الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟

رشاد الشلاه

2005 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يعجز المحرضون على قتل العراقيين وخصوصا من الاخوة العرب الذين إنضم الى جوقتهم السيد خالد مشعل مؤخرا، يعجزون عن الدفاع عن رأيهم بمناصرة ما يسمى الجهاد والمقاومة المهدرة دم المواطن العراقي ، ينبرون مرددين على الفور معلومة بمستوى المدرسة الابتدائية هي أن" مقاومة "المحتل" بكل الوسائل الممكنة حق شرعته القوانين السماوية والوضعية، وكأنهم بذلك إكتشفوا سر صناعة اللبن الرائب. ومع ذلك فإن مفردات " المقاومة بكل الوسائل الممكنة" تعني بداهة مقاومة المحتل بالوسائل السلمية والوسائل العنفية، إلا أن وقائع المذابح العراقية اليومية وليس أخرها مذبحة محطة النهضة ومستشفى الكندي، تؤكد عدم لجوء القتلة المحرضين والممولين والمنفذين إلى أي وسائل سلمية، وليس لديهم مشروع سياسي لتحرير العراق بل مشروع إجرامي لتدميره ومنع سير العملية السياسية الموصلة للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد المنشود، وهؤلاء الفاقدون للمشروع السياسي يعتمدون فقط الوسائل العنفية التي تعني قتل العراقيين تحديدا وليس المحتل الاجنبي، والمؤلم للمواطن العراقي أن يسمع هذا التزييف الفاضح للواقع من أحد القادة الفلسطينيين في تبرير أعمال القتل البربرية التي يروح ضحيتها بالدرجة الاولى الكادحون المعدمون من العراقيين على أيدي العصابات السائبة من القوى الظلامية الوافدة المحتضنة من قبل أجهزة نظام صدام المخابراتية.

إن التحريض العلني على قتل العراقيين و ذرف دموع التماسيح على إحتلاله لن يزيد إلا مرارة العراقيين من موقف البعض من الاخوة العرب المشجع على الجريمة المنظمة المستشرية في بلدنا بدعم كبير من القوى التي لازالت تعتبر صدام حسين مناضلا قوميا مؤمنا بعد كل هذا الخراب الذي أصاب العراق و المنطقة بسبب دكتاتوريته وحماقاته، كما ينبغي أن لا يكون هذا التحريض تعويضا عن الخيبة والاحباط الذي يعاني منهما بعض قادة "حماس" بعد نجاح السيد محمود عباس في سياسته التفاوضية وإجبار المحتل الاسرائيلي ومستعمراته من الانسحاب من غزة.

إن القضية الفلسطينية التي تمر في مراحل نضالية مصيرية غاية في الخطورة ، بحاجة أكيدة وماسة إلى الدعم والمساندة من جميع مواطني البلدان العربية قبل غيرهم إلا إذا كان هناك غنى عن التضامن العراقي. و من المؤكد أن النظرة القاصرة لدى بعض القيادات الفلسطينية والاستجابة لضغوطات الاخرين و الحديث نيابة عنهم، ستضعف روحية هذا التضامن إن لم تدفع حالات جزع المواطن العراقي البسيط الى الكفر به، و لا أظن أن أي قيادة سياسية فلسطينية حريصة راغبة أن تراه واقعا وممارسة . إن العراقيين يرفضون وبإباء أن يكونوا تلاميذ في مدرسة السيد مشعل النضالية، والشعب العراقي الذي وقف دائما دون منة متضامنا سخيا بالدم والمال مع الشعب الفلسطيني، بحاجة اليوم الى الوقوف معه وقفة وفاء لتضميد جراحه ومساعدته على أسترجاع عافيته لبناء بلده من جديد و استكمال استعادة سيادته، لا التحريض على تحويل أجسام أبنائه الى أشلاء.

ويكفي عظة موقف بعض القيادات الفلسطينية بالامس المؤيد لاحتلال صدام حسين للكويت، وما عاناه الشعب الفلسطيني من تداعياته ومازال يعاني، ذلك الموقف الذي لم يكن يتصف بالمسئولية على مصالح الشعب الفلسطيني ذاته على الاقل ناهيك عن مصالح الشعبين الكويتي و العراقي والامتين العربية و الاسلامية. فلماذا الاصرار على تكرار ذات الاخطاء، أم أن المؤمن يلدغ من جحر واحد أكثر من مرتين؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل