الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 2

ياسين الياسين

2014 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك أن هناك مشروعاً أميركياً جديداً في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، ظاهره وعنوانه المعلن هو الحرب على داعش ، وباطنه مشروعاً جديداً لخارطة سياسية جديدة في المنطقة ، ورسم هذه الخارطة الجديدة لاشك يتطلب غطاءاً شرعياً دولياً ، وهو مادعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تجنيد وتأييد وإنخراط أكثر من خمسين دولة من دول العالم من بينها دولاً عربية لتحقيق ذلك المشروع ، وكلّنا يتذكّر أن نظام الطاغية المقبور صدام لم يتطلّب الحشد الدولي لأقتلاعه بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أكثر من ثلاثين دولة من بينها أيضاً دولاً عربية ، وهذا إذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن نظام الطاغية كان يمتلك جيشاً نظامياً مدرّباً ويمتلك كل صنوف الأسلحة فضلاً عن غطاء جوي كبير جداً وحتى قطعاً حربية بحرية وبوارج حاملة للصواريخ لايستهان بها ، وبالمقارنة بين قوة الجيش العراقي آنذاك مع قوة عصابات داعش اليوم فلن تجد هناك مايتم المقارنة به ، فهذه عصابات وأفراد على الأرض تستقل في أحسن الحالات سيارات رباعية الدفع تحمل رشاشاً أحادياً ، وبعضاً معدوداً من مصفحات الهمر العراقية المسروقة من الجيش العراقي الجديد ، وهي ليس لها من العمق العملياتي في القتال أوالعمق الأستراتيجي وإنّما هي عصابات تضرب هنا وتهرب إلى هناك ، وبدأت الدوائر الغربية والأقليمية المتمثلة بتركيا وقطر والسعودية مع عملائهم والحواضن الأرهابية من قيادات سياسية عراقية تورّطت في خيانة البلد في المنطقة الغربية وأرض الجزيرة مابين النهرين في العراق بالشروع في تنفيذ المخطط المرسوم وكمرحلة أولى منه هو المضي فيما بدأوه من خلال تخطي الحاجز النفسي وتهيئة الأجواء العامة له والتمهيد لذلك بأثارة سخطاً شعبياً كبيراً داخل المكون السني بحجة المظلومية والتهميش تمهيداً لزعزعة ثقة المواطن بالدولة العراقية ومن ثم إشاعة حالة الفوضى من خلال عمليات هجوم وإقتحام للسجون وإطلاق سراح من فيها من القتلة والأرهابيين وبمساعدة عملاء لهم وخونة في الأجهزة الأمنية العراقية المخترقة أصلاً ومن القادة السياسيين في مناصب مهمة في الدولة والبرلمان ، وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير وبمعاونة قادة عسكريون ممّن إدّعوا التهميش في مناصبهم ، ولوكان ذلك حقيقة فمن أين كانت لهم تلك المناصب هذا إذا ما أخذنا في الأعتبار أن القوات الأمنية الموجودة في الموصل والتي يبلغ تعدادها أكثر من (52) ألف مقاتل كلّهم من أبناء تلك المناطق ومن مكوّن واحد ، وقد دخل عليهم بعض ضبّاطهم بتواطؤ وخيانة كبيرة من لدن قادة في المشهد السياسي العراقي وقادة ميدانيون هناك وبتعاون كردي تم تسريح الجيش من وحداتهم إلى أهليهم بحجة أوامر إنسحاب مزعومة من بغداد ، وأمروهم أن يتركوا بزاتهم العسكرية ويذهبون لأهليهم بملابس مدنية ، وتم بعد ذلك وبسويعات من النهار تسليم مدينة الموصل إلى تنظيم داعش الأرهابي ، وتقدم البيشمركة الكرد فوراً لأحتلال المناطق المتنازع عليها وفق المادة (140) من الدستور وإستولى على كامل نفط كركوك ومناطق أخرى كبيرة ليبدأ صراعاً جديداً بين الكرد وداعش نفسها ، وصراعاً آخر خفياً وعلى إستحياء بين بغداد (المركز) ذات القرار الهزيل وبين الكرد الذين أصبحت قوة كفة الميزان تميل ناحيتهم وصارت لهم من المكنة والقوة خصوصاً بعد إستيلاء الكرد على الأسلحة الثقيلة والآليات لفرقة عسكرية كاملة متواجدة في كركوك بكامل تجهيزاتها وأسلحتها الحديثة وطرد كل منتسبيها من المراتب والضباط وإجبارهم على ترك مقراتهم وأسلحتهم والخروج منها لأهليهم بملابس مدنية كخيار أفضل لسلامتهم ، وقد إستثمر مسعود البرزاني رئيس الأقليم هذه القوة والمكنة حيث صرّح فوراً إلى الصحفيين معرباً لهم أن لاداعي بعد اليوم لمناقشة المادة (140) من الدستور ، وأنها أصبحت أمراً واقعاً وهي الآن في طي النسيان ، وهذا جاء تكريساً للدور التآمري وفق المخطط والمشروع الجديد الذي لم ينجز في آخر حلقاته بعد ، وقد أنجزت كامل فقرات المرحلة الأولى بتهيئة الأجواء النفسية وإشاعة عامل السخط على الحكومة العراقية في بغداد وإشاعة روح الفوضى والبغضاء لها ، ومن ثم إيهام المواطنين هناك من أن كل شيء إنتهى والحكومة في بغداد زائلة لامحال بين عشية وضحاها ، وأوهموا الناس من العامة هناك أن فجر حرية لهم جديد قد أشرق لينالوا حقهم الطبيعي في الحياة الذي ظلمتهم إياه فيه الشيعة الصفويون في الوسط والجنوب وأجحفتهم حقهم وحقوقهم ، وأنهم لاشك عادوا أحراراً فصدّقهم الرعاع من الناس وكانوا للأسف هم الأكثر حتى بلغ السيل الزبى والحال أردّه حين وصل بهم الأمر وخاصة أبناء الموصل الذين كانوا كثيراً مايتبجّحون أنهم أهل علم وفن ومعرفة وثقافة ، فخرجوا وأبنائهم إلى الشوارع يرمون مصفّحات الجيش العراقي وآلياته المتواجدة أصلاً عندهم لحمايتهم من الأرهاب يرمونها بالحجارة وبكل ماتطاله أيديهم ، والغريب أنهم كانوا يرافقون الآليات الداعشية عند دخولها يعتليها قوقازيون وأوزبك وباكستان وأفغان وشيشان قذرون ، ويصفّقون لها مهلّلين مرحّبين ، فتمت عندها إنجاز وعبور أصعب عتبة أمام الخونة والمتخاذلين بتحقيق هذه الأنتكاسة التي تفاخروا بها أنها منجز عشائري وثوري كبير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا