الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيم خراسان الارهابي .. ذلك الصداع الجديد

فارس حميد أمانة

2014 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


شنت الولايات المتحدة الأمريكية فجر الثلاثاء الماضي مع بضع دول عربية وهي السعودية والامارات والاردن والبحرين غارات عنيفة بالطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات في الخليج العربي وبصواريخ توما هوك المعدلة المنطلقة من غواصات في الخليج وبحر العرب ضمن الحملة العسكرية التي تستهدف التنظيمات الارهابية المسلحة في سوريا والعراق حيث كانت جميع الضربات الجوية في سوريا وتحديدا في الرقة معقل وعاصمة تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك في دير الزور وحلب .. وقد كان ذلك متوقعا بعد التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة مع ما يقرب من خمسين دولة منها بعض الدول العربية وقد كانت التنظيمات الارهابية أيضا تتوقع ذلك حيث اتخذت احتياطات بنقل واخفاء بعض مقراتها وهذا ليس بجديد ولا بمفاجيء .. الا ان المفاجيء والجديد في الأمر ان الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بشكل رسمي انها ترجح مقتل قائد تنظيم خراسان وتدمير معظم هذا التنظيم في الغارات التي شنتها غرب مدينة حلب .. ما هو تنظيم خراسان الذي نسمع به للمرة الأولى ؟ من هوقائده ؟ ما هي ارتباطاته ؟ أين فروعه ؟ ما هو العدد المتوقع لأفراد التنظيم ؟ ما هو هدف التنظيم ؟ لماذا نشط في سوريا ؟ ما علاقته بالدولة الاسلامية وتنظيم نصرة أهل الشام ؟ متى تأسس هذا التنظيم ؟ وأسئلة كثيرة قد أستطيع الاجابة عنها من خلال تلك المعلومات التي أتيحت لي خلال اليومين الماضيين ..

من المعروف ان هناك العديد من التنظيمات الاسلامية الارهابية التي تنشط في سوريا كتنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يدعى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو داعش اختصارا وكذلك ينشط منذ بضعة أعوام تنظيم نصرة أهل الشام وهو تنظيم ارهابي سلفي متشدد اتحد مع تنظيم داعش الا انه ما لبث ان انفصل عنه بعد رفض تنظيم داعش لأوامر الظواهري باقتصار نشاطه على العراق وترك الساحة السورية لتنظيم النصرة فدخل الاثنان صراعا مسلحا .. وهناك تنظيمات مسلحة الا انها أقل أهمية كحركة نور الدين زنكي وغيرها لكن تنظيم أو خلية خراسان لم تكن معروفة الا على نطاق استخباري ضيق جدا ..

ان تنظيم خراسان هو خلية سرية جدا من خلايا القاعدة المرتبطة بها وتضم العشرات من مقاتلي القاعدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واليمن والكويت وباكستان وأفغانستان ويقودها محسن فاضل أياد الفضلي وهو أحد قياديي القاعدة المقربين جدا من أسامة بن لادن والذي تراقبه الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ عشر سنوات ومن المرجح انه كان أحد مقاتلي التنظيم الذين كانوا على علم بهجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر قبل وقوعها رغم صغر سنه .. ولد محسن الفضلي في الكويت عام 1981 ( ويعتقد انه من أصول ايرانية الا انه لم يتسنى لي التأكد من صحة هذه المعلومة ) وقد ارتبط منذ فترة مراهقته بتنظيم القاعدة مما سمح له بزيادة خبرته في قيادة العمليات الارهابية وبرز اسمه للمرة الأولى عام 2000 عندما اتهمته السلطات الكويتية بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في الدوحة بقطر والذي شاركت فيه اسرائيل الا ان المحكمة ما لبثت ان برأته لعدم كفاية الأدلة لكنها جرمت آخرين .. عمل في أفغانستان مع أسامة بن لادن الا انه هرب بعد الاجتياح الأمريكي لهذا البلد عقب أحداث سبتمبر وتوجه برا الى ايران عن طريق باكستان ضمن مجموعة عملاء صغيرة للقاعدة وقد صرح المسؤولون الايرانيون ان الفضلي ومجموعته تحت الاقامة الجبرية ونتيجة للشد بين مد وجزر لايران مع الولايات المتحدة الأمريكية فقد بقي الفضلي ومجموعته فترة من الزمن في ايران متزعما فرع التنظيم في ايران لعامي 2011 و 2012 وقد كان في تلك الفترة يجمع الأموال من متبرعين كويتيين من الجهاديين السلفيين الأثرياءعن طريق بعض معارفه المقربين جدا وقد رصدت الحكومة الأمريكية حينها مكافأة مقدارها 7 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه ..

وتنسب الى محسن الفضلي الكثير من العمليات الارهابية منها تمويل عملية تفجير ناقلة النفط أم في لامبيرغ عام 2002 في سواحل البحر الأحمر وقبالة مدينة تعز اليمنية متسببا بمقتل وجرح بعض أفراد طاقم الناقلة وتسريب خمسين ألف برميل نفط لوثت السواحل على مدى 45 كيلومترا حيث ذكر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تلك المعلومة عام 2005 في خطاب بالعاصمة البلجيكية بروكسل .. كما خطط لهجوم على فندق بالعاصمة اليمنية صنعاء والذي كان مقصدا لمسؤولين أمريكيين .. كما يعتبر الفضلي المتهم الرئيس بتمويل عملية اغتيال القائد الشيعي محمد باقر الحكيم في آب أغسطس عام 2003 مع 95 من أتباعه وتحوم الشبهات حول الأصابع الايرانية الخفية للدور الايراني في توجيه هذه العملية سيما وان محمد باقر الحكيم صرح في أحد خطبه في احدى الجمع قبل العملية بتوجهاته لخلق دولة اسلامية في العراق لكن ليس على غرار دولة ايران .. كما ان الفضلي متهم أيضا بتمويل عملية اغتيال القيادي الشيعي عز الدين سليم في بغداد عام 2004 لكن المحاكم الكويتية برأته من هذه التهم .. وتعتبره الاستخبارات الأمريكية أحد أخطر المتورطين في الهجوم على البارجة الحربية الأمريكية كول .

فر محسن الفضلي من الكويت الى ايران عام 2008 ويعتقد ان فراره كان عن طريق البحر ليتزعم تنظيم القاعدة في ايران الا ان المعلومات تتضارب هنا بين مصدرين ينفي أحدها ذلك لكون الفضلي كان أساسا في ايران حيث فر من الضربات الأمريكية في أفغانستان عقب أحداث أيلول سبتمبر عام 2011 ثم رجع الى بلده الكويت لاحقا .. لكن في كل الأحوال تتفق أغلب المصادر على مغادرته ايران الى سوريا منتصف عام 2013 مع الكثير من قيادات القاعدة التي أبعدتها ايران عن أراضيها فيما يشبه اتفاقا سريا مريبا بين ايران والولايات المتحدة ويعتقد ان مساحة الأمن الكبيرة التي يتمتع بها الاسلاميون المتطرفون كداعش والنصرة في سوريا تعتبر السبب الرئيس في ذلك حيث عمل أولا مع تنظيم النصرة لكسب الخبرة من هذا التنظيم بكسب وتجنيد العناصر الارهابية من المتشددين الاسلاميين الأوربيين الا انه استقل بعد ذلك لتنفيذ وتمويل هجمات ارهابية ضد الطائرات المدنية المتجهة الى الولايات المتحدة وذلك بتجنيد ارهابيين أوربيين من أصول اسلامية وارهابيين أمريكيين لكون حملهم لجوازات سفر أمريكية لا يثير الشك لدى سلطات المطارات الأوربية أو الأمريكية .. ان خطوة كهذه كانت تستدعي خبراء متفجرات متميزين فاستعان بعدد منهم من فرع القاعدة في اليمن لتصنيع قنابل من جيل جديد يمكن تمريره عبر نقاط التفتيش ..

ان السبب الحقيقي لعدم معرفة الرأي العام العالمي بهذا التنظيم هو عدم محاربته لقوات النظام السوري وعدم قيامه بنشر فيديوات اعدام وقطع رؤوس كما يفعل تنظيما داعش والنصرة حيث ان توجهه الحقيقي هو التخطيط لضرب الطائرات المدنية الأمريكية أو الغربية المتوجهة الى الولايات المتحدة لكون الطيران يعتبر العماد الأساس للاقتصاد .. وعلى ضوء ذلك صدرت تعليمات مشددة الى سلطات أمن المطارات بشحن الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة ضمن الحمولات وعدم السماح بادخالها الى الطائرات .. الا ان السؤال الأهم هنا هل تخلصت الولايات المتحدة الأمريكية نهائيا من هذا الصداع الجديد المسمى تنظيم خراسان ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية