الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع العربي بين الأنظمة السياسية و العسكريتاريا

محمد قرقوري

2014 / 9 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


شهد العالم العربي عبر تاريخه أطوارا حافلة بالتوتر و الإحتقان نظرا للموقع الأثير الذي يحتله في الخريطة الجغراسياسية العالمية و تصاعدت وتيرة الصراعات لتبلغ ذروتها في العصر الحديث الذي لم يختلف عن سابقيه في كون أن العرب هم دوما الحلقة الأضعف في الحسابات الإقليمية و مع تراكم النكبات و الهزائم تلتهب قرائح و أقلام النخب السياسية و الإنتلجنسيا العربية محاولة إصلاح هفوات المطبخ السياسي العربي و ينظّر البعض لثورة على أنظمة مهترئة أعلنت فشلها في الداخل و الخارج بيد أن التغيير يفترض أولا فهم بنية عمل أجهزة صنع القرار العربية لا سيما و أنها حافظت على نفس البنية الهيكلية الصامدة أمام العصف الثوري الذي
أتت به بلدان الربيع العربي
يرى منظّروا العلوم الجيوستراتيجية أن القرارات التي تسيّر الدول و تدير مصالحها المحلية و الإقليمية لها مصدر سياسي و آخر عسكري و يعتمد الأمر على التنسيق بين هتين الكتلتين التين تعتبران مصدر هيبة الدولة و سيادتها
الحديث عن الأنظمة السياسية العربية قد لا يكتسب مشروعية قانونية باعتبار أنه لا وجود لهكذا نظام بل هو غالبا هرم نجد في قمته زعيم يحيط نفسه بهالة من الغموض و الإبهام و ينصّب بطانته أولياء على الثروة القومية و عادة ما يتحصن هذا النظام وراء أسمال بالية
تعرف بالدستور و القوانين تنظّر لسطوه على الإرادة العامة و عمالته للقوى الإمبريالية في المنطقة
المؤسسة العسكرية لا تقلّ خطورة عن نظيرتها السياسية في عملية تسيير الدول كما أسلفنا بالذكر فهل أفلحت العسكريتاريا في ظبط الخيارات الإستراتيجية العربية ؟ الواقع يفترض عكس ذلك تماما حيث أن حظ المؤسسة العسكرية العربية من النهوض بالواقع في هذه المنطقة المنكوبة من العالم لا يختلف عن حظ الأجهزة السياسية بل إن العسكر هم طرف محوري في الأزمة العربية و حلقة ضعف سمت العرب في الصراعات الإقليمية في المنطقة فهل جلب هؤولاء سوى الهزائم و الإنتكاسات للعالم العربي
في البلدان العربية تحتل المؤسسة العسكرية مكانة أثيرة في صلب الهياكل الحيوية للبلاد و الإقتصاد فيتحول الجنرالات من الحدود و ساحات الوغى إلى جنرالات اسمنت و قمح و أرز و ذرة إلخ...حيث تكتنز القيادات العليا في بعض الجيوش العربية ثروات فلكية
أما في السياسة فنرى الجيوش العربية انقلابية بامتياز لا سيما إذا أفرز الواقع السياسي أطرافا لم تنل رضاها أو مباركة العم سام و هذه الظاهرة موجودة تقريبا في أغلب الدول العربية لا سيما في ما يعرف بالجمهوريات العربية بع بعض الإستثنائات
في التحديات الإقليمية نجد هذه الجيوش محترفة في صناعة الفشل و إنتاج الخنوع و الإستسلام و هي نفس الجيوش التي تصدّع رؤوسنا بشعارات المقاومة و تتسلح بخردة أمريكية و سوفياتية لترهب بها شعوبها متى تحركت مطالبة بالحرية لينطبق عليها المثل القائل أسد علي و في الحرب نعامة
فمتى انتصرت جيوشنا في حرب أو رهان اقليمي و هي التي لا تفلح سوى في تصدير أزماتها عندما تقع في الفخ على غرار الجيش السوري الذي نجح في تحويل ثورة شعبه إلى صراع إقليمي شائك و معقد
و الجيش المصري الذي يحكم البلاد منذ زهاء نصف قرن مع الإطاحة بأول رئيس مدني للبلاد بقطع النظر عن أدائه السياسي
و الجيش الموريطاني الرائد العربي في الإنقلابات العسكرية و الأمثلة تتجاوز ذلك
دون الحديث عن أداء هذه الجيوش أمام الكيان الصهيوني
قليلة هي البلدان العربية التي يستطيع الدارس تمييز النظام عن الجيش و ينظر لهذا الأخير على أنه مؤسسة وطنية تعنى بأمن البلاد الداخلي و الخارجي و تنأى بنفسها عن الحسابات السياسية بيد أن الواقع الراهن يفترض حياد المؤسسة العسكرية العربية عن دورها المحوري في صيانة الأمن القومي في واقع أصبح فيه جيش الدفاع الإسرائيلي الوحيد في المنطقة الذي لم يوجه سلاحه نحو صدور شعبه
متى تفهم العسكريتاريا العربية أن الجيش لا يخرج من الثكنات و الحدود إلا في حالة الطوارئ القصوى لأنه لا يصلح للسياسة و متى يفهم أصحاب القرار و رواد المطبخ السياسي العربي أن الواقع يفرض ثورة شاملة تعصف بالأوثان الفكرية التي أعجزت الربيع العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د