الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الكريم قاسم.. هل كان مجنوناً؟

عبدالله خليفة

2014 / 9 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



تمثل فترة حكم عبدالكريم قاسم بداية الانهيار للعراق الحديث، وقفزته في المجهول، بسبب أن العسكريين الذين حكموا العراق جاؤوا من مجهول وفراغ تاريخي مدني غير ديمقراطي، ولم يهتموا بالتراكم السياسي الاجتماعي النهضوي.
وتبدو شخصية عبدالكريم قاسم هي شكل المرحلة المجنونة، هي الممثل الرئيسي المعبر عنها.
القدوم من الفراغ التاريخي النهضوي لكون العسكريين بلا تأصل وتجذر في الطبقات البرجوازية والعامة، فهم أشتات أفراد يعبرون عن مصالح متضاربة وطوائف غير مدركة سياسياً وغير مبلورة.
هي مرحلة العراق الأولى للانزلاق نحو عالم المغامرات والتمزق الجغرافي والحضري.
جاء عبدالكريم قاسم من ظروف شعبية وحاول الالتصاق بها والتعبير عنها، نظراً إلى فقدانه التعبير عن طبقة ما، وعدم تبلور جهة سياسية فكرية، لقد افتتح قاسم مرحلة الحكام المجانين .
قام عبدالكريم قاسم بالإصلاحات اقتصادية وسياسية قافزاً على دور الأحزاب ومكوناً حلقة مؤيدة كبرى حوله ومستغلاً صراع اليسار واليمين الطفوليين لتقوية سلطته الشخصية المتفردة، رافضاً قيادة عبدالناصر للمنطقة، الأمر الذي أشعل الصراع بين الزعيمين العربيين الكبيرين.
عصبية قاسم وتوتره النفسي وحياته غير العادية كانت توحي بالجنون واستغلها خصومه للتشنيع عليه رغم كونه مثقفاً.
توجهت إصلاحاته نحو تغيير حياة الريف والقيام بإصلاح زراعي كان مهماً، وحسن ظروف حياة الطبقات الشعبية.
لكن القفزة السياسية للعسكريين ضيعت طبيعة السلطة وبدأت بتفكيكها وظهر ذلك في الصراع بين العسكريين الكبار المعبرين عن بدايات الصراع الطائفي والاجتماعي.
معارضة قاسم للعروبة والتوحد في المنطقة قربه من الشيوعيين الذين كانوا هم الآخرون يعارضون القومية العربية في شكل صراع طفولي معبرا عن خواء أيديولوجي وكأن القومية تعبير عن طبقة استغلالية.
غياب تمثيل العسكريين للطبقة الوسطى غير المتبلورة في العراق قاد إلى التعبير عن فئات مناطقية وطائفية ثم انفجر ذلك لاحقاً.
لم يقم العسكريون بتكوين دولة ديمقراطية بطبيعة الحال، والعودة لأسس الحضارة الحديثة بسبب تكوينهم، وهكذا غدت السلطة تنتظر الأكثر شدة وعسفاً.
حتى من الناحية السياسية التنظيمية لم يستطع قاسم أن يعتمد على قوة سياسية فهو ضد الأحزاب ويرتكز على التلاعب بها، فقامت الأحزاب بالصراع بينها وانتصر من كان أثر تجذراً في الجيش، وهي القوة التي صعدت مفككة العراق ومحطمة نفسها.
لم يستطع نقيضه الفردي عبدالسلام عارف أن يكون بديلاً، وقد قيل عنه عامياً (صعد لحم ونزل فحم)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انه قائد لم يلد العراق مثله
صباح ابراهيم ( 2014 / 9 / 23 - 10:31 )
من يصف عبد الكريم قاسم بالجنون قد يكون هو خبيرا بالجنون ويتقن تلك الصفة تماما .
ان القائد الذي يقود بلدا يغص بالفوضى الحزبية والانتهازية والعمالة للاجنبي ويحيط به عملاء المخابرات الاجنبية المتنفذة لايمكن ان يددير دفة البلد الا ان يتحول الى الحزم والشدة ويقضي على تلك الشراذم .
لكن هذا القائد التاريخي للعراق ( عبد الكريم قاسم ) كان يعيبه رقة القلب والرحمة الفائقة الحدود لأعداءه ، واتخاذه شعارا ( عف الله عما سلف ) هي التي اوقعته في مشاكل معقدة وسببت في استقواء اعداءه عليه . والدليل اعفاءه عبد السلام عارف من حكم الاعدام ، وقد انقلب عليه بالتحالف مع البعثيين وشارك في اعدامه .
البعثيون والقوميون والناصريون والشيوعيون كلهم كانوا يريدون السيطرة على السلطة ، ومؤامرات عبد الناصر وعملاءه المنفذون لحركة الشواف كانوا هم من عرقل مسيرة هذا القائد البطل . اما ان تصفه مجنون فهذه صفة تدل على اخلاقيات واصفها.


2 - ما هذالتشويه لأنصع مرحلة في تاريخ العراق المعاصر
البدراني الموصلي ( 2014 / 9 / 23 - 10:54 )
مقالة مبتسرة وبائسة , لم اكن اتوقع ان يكون الاستاذ عبد الله بهذه السطحية بل الجهل بتلك المرحلة الزاهرة من تاريخ العراق . لا اريد ان افترض سوءا في نواياه ولكنني اطالبه بالرجوع الى كلماته التي كتبها , وسيجد فيها تناقضا حتى في الجملة الواحدة
وفيها استنتاجات رديئة وغير واقعية
واتمنى على ذوي الاختصاص الا يمروا عليها مرور الكرام ,


3 - عبقرية قاسم
طلال السوري ( 2014 / 9 / 24 - 00:30 )
قام بتشكيل مليشيا مسلحة -المقاومة الشعبية- خارج قوانين الموءسسة العسكرية والدولة العراقية وكذلك محكمة عسكرية سلطوية -محكمة الشعب- خارج اطار عمل القضاء العراقي وانما تخضع لمزاج ابنة خالته واحكامها غير قابلة للاستئناف للتنكيل بالخصوم السياسيين، قام البعث بتقليد المؤسستين السلطويتين فأسس -الحرس القومي- ومحكمة الثورة- ونكل بخصومه السياسيين.

اخر الافلام

.. نافذة على الانتخابات الأمريكية.. التحركات الأخيرة للمرشحين ا


.. فلومينينسي البرازيلي ينهي عقد المدافع مارسيلو




.. -لم يحترموا قيمة دم الإنسان-.. سودانيون يروون تفاصيل مؤلمة ع


.. بدء العمل على تشديد الإجراءات الأمنية في واشنطن قبل موعد الا




.. تحذير روسي: ترامب قد يتعرض للاغتيال حال أقدم على هذه الخطوة