي الى نشوء السياق الرجعي الهدّام اذي يزجّ بشعب بأكمله في جحيم الالتباسات و التخبط. أليس هذا ما يحدث و يحدث في واقع المسألة الفلسطينية رغم ان الاحتلال لم يندحر بعد؟ اذ ثمة وهمٌ يباع و يشترى في الاسواق الشعبية , بعد ان تحولت البندقية بفعل معجزة دبلوماسية وهمية الى باقة زهور تتوسط طاولة المفاوضات لا منطقية, وهمٌ منظم تمثل بقوة ما بعد توقيع اتفاق المبادئ - أوسلو- و حتى هذه اللحظة الراهنة, حيث جرى احباط و تخدير محددات الشعب – الثورة – المحتل الاساسية وفقاً لمصالح نخبة سياسية اقتصادية مندفعة اقحمت الشعب في سياق جديد فائق التطور من حيث قدرته على تغليف مواجهة المحتل بشعار الاستقلال و بناء الدولة و بالتالي جرى عزل انعاكاسات الاحتلال كتناقض رئيس عن الشعب المحتل رغم تصاعد هذه الانعكاسات المتمثلة بالاستيطان و تهويد المقدسات و الاعتقالات و الاعتداءات اليومية, ليتحول بذلك واقع الصمود و المقاومة الشعبية الى واقع مسخ ملتبس كنتاج لمحددات جديدة غربية شاذّة عن تاريخ الثورات الشعوب المحتلة , فالمحدد الاول فيها هو الشعب المحتل المقحم في التباسات مرحلة التحرر و بناء الدولة , و المحدد الثاني هو الاحتلال بكافة تمثيلاته, اما المحدد الثالث هو الوسيط او المقابل للاحتلال و الشعب المحتل, اذ لم يحدث في تاريخ الشعوب المحتلة و ثوراتها او تتوسط هيئة او سلطة او كيان معين ما بين الاحتلال و الشعب المحتل, و لكي لا اقع في فخ المزايدات الوطنية و الشوفينية البغيضة أقول ان مؤسسات السلطة الوطنية الفلسيطينية اما بوعي منها او لا وعي , قد وقعت في فخ الاحتلال الذي أعدّه هذا الاخير جيداً ليتجلّى عنه مشروعاً وسخاً غير قادر على تحقيق أهدافه و شعاراته, و بالتالي تحول هذا الشلل الى وهم يحمي وجود هذا المشروع من جهة , و من جهة أخرى أدّى الى تغلل مصالح فئوية و برامج نخبة معينة في مفاصله و مضامينه ليتحول بالنهاية الى مشروع عالي الربحية لم يحقق شيئاً سوى اغراق الشعب المُستَلَب و المحتل في وصفات البنك الدولي و الاقتصاد الانتمائي تحت الاحتلالو فكيف سنتحرر اذن؟
و أما الاغتراب عن الماضي الثوري و المقاوم فقد وقع بأقسى و أفظع صوره, حيث الانفصال عن امتداد هذا الماضي بِراهن الشعب المحتل الحائر بين الشعارات الزائفة, يؤدي الى غياب حواضن زمانية و تاريخية تؤسس في الحاضر لاستيعاب الماضي و الحاقه بالحراك التاريخي الجاري و القادر على شحذ الهوية الفلسطينية بصورة دائمة بمضامينها و مفاهيمها التاريخية و الوطنية و الثورية .
عندما لا يندحر الاحتلال و لا يتحرر الشعب و لا تتحول السطلة الى دولة بل الى سلطتين منازعتين على الوهم مقابل عدم وجود معارضة او قوة ثورية حقيقية واعية لدورها التاريخي, فان الازمة العضوية عي التي ستفترس الشعب الفلسطيني المحتل.
ان الحراك الشبابي النامي الذي يقيم فعاليات و أنشطة مجتمعية و مقاومة للاحتلال , ما هو الا تعبير ساطع عن عجز السياسة الفلسطينية بكافة أطرها و تجلياتها عن الوقوف أمام مسؤولياتها التاريخية و الوطنية, و بالتالي فان هذا الحراك يجب تطويره و اطلاقه كمفاعيل جديدة و محركات تقدمية في مفاصل الشعب المحتَل و نسيجه الاجتماعي كحركة مقاومة شعبية جماهيرية في كافة المجالات و الأصعدة, حركة شبابية تعزز معادلة جديدة في المسألة الفلسطينية و تسهم في اعادة تقييم و نقد مؤسسات السلطة الوطنية و دورها في هذه المرحلة و كيفية تحويلها الى برنامج عمل مقاوم و صامد على طريق التحرر و الاستقلال.

باسم خندقجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس