الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح الطفل الوسيلة التعليمية المغيبة

وضاح طالب دعج

2014 / 9 / 27
الادب والفن



من المعروف أن المسرح يحظى بمكانة مهمة جدا في العالم المتحضر , لما يوفره من قيم عليا ومفاهيم تعليمية تصل الى المتلقين بشكل اسرع واكثر تقبل , وهذه الصفات قد لا توجد في وسائل اتصال اخرى , كماهو توفرها في المسرح , لذلك نلاحظ وجود تجارب عدة في الدول المتحضرة لخلق حركة مسرحية فعالة تخاطب المتلقين بمختلف الاعمار لإيجاد تفاعل بناء لدى هذه الشرائح المجتمعية , والاستفادة مما يوفره المسرح من قدرات خلاقة .
لذى فتنوع المدارس المسرحية والفئات المستهدفة اوجد لنا فكرة ليست بالحديثة لكنها لم تزل غير مستثمره في عالمنا العربي والعراق بوجه خاص وهي (مسرح الطفل) والذي يعد مصدرا معرفيا يسهم في بناء وتبلور شخصيات ابنائنا على مستويات عدة علميا ولغويا ونفسيا ويفتح افاق جديدة في اكتشاف الطاقات المبدعة , فالطفل يحظى بمكانة عالمية كبيرة تشغل حيز كبير من تفكير ومنتج تلك الدول , فما هو هذا المسرح ؟ ومن هم ممثلوه وجمهوره ؟ وماذا يطرح من افكار ؟ وما هي ادواته لتحيقيق اهدافه؟ كل هذه التسالات نطرحها ونحاول الاجابة عنها املا في لفت الانتباه لهذه الوسيلة التعليمية العالية القيمة .
فمسرح الطفل وهو مسرح متكامل العناصر ابتداء من النص المعد (للطفل) خصيصا وكذلك الممثلين والمخرج ومجموعة الانتاج ,غير انه يمتاز عن غيره بجمهوره والذين هم في الاصل من الاطفال ولا ضير إن وجد الكبار ايضا , لكن مسرح الطفل يخاطب الاطفال من خلال ما يقدم فغالبا ما تكون الاعمال المقدمة فيه اعمال تحمل قيم تعليمية وتربوية وقصصها تدور حول طفل او حكايات عن الحيوانات او من المروثات الشعبية للبلد الذي تقدم فيه .
وقد اشارت دراسات عدة الى فاعلية مسرح الطفل في تعديل سلوك الاطفال وهذه بسبب قدرة الطفل العالية غلى الاندماج والعيش مع القصص المقدمة وتصور ابطالها واحداثها وهذه القدرة متأتية منذ سنوات عمره الاولى التي يخلق الطفل فيها عالمه الخاص من خلال تخيله لبعض الالعاب وممارسة هذا التخيل على اشكال مختلفة من للعب الفردي والجماعي كل هذا يعبر عن علاقة وطيدة بين الطفل والمسرح دون ان تكون مقصودة من الطفل .
لذى لابد من الاشارة الى ان لهذا النوع من المسرح سمات تسهم في زيادة الاقبال عليه ونجاح اهدافه ومن هذه السمات هي قدرته على خلق شخصيات محببة للطفل سهلة البناء , وكذلك نمط ايقاع الحدث المسرحي والذي يكون فيه نوع من الاعتدال والتوازن بين السرعة والفتور ليتسنى للاطفال الاندماج اكثر مايمكن مع العمل المقدم وجلب انتباههم نحوه , كما يفضل ان يتضمن العمل في مسرح الطفل على الرقص والغناء بواسطة الفاظ سهلة يفهما الاطفال دون صعوبة واستخدام الفكاهة في عروض مسرح الطفل يعد واحد من الادوات التي تسهم في نجاح هذا النوع المسرحي الهادف .
من كل ما تقدم يتضح اهمية مسرح الطفل التنويرية التي تسهم في بناء شخصية الطفل من الناحية الوجدانية والمعرفية والاخلاقية , غير ان هذه الوسيلة الرائعة لم تجد من يفعلها كتابة وتمثيلا واخراجا على الرغم من ان العراق كانت له تجارب ناجحة في هذا الميدان منذ الستينيات من القرن الماضي الا اننا نلا نكاد نجد صدى لتلك التجارب على ارض الواقع مع ما تمثله من قيمة فنية وادبية واخلاقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب