الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمييز ضد الطلاب السوريين في لبنان

عديد نصار

2014 / 9 / 24
حقوق الانسان


وزير التربية: عُدْ عن قرارك العنصري!
صدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تمام سلام، الياس بو صعب، تعميما يتضمن توجيهات صارمة لمدراء المدارس والثانويات الرسمية بخصوص تسجيل الطلاب من غير اللبنانيين للعام الدراسي 2014-2015 بحيث يمنع تسجيل كل طالب لا يحمل ذووه إقامة رسمية صادرة عن جهاز الأمن العام، في حال لم يمض على تسجيله في أي من تلك المدارس اقل من ثلاثة اعوام. وإن ي تجاوز لهذه التوجيهات يعرض مدير المدرسة او الثانوية لعقوبات تأديبية!
واضح أن الثلاث سنوات هي تلك المدة التي فرض فيها على ملايين السوريين النزوح واللجوء تحت وطأة الأوضاع الأمنية الخطيرة والدمار المريع الذي نتج عن الرد الدموي لنظام الأسد على ثورة الشعب السوري.
والمعروف أن غالبية الأطفال السوريين الساحقة هم من النازحين الذين توافدوا على المناطق اللبنانية المختلفة خلال العامين السابقين نتيجة التدهور الخطير في الوضع الأمني والمخاطر التي تتهدد حياتهم في مناطق سكناهم في سوريا، وأن مئات الآلاف منهم هم من الأطفال الذين يفترض أن يتسجلوا في المدارس، وقد تم ذلك خلال العامين الدراسيين السابقين. ففي العام الدراسي 2012-2013 كان الطلاب السوريون قد تم تسجيلهم في المدارس الرسمية بكل يسر. أما في العام الدراسي السابق 2013-2014 فقد وضعت عراقيل في وجه تسجيل النازحين الجدد تم تجاوزها خلال السنة الدراسة.
وبعد أن اطمأن التلاميذ القدامى الى أنهم لن يواجهوا ذات الصعوبات التي واجهها التلاميذ الجدد في العام المنصرم، ها هو وزير التربية يطالعنا بهذا التعميم الذي يحرم جميع الأطفال النازحين (قدامى وجدد) باستثناء من يحوز ذووه على إقامة، من حقهم في ارتياد المدارس التي ارتادوها على مدى عامين سابقين.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن غالبية المدارس الرسمية قد استقبلت الطلاب السوريين خلال الأعوام السابقة وأن تسجيل هؤلاء الطلاب كان يتم بدعم جمعيات وجهات مانحة عديدة تتكفل بتقديم كامل رسوم التسجيل وكثيرا من اللوازم المدرسية بما فيها الكتب والقرطاسية ومازوت التدفئة وسواها، وأن وزارة التربية لم تقدم لهؤلاء الطلاب سوى السقف الذي يستظلونه.
صحيح أن عمليات الإغاثة وتقديم المساعدات يشوبها الكثير من التقصير والكثير من الفساد ويتخللها الكثير من هدر الأموال المرصودة للمساعدات في مجال التربية والتعليم، غير انه يمكن القول أن عددا من المدارس الرسمية استفادت من تلك المساعدات بشكل واضح. فمازوت التدفئة مثلا حين يرصد لمدرسة تحتضن طلابا سوريين فإنه ينفق على جميع الطلاب بمن فيهم اللبنانيون في نفس المدرسة.
ومهما كانت الظروف، فبأي حق يمكن لوزير التربية بالتحديد، أو لسواه أن يصدر فرمانا يحرم أطفالا من حقهم في دخول المدارس؟ وبأي حق يحرم وزير التربية طلابا امضوا سنة أو اكثر في مدارسهم من الالتحاق لعام دراسي جديد وأسماؤهم مسجلة على لوائح تلك المدارس وفي وزارة التربية؟
وحيث أن جميع هؤلاء الأطفال والطلاب مسجلون لدى هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية باللاجئين، كان الحري بوزير التربية "شديد الحرص!" على المال العام، أن يطالب الهيئات المانحة وفي مقدمها هيئة للأمم المتحدة وأمانتها العامة أن تبادرا الى تقديم العون اللازم لتسجيل ورعاية هؤلاء الأطفال بدلا من اتخاذه فرمانات عشوائية لا تعكس سوى عنصرية مقيتة ولا تستأهل سوى الشجب والإدانة، بحق اطفال كل ذنبهم أن ظروف بلادهم المأساوية جعلتهم على أبواب شعب شقيق طالما تغنى بسوريا وبالشام وطالما احتضنته سوريا وشعبها.
على وزير التربية الحصيف هذا أن يعود عن قراره العنصري والمدان عاجلا حتى يتمكن مئات آلاف الأطفال من ارتياد المدارس الرسمية خاصة بعد أن انكشف أمر الكثير من المؤسسات التي تاجرت بآلاف الطلاب باعتبارها تدرّس المنهاج السوري في حين أنه حين حاول هؤلاء الطلاب الاستحصال على إفادات بالسنتين اللتين قضوهما لديها تبين أن لا لوائح رسمية تشتمل على أسمائهم ولا قيود تثبت تلقيهم الدراسة فيها، في عملية فساد واسعة اشترك فيها جماعات تدعي الحرص على مصلحة الطلاب السوريين وتحت سمع وبصر وزارة التربية نفسها وبدون تدقيق أو محاسبة، ما يعني أن آلافا من هؤلاء الطلاب قد ضيعوا سنة أو أكثر بدون أية نتائج.
وإذا كان من كلمة توجه الى المعارضة السورية البائسة التي تدعي تمثيل مصالح الشعب السوري والتي فشلت كل الفشل في تأمين الحد الأدنى من الخدمات البسيطة للاجئين في دول الجوار على الأقل، لماذا لا تتقدم هذه المعارضة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، اليونسكو بطلب مُلح وعاجل يجعلها تطالب الدول الأعضاء الالتزام بعدم حرمان أي طالب سوري لاجئ من حقه في التعلم في مدارسها الرسمية على أن تغطي الهيئات الدولية المانحة كافة النفقات؟
إن حرمان مئات آلاف الأطفال والطلاب السوريين النازحين الى لبنان من حقهم في ارتياد المدارس هو جزء من الحرب على الشعب السوري وعقاب جماعي له على مطالبته بالحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاقم معاناة النازحين في رفح بعد سيطرة إسرائيل على المعبر وت


.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتزايد جراء الهجوم على غرب رفح.. و




.. الشاباك يتخلى عن اعتقال المزيد من الفلسطينيين بسبب اكتظاظ ال


.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح




.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا