الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول التقدير الصحيح لقضية الاعتقال السياسي

مصطفى بن صالح

2014 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حول التقدير الصحيح لقضية الاعتقال السياسي

1. بداية أتقدم بالشكر لجميع من تفضل بردوده وانتقاداته اللبقة في حق ما تم به الرد على مقالة المناضل "حسن أحراث"، والتي خصصها لتقديم تصوره حول الشكل والطريقة التي يجب بها أن يحصل "التضامن مع المعتقلين السياسيين".. أحد الرفاق ـ رفيق عبد الكريم الخطابي ـ استغرب لتقديري لقضية الاعتقال السياسي، بكونها قضية صغيرة أمام القضية الكبرى، التي هي النضال من أجل الحرية الديمقراطية والاشتراكية.. دون أن ينتبه الرفيق لكون القضية الصغيرة المعنية، ليست سوى نتيجة للقضية الكبرى، وبالتالي وجب الحذر من الانزلاق الذي سقط فيه قسم كبير من قوى اليسار الجذري في المغرب، والذي جرّ إلى حدّ ما رجل "أحراث وجماعته" لهذا المنحى، حيث تحوّل النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والدفاع عن حقوق الإنسان.. قضية أساسية ورئيسية غيبت وحجبت القضية الأصل التي كانت سببا في النضال، وكانت بالتالي نتيجتها الاعتقال بسبب الرأي والفكر والموقف السياسي..الخ
فما من قضية نضالية وكيفما كان شأنها، ستكون قادرة على حجب الهدف التحرري الاشتراكي، في نظرنا كماركسيين. فالتحرر الاشتراكي والقضاء بالتالي، على النظام الرأسمالي التبعي القائم ببلادنا، هو قضيتنا الأولى، قضيتنا الإستراتيجية التي إذا نسيناها أو تناسيناها أو أهملناها.. نصبح انتهازيين يمينيين سافرين. والعكس كذلك إذا أهملنا قضايا النضال الديمقراطي، والذي يندرج ضمنه النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، سنوصف حينها من طرف الماركسيين اللينينيين باليسراويين الانتهازيين.
فالقضية الآن بالنسبة لأنصار القضية العمالية تتركز في إنضاج الشروط لعمل ثوري يستهدف الإطاحة بنظام البرجوازية الاستبدادي، حيث يجب أن تنصبّ جهود جميع الرفاق المومنين بقضية العمال وعموم الكادحين، في العمل على بناء التنظيم السياسي المستقل، حزب الطبقة العاملة،الشيء الذي لن نتقدم في تحقيقه إلا عبر الانغراس في وسط الطبقة العاملة وعبر الرفع من وعيها الفكري والسياسي، وعبر نشر الفكر الثوري، الماركسي اللينيني، في أوساط الشبيبة والمثقفين، وداخل الأوساط الشعبية الكادحة، الريفية والمدينية.. وفي سياق هذا النضال يتبنى الماركسيون خط النضال الديمقراطي لجعل الصراع الطبقي أكثر صفاءا ونقاوة، على حدّ تعبير لينين الثاقب، حيث يشتد النضال من أجل الحريات الديمقراطية، وحيث تتخذ قضية النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين من أجل أفكارهم أو مواقفهم أو انتماءاتهم، موقعا لها ضمن هذا النضال.. ولكي لا يصبح هدفا في حدّ ذاته يعمل الماركسيون على ربط هذا النضال التكتيكي بالنضال الإستراتيجي ربطا ديالكتيكيا، تتخذ فيه القضايا الصغيرة وزنها الطبيعي في ارتباط ديالكتيكي كذلك بالقضية الأساس، قضية التحرر الاشتراكي.
2. وعلاقة بنفس التعليق لصاحبه "رفيق"، حيث تساءل عن مدى صحة بعض تصريحات "أحراث" الخاصة بسيرته.. فأنا مثلك ومثل العديد من القراء الذين تفاجؤوا بإنكار "أحراث" لجزء من تاريخه، ولا أعرف سبب ذلك. فـ"أحراث" التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش بداية الثمانينات كطالب أستاذ، حينها ضم التعليم العالي أربعة مؤسسات لتكوين الأساتذة اثنتان بالرباط "السويسي" و"التقدم" وثالثة بفاس ورابعة بمراكش.. حيث كانت كلها مهيكلة في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عبر أجهزتها القاعدية المحلية ـ التعاضديات ـ وحيث انتدبت المؤسسات نفسها ممثلين عنها للمؤتمر السابع عشر. خلال هذه المرحلة بالذات، برز "أحراث" كمناضل في صفوف الطلبة القاعديين.. إلى أي مستوى وصل انتماءه للحركة؟ أي ما هو مستوى المسؤولية التنظيمية الذي تحمله في إطار الفصيل؟ أعترف بأنني لا أملك المعطيات الدقيقة عن هذا الأمر. لكن الشيء الذي لن يكذبني فيه أحد بما فيه "أحراث" نفسه، هو مشاركته في إحدى المعارك النضالية المهمة، التي انخرط فيها طلاب المدارس العليا للأساتذة خلال السنة الدراسية 83/84 في إطار إوطم، حيث كان "أحراث" ممثلا لمراكش في إطار التنسيق الإوطمي لهذه المعركة عن مؤسسته باسم القاعديين وعن القاعديين ومع القاعديين، في إطار إوطم!!
خلال هذه السنة كذلك برزت بعض الخلافات وسط الطلبة القاعديين حول مهمة هيكلة إوطم، وكان أن برزت بمراكش وجهة نظر ادّعت حينها عدم جدوى الهيكلة باعتبارها وسيلة سيئة لا تعمل سوى على حرق المناضلين وتعريتهم للمخابرات! الشيء الذي دفع بالرفاق القاعديين المسؤولين تنظيميا بالفصيل وعن الفصيل، لخوض نقاشات مستفيضة مع أصحاب هذا الرأي الذي كان من زعماءه "أحراث" والذي ساهم بنفسه في عدة نقاشات حول هذا الموضوع.
وننهي الجدل حول أمر انتماء "أحراث" للفصيل القاعدي باعتقالات يناير 1984 بمراكش التي شملت في غالبيتها الساحقة أطر ومسؤولي إوطم القاعديين بكل من كلية العلوم والآداب والحقوق والمدرسة العليا والحي الجامعي، بالإضافة لمناضلي الحركة التلاميذية وبعض من قدماء القاعديين.. فاعتقال "أحراث" أتى في سياق هذه الحملة حيث استهدفته المتابعات هو والرفيقين "العمراني" و"غاندي" من نفس المؤسسة التعليمية على خلفية انتماءهم لإوطم وفصيله القاعدي.. فحدث اختطافهم ومحاكمتهم بأحكام قاسية، وصلت لحدّ الخمسة عشر سنة في حق "أحراث" وسبعة في حق الرفيقين الآخرين.

مصطفى بن صالح
23 شتنبر 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل