الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصولية وتخلف الإعلام (1)

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 9 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


" فضيحة" يبدأ الخبر بهذه الكلمة التى تهز كيان الذكور أكثر من النساء، وهى طريقة الإعلام رخيص الغباء لكى يجذبك ويثير نخوتك الذكورية لتتعرف على الفضيحة بلهفة، لتجد خبر صحفى يقول: "فضيحة.. صور الفنانة.. بالمايوه على الشاطئ"، أبتسم فى داخلى وأسأل دى فنانة مغنية أو ممثلة أن تظهر بالمايوه أو بالشورت، فين الخبر وفين الفضيحة وإيه المشكلة؟ قلت لنفسى أحتمال الصحفى راجل حازم وعنده عقدة نفسية من النساء، وعندما يرى أمرأة بالمايوه تثور فيه غرائزه الجنسية رغم أنه منظر طبيعى أن تظهر أمرأة أو فنانة على شاطئ البحر بالمايوه، الغير طبيعى والفضحية ان تظهر أمرأة وسط ميدان التحرير أو العباسية عريانة يعنى بالعربى كما ولدتها أمها، معاك حق تقول فضيحة!!

لكن تكررت كلمة فضيحة فى أكثر من صحيفة وموقع وكأن العرب شغلهم الشاغل هو الفضائح، ويا ريت فضائح تستاهل قراءة أخبارها أو النظر فى صورها، خبر تانى فى صحيفة أخرى كالعادة: " فضيحة كبرى.. إلحق طالع الصور قبل أن تحذفه الرقابة، فنانة ترتدى ملابس فاضحة، وخبر آخر بفنانة ترتدى شورت إباحى وتظهر مع عارض أزياء، بالصور الفنانة .. تثير الجمهور بملابسها العارية، وبالنسبة لهؤلاء الصحفيين فإن الشورت ملابس عارية، لا أريد أن أترحم وأتكلم عن الزمن السعيد حيث يطالعنا الجمال الطبيعى لفاتن حمامة وسعاد حسنى وصباح وشادية وميرفت أمين وغيرهم، ولم يجرؤ قلم صحفى أن يقول كلمة من هذا العبث الذى يفسد عقولنا لأن كل صحفى ثقافته كانت ترى كل هذه المشاهد طبيعية ولم تخدش حياء إنسان سواء فى الأفلام والمسلسلات أو على صفحات المجلات أو على شواطئ البحر المكان الطبيعى لها.

هذه الأخبار الفضيحة تدل على أن التخلف والأصولية تسيطر على عقول العاملين بالصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، لهذا ثقافة الأصولية تعكس مستوى الأنحطاط الذى سقطت فيه نقابة الصحفيين التى تضم غالبية هؤلاء الصحفيين والصحفيات الفضائح، الذين لم يتثقفوا بالقيم المهنية والأمانة والأخلاقيات الصحفية التى ترتكز عليها مصداقية كل صحفى وكل جريدة، على الصحفى أن يحترم حرية القارئ وحقه فى الأختيار بين صحافة جادة تنويرية وبين صحافة تشهيرية متخلفة تعمل على تحريض الثقافة الأصولية فى المجتمع وتساعد فى خلق جماعات التطرف والعنف.

ولأننا نعيش فى سباق مع الزمن لنشر التقدم والتخلف معاً أصبحت جرائد هذه الأيام تسقط عليها الأخبار من السماء وتنشر تحت عناوين مثيرة( إنفراد الجريدة.. سبق صحفى ) ، وكأن الصحافة المصرية تعيش حالة خاصة من العباقرة الذين تفوقوا على عمالقة الصحافة فى الماضى، وأتاحت لهم عبقريتهم أخبار يومية كثيرة ينفردون فيها بنشرها ويسبقون بقية الصحف ووسائل الإعلام، والأمثلة على ذلك كثيرة وأذكر البعض منها:
هذا الخبر الذى أنفرد بنشر ستة أسماء لشهداء الطائرة يبدو أنه كان مجهوداً كبيراً أحتاج لكتابته لأثنين من المحررين، وليؤكدوا الإنفراد كتبوا بالنص: " أكدت القوات المسلحة انفراد «المصري اليوم» بنشر أسماء شهداء الطائرة العسكرية التي سقطت بمنطقة كوم أوشيم بالفيوم الأحد"، وواضح أن أسماء الشهداء الستة خاص بعائلاتهم لأن خمسة وثمانين مليوناً من المصريين لا أعتقد أنهم كانوا يبحثون عن أسمائهم!!! ولم يكتفى الصحفى والصحفية بنشر الأسماء بل ألحوا فى ذكر نقطة أستراتيجية فى هذا الأنفراد وهى أن القوات المسلحة المصرية أكدت وبصمت بالعشرة على إنفراد جريدة المصرى اليوم بنشر اسماء شهداء الطائرة العسكرية بالفيوم كما وردت ببيان وزير الدفاع!!!

ويصفون لك هذا السبق الصحفى والأنفراد العالمى بقولهم: (واستطاعت جريدة «المصري اليوم» اختراق الحواجز الأمنية المشتركة بين الشرطة والجيش، التي جعلت سجن برج العرب ثكنة عسكرية، وتمكنت من الحصول على صور «الفيش والتشبيه»، التي قامت بها إدارة السجن للرئيس المعزول فور قدومه. وظهر مرسي في الصور بالملابس البيضاء المخصصة للمحبوسين احتياطيا، وظل مبتسما في إحدى الصور التي التقطت له، بينما ظل متجهما في صورة أخرى، في الوقت الذي التقطت فيه إحدى الصور للرئيس المعزول من الجانب وفقا لإجراءات تصوير المتهمين...)، وكأن الصحفى يقوم بتقديم الوصف التفصيلى لمباراة فى كرة القدم، أو يعتبر نفسه أنه مراسل حربى لصحيفته يتابع أنتصارات الجيش المصرى على الجيش الذى لا يقهر فى حرب سبعة وستين بقيادة البطل عبد الناصر وأخترق حصون العدو وقام بتصوير موشى ديان وجولدا مائير!!، هل إلى هذه الدرجة وصل الإهتمام الصحفى والجماهيرى بصورة مرسى بالبدلة البيضاء؟ وليس ذلك فقط بل بعد اختراق الحواجز الأمنية من الجيش والشرطة لأنه كان لابس طاقية الإخفاء وأستخف بعقول أفراد الجيش والشرطة ودخل ليرينا أن مرسى كان فى بعض الصور كان مبتسماً والبعض الآخر متجهماً وصوروه كمان من الجانب، أصل الأمور الساذجة دى لا يعرفها المواطن البسيط لأنها من الأسرار العسكرية والأمنية.

أين الخبر يا رجال الصحافة والإعلام وإلى متى تتعمدون نشر التخلف بأخباركم السطحية الساذجة التى لا معنى لنشرها؟ إن خبراً كهذا بمنطق صحفيى هذه الأيام يعتبر" فضيحة" بكل المقاييس.

"يتبع"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار