الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيدرالية الجنوب والوسط ليس مطلبا جماهيريا للشعب العراقي

انيس الامير

2005 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الشعب العراقي ( اذا استثنينا حفنه قليله من الأشرار وذوي الأطماع والمصالح الانانيه على اختلاف خلفياتهم ومشاربهم ) بطبيعته شعب مسالم وطيب ومتسامح عاشت مكوناته على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم بسلام ووئام لمئات السنين. ولم يكن هناك في يوم من الايام أية إشارات الى احتراب قومي او ديني او مذهبي. وعلى مدى التأريخ السياسي المعاصر للعراق كانت هناك دوما" مطالب وطنيه عامه اجتمع عليها الجميع فكانت الجماهير العراقيه موحدة ضد الاحتلال البريطاني ابان ثورة العشرين وما تلاها من انتفاضات شعبيه في الاعوام 1948 و1952 و1956وفي دعمها لثورة تموز 1958. وعندما اندلع القتال بين الحكومه المركزيه والحركة القوميه الكرديه عام 1961 اصطفت جماهير الشعب العراقي وقواه السياسيه الاساسيه والمرجعيات الدينيه آنذاك ضد هذه الحرب متضامنة" مع الشعب الكردي من اجل السلام واقرار حقوقه القوميه العادله.وفي الوقت نفسه كانت بعض فصائل الحركه الكرديه تطرح شعار ( الحكم الذاتي لكردستان والديمقراطيه للعراق) بينما طرحت فصائل اخرى شعار( الديمقراطيه للعراق والحكم الذاتي لكردستان) وكلا الشعارين يعبران عن الترابط العضوي بين نضال الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي.
وعلى مدى التأريخ المعاصر للعراق ولحد هذا اليوم لم يكن هناك نزوع لدى سكان المنطقه الجنوبيه والوسطى لتحقيق نوع من الحكم الذاتي او الاستقلاليه. وببساطة شديدة فأن الشعب العراقي الذي ذاق الامرين خلال العقود الاربعة الاخيره لم يكن يطمح بأكثر من اقامة نظام معقول يجنب البلاد ويلات الحروب ويوفر الحد الادنى من متطلبات الحياة اللائقه بالبشر ويحترم حقوق الانسان الاساسية ولم يدر بخلد أي مواطن عراقي عادي اية حساسية تجاه القومية اوالطائفة التي ينتمي اليها الحاكمون الجدد الا اذا تصرف هؤلاء على اساس هذا الانتماء وليس على اساس انتماؤهم للعراق وهذا للاسف ما حدث ويحدث منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن. فالحكام الجدد يطرحون انفسهم كممثلين لهذه الطائفة او تلك لهذه القوميه او تلك مما احدث استقطابا" واحتقانا" طائفيا" وعنصريا"في الشارع العراقي ومهد الارضيه لحدوث ما لا يحمد عقباه.
وجاءت الدعوه التي اطلقتها احدى القوى السياسيه لتشكيل اقليم واحد للوسط والجنوب على اعتبار خصوصية سكان هذه المنطقه ووفقا" لمبدأ ان مايحق للاكراد يحق لغيرهم.
ابتداءا" ان المقارنه بين وضع جنوب ووسط العراق مع الوضع في كردستان هي مقارنه غير صحيحه وغير مقبولة فالحركه القوميه الكرديه لها جذورها التأريخيه وخلفياتها المنبثقه عن خصوصية الشعب الكردي الذي سبق ان منح حق الاختيار في اوائل القرن الماضي بين الانضمام الى الدوله العراقيه والدوله التركيه فأختار الاولى واستمر في النضال من اجل حقوقه القوميه المشروعة. على الضد من ذلك لم نسمع في يوم من الايام عن مطالب لسكان وسط وجنوب العراق لها خصوصيه عن المطالب العامه لعموم الشعب العراقي. ان أي مشروع سياسي يجب ان يعبر عن حاجة وضروره موضوعيه ويتناغم مع مطالب الجماهير وليس وفقا" لاهواء نخبه سياسيه معينه وهذا مما لا ينطبق على مشروع فيدرالية الوسط والجنوب ناهيك عن التوقيت غير المناسب لهذه الدعوه فهي جاءت في ظروف صعبه ومعقده يمر بها العراق تستلزم لملمة الجراح والقفز فوق المصالح الفئويه الضيقه.
نتمنى من دعاة فيدرالية الجنوب والوسط اعادة النظر في موقفهم فليس لدى شيعة العراق اجندة سياسيه تتمايز عن الاجندة السياسيه لعموم الشعب العراقي وليطمئن الجميع ان هذه الدعوات وسواها ليس لها شعبية في اوساط الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف