الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشريط الأبيض

بيان بدل

2014 / 9 / 27
الادب والفن


تترنح وتتمايل في مشيتها، خطواتها ثقيلة كثقل حقيبتها المدرسية التي تحملها على ظهرها تحمل في الحقيبة كتباً اكبر من عمرها الصغير..

تتقدم في خطوات بطيئة رغم محاولاتها بالاسراع الى البيت، تتعثر بثوبها الطويل الرمادي اللون وحذائها الاكبر من قدميها، لانه يجب ان يناسبها للسنة القادمة ايضا ..

تزين شعرها بشريط ابيض شبيه بلون قميصها

كان يوما مملاً في المدرسة، تقول في سرها .

وتقول ايضا لم افهم شي مما ذكرته المعلمة !! وكيف لي ان انتهي من كل ما اوكل الينا من واجبات ؟

ساتمارض غدا وليكن ما يكون !!

اقتربت من الدار والجوع يعصر امعائها، سألتهم كل الموجود من طعام في لحظة واحدة عندما اصل للبيت تخطو وتفكر بصوت عال ..

سمعت بعض كلمات التي تتقاذفها ألسنة شباب المحلة .

- عقول فارغة لاتجيد سوى التلصص.. وتابعت المسير

لكنني لن التفت لهذه الافواه ، هذا ما أوصتني به أمي وسألتزم بوصيتها ..

لم يبق الا بضع خطوات وسترمي هذه الحقيبة بكل ما فيها وتخلص من مشيتها التي تؤرقها كما لوانها عاهة ....

اختها التي تكبرها بأعوام اربعة، كانت واقفة لها بالمرصاد في وسط الدار وهي تؤنبها على التأخير ..

-اسرعي لقد ذهبت والدتك على الحقل ونسيت البذور !!

شعرت انها خفيفة مثل السحابة ولا تربطها بالارض روابط كثيرة، فكرت بالطيران بالحمامة بالعصفور وبالطائرة ايضاً .

-اذا سأطير الى أمي

-احضرت لك ما تأكلينه في الطريق..

لم تمر سوى دقائق وهي في زي اخر وحاملة امتهعتا وخرجت باتجاه الحقل

-اشتقت لأمي

كان أحد المتلصصين يتربص، تعقبها وكأنه وحش كاسر، يركض وراء فريسته ،قبيح الملامح كريه الرائحة و رث الثياب

صرخ بها، توقفي ..

ضمت ما تحمله في يديها على صدرها وهي ترتعش خوفا وتابعت السير بخطوات أسرع

الطريق ترابي وضيق على جانبيه وعلى امتداد البصر لا ترى سوى سنابل القمح وهي في تمايل وانحناء..

مسكها ودفعها بعنف ساقطة على الارض مختفية بين تلك السنابل

زحف ببنيانه الضخم محاولا الانقضاض عليها ، رفع اذيال ثوبها القصير الذي هو بلون الدم، رفعه دون الركبة

يقول .

-لا تخافي اعطني فقط دقائق وسينتهي كل شي !!!

ماذا يحاول هذا الوحش ان يفعل بها ، طفلة دون ربيع العمر تتعثر بلغتها

لم تكن قد تعلمت الحرف الاول من الالم، الحياة، الرغبة، الحب، القسوة، الاشباع .......

تصرخ لكن لا صوت يسمع

تدفعه لكن لا جدوى

انتفضت الامواج في محيطات العالم ، اهتزت الارض تحت اقدام البشرية اجمع ،تحولت السماء في عصر ربيعي الى برق ورعد منتفضة بغيومها الداكنه ،

انتفضت روحها الصغيرة اشارت باصبعها الرقيق كرقة اجنحة الفراشة الى شخصين ترائى لها من بعيد وقالت

* اذا لم تتركني لن يتركوك !!

* اختفى عن الانظار في غمضة عين ..

* اكملت طريقها بصلابة

* - لقد احضرت لك البذور التي نسيتها يا امي ...وانا لازلت عذر.......................

* ثم جاء الصمت فقد وقعت مغشية عليها ، تغيبت عن المدرسة ليومين وثلاث واربع وخمسة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??