الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزير الأوقاف ومفهوم الفوضى

على حسن السعدنى

2014 / 9 / 23
الصحافة والاعلام


وزير الأوقاف بين فوضى الفتاوى وفوضى الخطاب الديني
الكلمات الخفاف في حق وزير الأوقاف
مؤخرًا طالعنا تصريح وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة الذي طالب فيه بتقنين الفتاوى وقصرها على مؤسسات الإفتاء، ولا أحد يختلف مع الرجل في مطلبه، كما أنه لا أحد ينكر على الوزير دوره المهم في ضبط المساجد من الناحية التنظيمة حتى وإن بقي فيها الجانب العلمي والدعوي يعاني الخلل والقصور في الخطاب الديني الذي هو صميم تخصص الوزير، والذي هو ليس بحاجة إلى قانون بقدر حاجته إلى ضبط وتجديد ليلائم الأوضاع بعد الثلاثين من يونية التي عولنا عليها الكثير، وحاجة الدعاة إلى العلم والتدريب؛ لأنه ليس شرطًا فقط أن يكون الداعية من خريجي الأزهر بل لا بد من شرط العلم لأنه صاحب رسالة تساهم في بناء العقول.
كان تصريحًا صادمًا بالنسبة لي حتى ولو لم يلتفت إليه البعض، فالرجل يريد ضبط فوضى الفتاوى، تلك المهمة التي لا تألو دار الإفتاء المصرية عن القيام بها بشتى السبل فهي من صميم تخصصها وهي المطالبة بضبطها، وبالفعل استطاعتالدار القيام بالدور الأسمى في ضبط الإيقاع ليصبح الإيقاع متناغمًا مع المؤسسة الدينية، واستطاعت في مدة وجيزة تنقية الساحة الدينية مما يعرف بفوضى الفتاوى للدرجة التي أصبحنا في غنى عن المطالبة بقانون لضبط فوضى الفتاوى، فقد قامت بجهود لا ينكرها أحد سواء من خلال العمل داخل المؤسسة أو من خلال ما تطالعنا به ليل نهار من أخبار الفتوى التي ترصدها وترد عليها للدرجة التي تجاوز فيها نشاطها إلى خارج الحدود المحلية وأصبحنا نرى دار الإفتاءتتصدر عناوين الصحف العالمية بجهودها الحثيثة في تنقية الساحة من أي فكر مغلوط وفتاوى شاذة.
على الأقل نريد من الأوقاف في تخصصها وصميم عملها أن تحذو حذو نظيرتها الإفتاء في كيفية علاج مناطق الخلل والضعف في الحقل التي تضطلع به وهو الحقل الدعوي، وبما أن الإفتاء هو حقل عمل دار الإفتاء فهذا أمر خاص بها، أما الخطاب الديني وتطوير الدعوة وإعداد الداعية الجيد فهذا شأن الأوقاف ووزيرها، إذًا فبدلاً من المطالبة بقانون للإفتاء، كان من الأولى وضع الآليات التي من خلالها نستطيع تجديد الخطاب الديني،ووضع الاستراتيجيات التي من خلالها نضبط الخطاب الديني.
وإذا جزمنا أنه توجد فوضى في الفتاوى فالوزير يناله قسط من هذه الفوضى ومسئول عنها لأنه تخرج من أئمة الأوقاف من على منابر المساجد المسئول عنها الوزير، وعليه فهو يشارك في هذه الفوضى بصورة غير مباشرة وبالتالي سيقع تحت طائلة القانون الذي يطالب به للقضاء على فوضى الفتاوى.
إذًا الإشكالية ليست في الفتاوى بقدر ما تكمن في الخطاب الديني، وإذا أراد الوزير صنعًا فعليه وضع آليه نستطيع من خلاله نرى كيف يعالج فوضى الخطاب الديني بنفس قدرته على معالجة فوضى الفتاوى، فالكرة أصبحت في ملعبه، ليرنا كيف يقدم الحلول التي نقضي بها على هذه الفوضى.
العملية ليست في حجب من يصعد المنبر أو مَن يعتليه بقدر ما هي مَن يصعد المنبر وفق الشروط التي يجب أن تتوافر في الداعية إلى الله، فالداعية يجب أن يتوافر فيه العلم والفهم والفقه والعمل والإخلاص في النية؛ لأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب وما يخرج من الفم لا يتجاوز شحمة الأذن، كل هذا بالإضافة إلى الأسلوب الحسن الذي يصل به إلى قلوب الناس.
على وزير الأوقاف أن يقدم خطابًا دينيًّا من خلال دعاته يعالجالآفاتالتيألمتبالمجتمعوليسأكبرمنآفةالتكفيرالمنتشرةحاليًا،والتيهيبمثابةالسوسالذيينخرفيعظمالأمةالإسلامية،والذيمنشأنهأنيؤسسلمبدأالاقتتالفيالمجتمعالواحدالذينسألالتيتعالىأنيقيمصرنامنشره، فهذا ما نطلبه من وزير الأوقاف من خلال عمله.
كما أن على وزير الأوقاف إذا أراد ضبط الخطاب الديني أن يحث خطباءه على تقديم خطاب ديني وسطي معتدل يبني ولا يهدم يكون متأسٍّ بقول الله تعالى: {ادعإلىسبيلربكبالحكمةوالموعظةالحسنة}.
أنا أؤمن بفكرة التخصص وهذا ما أطالب به وزير الأوقاف فهو مسئول عن وزارة تقدم خطابًا دينيًّا للأمة، وليس مسئولاً عن الإفتاء حتى يتفرغ لها ويطالب بقانون لتقنين وضعها أو ما شأبه، هو مطالب بما هو مسئول عنه، عليه أن يقدم لنا ما يساهم في ضبط الخطاب الديني وكيفية النهوض بالدعوة وبمستوى الدعاة ليصلوا إلى المرجو منهم.

باحث فى العلوم السياسية والاستراتيجية
مستشار اعلامى للمجلس العربى الافريقى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ