الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنوات الضياع

ميلاد سليمان

2014 / 9 / 26
الادب والفن


في المرحلة الجامعية، كان هناك عشرات الطرق التي يلجأ لها الطلبة للغِش في الإمتحانات، بعضها سهل سلس تلقائي معروف للجميع، وبعضها إبتكاري مختلف مميز، ورغم أن بعض الطرق منها ما بلغت صعوبته ما يجعل مذاكرة الدروس طوال السنة أمر أسهل من اللجوء لهذه الحيل، ولكن الطالب المصري لا يستسلم بسهولة.
الطرق التقليدية في الغِش، معروفة نسبيًا، وهي أن يحضر الطالب معه أوراق تخص المادة ويقوم بفتحها، على قدميه أو على الأرض، دون أن يراه مُراقب اللجنة، ثم ينقل منها ما يعينه على الإجابة. أو يدّعي الطالب إنه يريد إستخدام الحمام، وفي الداخل هناك يخرج أوراق الإجابة من أي مكان سري من تحت ملابسه أو سيجد في الحمام من سبقوه وتركوا له أوراق المادة. أو يقوم بإستبدال ورقته مع ورقة زميلة أو زميل آخر يجلس على مقربة منه. أو يكتب على يديه أو ساقه أسفل الملابس ثم يقوم بتعرية الجزء المطلوب في غفلة من المُراقب، ليحصل منه على ما يريد. أو إستخدام لغة الإشارة خاصة مع الأسئلة الخاصة بـ (صح)(خطأ) والإختيارات. أو يقوم الطالب بالكتابة على المقعد أو المسطرة أو الحائط أو الآلة الحاسبة بخط رفيع وشفرات لا يعلمها إلا هو، أو بالتهامس مع أول شخص على مقربة منه وربما هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا في جميع المراحل التعليمية.
أما عن الطرق الإبتكارية في الغش داخل اللجان؛ فهناك طريقة وضع سماعة بلوتوث صغيرة الحجم داخل الأذن، والفتيات هنّ الأكثر استخدامًا لها، ربما بسبب وجود الحجاب أو طول الشعر الذي يغطي منطقة الأذن، فترتدي السماعة بعد مرور المُراقب الذي يفتشهنّ ويضع يده على الأذن ليتأكد من عدم وجود سماعات!؟، بعد ذلك تبدأ مكالمة مطوّلة للحصول على الإجابات مع الطرف الآخر من المكالمة، أو تستمع لتسجيل صوتي قامت بإعداده ووضعه يحتوي على ملخص المادة كاملة. أو أن يدخل الطالب لجنة غير لجنته مع سبق الإصرار والترصد، وبعد أن يقرأ ورقة الأسئلة ويعرف محتوياتها، يتظاهر إنه جاء هنا عن طريق الخطأ ولم يجد إسمه في ورقة التوقيعات، وأثناء خروجه للذهاب إلى لجنته الصحيحة يذهب للحمام أولا ليقوم بما فيه النصيب كما سبق أوضحنا. وأحيانا يقوم طالب بالكتابة في ورق صغير الحجم ويقوم بلصق كل ورقة بقطعة من اللِبان "العلكة" في أسفل البنج الذي يكتب عليه، ويخرج الورقات واحدة تلو الآخرى كورق الكوتشينة، لينقل منها، ثم يعيد لصقها في مكانها مجددًا.
وبعيدًا عن طرق الغِش التقليدية والإبتكارية، هناك طرق الغش العبثية، والتي تكون احتمالات نجاحها 0.001 ومنها؛ أن تأتي فتاة منتقبة وتدّعي إنها طالبة بالدفعة وتدخل بدلا عن فتاة أخرى، خاصة لو كان هناك وجه شبه في الملامح لا تستطيع المُراقبة التي ستكشف وجهها التعرّف عليه. أو أن يحنّ قلب المُراقب في آخر 10 دقائق ويترك اللجنة ويخرج ليسمح للطلبة بالحصول على ما يريدون. أو أن يأتي شخص بمكيروفون أسفل مبنى الإمتحانات ويقوم بلتقين الإجابات. أو أن يتم تهريب الاسئلة من اليوم السابق علي الإمتحان من خلال شبكة الإنترنيت.
هذا وسيظل الطالب المصري هو المبدع الأول في الإبتكار في مثل هذه الأساليب، ليس على سبيل الشوفينية أو التعالي على طلبة باقي الشعوب، ولكن ربما من باب الإستسهال والبحث عن أقصر وأسرع الطرق وفقًا لما عُرف عن المصريين إنهم أبناء "ثقافة الفهلّوة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا