الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق الموقف العسكري

طاهر مسلم البكاء

2014 / 9 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


لايمكن ان يصدق عاقل ان عصابات مجهولة المصدر وغير معروفة الجهات الداعمة لها او تلك التي تمدها بالسلاح والرجال والمعلومات اللوجستية تتمكن من احتلال مدن العراق الكبرى وتهدد العاصمة بغداد وتفعل القتل والتخريب في العراقيين ،العراقييون الذين لعب اطفالهم عبارة عن بنادق ومسدسات ،العراقييون الذين لم يعيشوا سنة بدون حرب او قتال وحتى لو لم يكن هناك قتال على الحدود فانهم يتقاتلون فيما بينهم ، هم الذين خاضوا اكبر معركة في المنطقة مع جارتهم ايران استمرت لثمان سنوات وهم الذين واجهوا بشجاعة العراقيين اكبر تحالف عسكري دولي بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وكان بقيادة اكبر امبراطورية في هذا العالم والتي لم تتمكن لوحدها من اقتحام ارض العراق ومواجهة جيشه المخيف الذي كان يعد من الجيوش الاولى في العالم ،رغم السلاح البدائي الذي كان يملكه مقارنة مع ما امتلك المهاجمون ،ورغم مواجهته لأعتى حصار عرفه العالم اشترك فيه العدو والجار والصديق ولأكثر من اثنى عشر سنة .
اذن ما الذي يحدث ؟
قيل الكثير عن من يدعم هذه العصابات بصورة مباشرة وقد توجهت اصابع الأتهام الى تركيا وقطر والسعودية وبعض دول الخليج الأخرى ولكنها جميعها تشترك بمؤشر واحد هو ارتباطها مع اسرائيل بعلاقات ومصالح وجميعها تنفعل بامر وتوجيه السيد الأمريكي .
بالأمس بعد خطوات امريكا الغير واضحة نحو اقامة حلف دولي ضد داعش ،صرح قادت تركيا وبالمكشوف انهم بدءوا بمنع الف من المقاتلين المهيأيين للأنضمام الى صفوف داعش ،وهذا اعتراف علني من تركيا بأنها كانت المنفذ الميسر لدخول هذه الجماعات المتطرفة .
الفوضى سبب مباشر :
لو ان البلد لاتشوبه الفوضى وانعدام القرار وضياع المهنية ،فهل يمكن ان تتجرأ هذه العصابات على ان تدوس ارض العراق وترابه وتدنس مدنه وتعتدي على كرامة حرائره ، لو ان مقاييس وضوابط تركيبة الجيش السابق هي نفسها لدى الجيش الجديد لما حصل ما حصل ان من قام بحل جيش العراق ارتكب اكبر خطيئة في تاريخ العراق يعزى اليها كل ماحصل ويحصل للعراق .
اين الخلل ؟
من السهل جدا ً على متتبع الأحداث منذ العام 2003م ولحد الأن ان يهتدي الى ان السبب هو في الطريقة التي تدار بها البلاد والتي ثبتت بمباركة الحاكم الأمريكي بريمر والتي وصفت بالديمقراطية وهي ابعد ما تكون عن الديمقراطية ،بل هي اقرب الى الفوضى منها الى نظام الحكم ،صحيح انها تقام انتخابات وتهرع جموع الشعب الى صناديق الأقتراع لممارسة دورها ولكنها بالنتيجة النهائية تعود الى المربع الأول وكأننا لم نقم بأي شئ كونها مقولبة بأتجاه ثابت للابقاء على ذات الأشخاص ونفس الطوائف والمكونات التي تقتسم المناصب بالمحاصصة واستبعاد الكفاءات وسلام على الديمقراطية ،حيث تستمر شطارة المسؤول كيف يبرز كمدافع عن طائفة اوحزب او قومية ولاوجود للبلاد الموحدة سوى بالخطب والأعلام ،وواقع مرير يخفي الفساد المالي والأداري وهدر طاقات البلاد دون اي علمية او تخطيط وانتشار الفقر والجهل وتهميش كفاءات المجتمع .
وهذا الواقع انسحب بصورة كبيرة على المؤسسة العسكرية التي بدت فاقدة الثقة بالقيادة العليا في البلاد ومشتتة الولاء ،وبالتالي فقدت هي ثقتها بنفسها وأدت الى تراجعات كبيرة وهزائم قاسية حتى بدون مواجهة حقيقية على الأرض ،واصبحنا نسمع بيانات رنانة طنانة بدون فعل حيث تتبعها اخطاء قاتلة تؤدي الى مجازر ذهب ضحيتها الآلاف من العراقيين ،وبدت الجبهات بدون قيادة مركزية وغاب الفعل السريع المؤثر .
اننا ندرك ان العراق يفرخ الكفاءات بصورة مذهلة وبكافة المجالات ولكن الخلل هو في عدم الأستغلال الأمثل لها سواء في السلم و البناء اوفي الحرب ،فهل يعقل ان بلد يخوض قتالا ً ضاريا ً وقد احتلت مدنه وعاصمته مهددة ولايوجد لحد كتابة هذه السطور وزيرا ً للدفاع !
وليس هذا فقط بل ان قادته لم يظهروا الأيثار واستمروا بالتنازع على المناصب وعلى اعلى المستويات في وقت يستمر فيه جريان سيل الدم العراقي واحتلال اراضي العراق وغياب رؤية المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا