الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يكون لحربكم على الارهاب معنى..

فاضل عزيز

2014 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


بقدر ما أدمت مشاعركم وأثارت رعبكم تلك الممارسات الدموية البربرية التي يقترفها مجرمون يتخذون من الدين الاسلامي لافتة يرتكبون تحتها جرائمهم ضد ابرياء على خلفية دينهم او ثقافتهم او قوميتهم، هذه الممارسات قد أدمت مشاعرنا نحن المسلمين أيضا وأرعبتنا وأثارت مشاعرنا، لأن ضحايا هذا الظاهرة الكريهة، ذنبهم الوحيد انهم عزل لا يحملون السلاح ولا يؤمنون بالعنف كوسيلة لتحقيق المطالب، ولأن الضحية الأخرى لجرائمهم هو الدين الاسلامي الذي أصيبت صورته في وعي الانسانية على هؤلاء المجانين بتشوهات يصعب معالجتها، فالمواطن العادي في امريكا او استراليا او تشيلي او اليابان او السويد على سبيل المثال لن يتسن له التفريق بين الاسلام كدين وما يقترفه هؤلاء المجرمون باسمه. .
نعم أيها السادة الفرنسيون والبريطانيون والامريكيون واليابانيون وكل شعوب العالم ، نؤكد لكم أننا كمسلمين حتما ضد هذه الممارسات الحقيرة والتي تعكس حالة الهمجية التي تسيطر على عقول هؤلاء الحثالة التي أتاحت لها حروب الغرب المفتعلة في منطقة الحزام الاسلامي المشتعل بالحروب من افغانستان شرقا الى موريتانيا غربا ، فديننا الاسلامي لا يقر هذه الممارسات ولا يقبلها، بل يجرمها ويقدس روح الانسان ويحرم إزهاقها بدون وجه حق، والاهم هو أن الدين الاسلامي لا يفرق في تقديسه للانسان وتحريم قتله ، لا يفرق بين جنس وجنس او بين لون ولون او بين عرق وعرق، بل يساوي بن البشرية كافة .
هذه القيمة الانسانية الراقية التي تشكل ركنا أساسيا من أركان ديننا الاسلامي، هي ما تفتقر له سياسات حكوماتكم ايها السادة في اوروبا وامريكا ودول الغرب اليوم، فحكوماتكم التي نصبتموها عبر صناديق الاقتراع بإيرادتكم الحرة، تمارس سياسة انتقائية في تعقبها للارهاب ومكافحتها لمظاهره دون التفكير في بحث اسبابه. كنا نتمنى ان نرى هذا الحشد العسكري والاعلامي الذي تحشده بلدانكم اليوم لاستئصال سرطان داعش من منطقتنا، كنا نتمنى أن نراه يحتشد لحماية الابرياء في غزة الذين تعرضوا قبل اسابيع مضت لجريمة إبادة على يد الصهاينة وأنتم تتفرجون، بل منكم من أقام جسورا جوية تمد آلة الارهاب الصهيونية بالعتاد واسلحة الدمار لارتكاب المزيد من الجرائم ، وانتم تتفرجون وإعلامكم يمارس دور شاهد الزور على جريمة ضد الانسانية تقترف في وضح النهار.. احرق المحتلون الصهاينة بدم بارد بيوت العزل في غزة ووالضفة الغربية بفلسطين المحتلة وسووها بالارض وشردوا سكانها العزل في البحار والاراضي ، ولم نر حشدا حتى من عشرة جنود فرنسيين او بريطانيين يحشدون قبالة شواطئ فلسطين المحتلة لردع المجرمين الصهاينة، فيما نرى اليوم اساطيل وجيوش واسراب الطائرات تحشد من كل الأصقاع لاستئصال هذا الفايروس الخطير..
إننا نتساءل وبارتياب عن أسباب هذه الازوداجية في معايير التعامل مع الارهاب ، وغض البصر عن أخطر مظاهره المتمثلة في الارهاب الصهيوني، فيما تحشد الجيوش وتجنيد الشعوب للتعامل مع تمظهره المتدثر بالاسلام. المواطن العادي في افغانستان او الجزائر او السنغال او ليبيا او اذربيجان او مصر او اي بلد اسلامي تدور في ذهنه هذه التساؤلات بكل تأكيد وهو أصبح يعتقد - في ظل وجود هذه الازدواجية في المعايير في التعامل مع ظاهرة الارهاب- أن ما يجري من حشد للقضاء على داعش ما هو إلا حربا صليبية جديدة على بلاد المسلمين، ونحن لا يمكن ان نقنعه بأن هذه الحرب هي حرب ضد عدو خطير لا يقل خطورة عن الصهيونية يستهدف الاسلام والمسلمين يدعى داعش، لأنكم ايها السادة بتعاملكم الانتقائي مع ظاهرة الارهاب وتغاضيكم عن الكثير من الممارسات الارهابية التي يتعرض لها مسلمون في عدد من البلدان وعلى راسها فلسطين المحتلة، وشرعنتكم لبعضها، يعطي هذا المسلم حجة قوية تعزز قناعاته بأن ما يجري هو حرب صليبية ضد الاسلام.
إن الحرب الحقيقية والحاسمة التي يمكن ان تستأصل ظاهرة الارهاب المتدثر بالاسلام، يجب ان تبدأ من فلسطين المحتلة، بفرض العدالة وإعادة الفلسطينيين الى ارضهم وتفكيك آلة الحرب الصهيونية ووضع خطة طويلة المدى لتصحيح الوضع السكاني بفلسطين المحتلة، يعيد اليهود المهاجرين الى البلدان التي أتو منها ويمكن الفلسطينيين من استعادة كل املاكهم وإقامة دولة ديمقراطية حقيقية تضمن حقوق كل السكان. إن تغاضيكم الدائم عن جرائم الصهاينة وتماهيكم مع سياساتهم الاجرامية والارهابية سيجعل حروبكم ضد الارهاب المدثر بالاسلام بلا معني وبلا جدوى، بل سيعزز تجذر هذه الظاهرة في بلداننا، فالانسان المسلم اليوم وفي ظل ثورة المعلومات لم يعد انسان بدايات القرن العشرين الذي كان يعاني الجهل والمرض والتخلف، وعليكم ايها السادة لضمان انتصارنا جميعا على الارهاب المتدثر بالاسلام وبكل تمظهراته الاخرى ومنها الصهيونية، عليكم أن تبدأوا معنا حربا سياسية وعسكرية ضد كيان الارهاب في فلسطين المحتلة ، ذلك ان مظلمة الفلسطينيين على يد الصهاينة تشكل نقطة سوداء في وعي كل مسلم ، ولا يمكن ان إطفاء حرائقها إلا بتحقيق العدالة لهم واستعادة ارضهم، وعندها فقط يمكن ان يكون لحربكم الاعلامية والسياسية والعسكرية على الارهاب معنى مقنع يضمن لكم وقوف الشارع الاسلامي معكم، ويحقق انتصارا حقيقيا على هذه الظاهرة بكل اشكالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية