الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكرزات من العقل الباطن

ربحان رمضان

2014 / 9 / 27
الادب والفن


إنه بهلول المهبول الذي لم يعد اسمه هو اسمه .. أصبح يمشي ويتلفت مهزوزا ً ، يبصق على الأرض ويهز رأسه ويلوي عنقه ويقول : لا اريد العودة إليك ِ طلقتك ِ .. انا احب ان اعيش حتى في جنون .. أنا لست مجنون ، أنا لست مجنون ..
عيونه تلتفت يمنة ويسرى في ارتياب ، شعره المصبوغ يوحي للجميع مابه من عصاب ..
بيده دائما عدة نصبه واحتياله مع أنه يعاني من مرض الفصام ؛ حقيبة فيها ثمة أوراق بيضاء وكمبيالات قديمة ..
اشترى شهادة أكاديمية ليكمل قصة النصب التي يطرحها على الناس ، وكأنه انسان سوي ، يتظاهر بحب الأخرين ، يحدثهم مقسما ً أغلظ الايمان أن سيحميهم من شر الشيخ " الدونجوان" صاحب أشيك لباس في مدينته ، الشيخ الذي جعل النساء ترتمي عليه كارتماء الحمام على الماء في مسجد بني أمية بالشام .
" الشبح المجهول " الذي يراه مرعبا ، يخاف من ذكر اسمه .. يصوره للناس أنه شبح مخيف ليرتاع شباب " الفانتازيا " من سيرته ثم يتهرب من كلامه بحجة القانون .
" يكش " ، وينتفض كلما سمع اسم ذالك الشيخ النسونجي الذي يقض مضجعه ليل نهار .. فيحلم به أحلاما ً غريبة غير منطقية ، حتى أنه حلم ذات يوم أن الشيخ الدونجوان يؤشر له أن تعال ونام هنا ، ولما اقترب منه ضمه الدونجوان من الخلف ومنع عنه التنفس والكلام ، استيقظ مأخوذا وهو " يصيح أنقذوني أنقذوني شيخ شبيح ونسونجي " وأخذ يبكي بكاءً مر ّ لم يشعر به أحد إلا مطلقته الشقراء التي ضحكت عليه وهو يبكي ويستغيث .
شتم صديق زوجته لأنه على علاقة بالشيخ الدونجوان ، نهره في بيت المال الذي تتوزع منه المساعدات على الناس ، قال له : أنت مثل صاحبك عميل ياعميل الشيخ ، أنتما تشكلان خطر لا أستطيع وصفه .. كلكم ياأصدقاء الشيخ الدونجوان في قائمة الأعداء ..
قالت مطلقته أنه ومن سوء معاملته لضباط الأمن الوقائي الذين يرأسهم ، ونتيجة لفعلته الشنيعة عندما حاول تحريف أقوال ماركس ولينين أن أمه حاولت الانتحار .. لم تعتقد يوما ً أن ابنها يترك القائد الملهم ويذهب مع المنشقين الضالين ، رغم أنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة ، وكانت تصدقه " سابقا " لما كان يكذب عليها ويقول عن المجلدات اليسارية المعروضة في " خزانة الملابس والتي جعلها مكتبة لكتبه الضالة " أنها تفاسير لفضيلة الشيخ كارل ماركس وفقهاء في الشريعة الاسلامية ، لذلك كانت تأتيه نوبة هستيرية كل مافتح مجلد من تلك المجلدات ويصيح : " لم يكن ماركس على حق ، لم يكن ماركس على حق .. انا سأطلعكم على نور الحقيقة " .
قال لزوجته التي طلقته ذات مرة : الشيخ الدونجوان يأتيني في كوابيس الليل وأحلام اليقظة ، هذا الشيخ الذي أخذكِ مني لن أتركه بسلام .
ويتداول أهل المدينة قصتهما باستغراب لأنه لم يعرف أحد ماهو سبب عداوة البهلول لصديقه القديم الشيخ الدونجوان الذي أصبح شبحا بعد أن قاد فصائل يسارية ضد النظام .
فالشيخ الدونجوان الذي يكبره بسنوات قرأ الانجيل قبل القرآن ، ولم ينسى أن يقرأ نشيد الانشاد ..
علمــّه كيف يكتب اسمه ، وكيف يتمكن من الحاسب القديم الذي يملكه ، وعلمه كيف يجب على الرجل أن يرضي زوجته .
شكت مطلقته ذات مرة لصديقه الشيخ برود العلاقة بينها وبين البهلول .. وقالت أن فترة طويلة مرت لم يقل لها كلمة حب واحدة ، ولم يقم بواجبه نحوها منذ فترة طويلة ، وأنه هو السبب في برودها نحوه مما سبب لها مرضا اضطرت على أثره أن تجري عملية استئصال الحب بينهما ، ومن يومها اعتمت بمعلمه الشيخ الذي تنظر إليه باعجاب كبير ، وتأتيه خلسة في بيت استأجره خصيصا َ لممارسة هواياته في الكتابة والحب ، تشكي إليه زوجها المنحل وتطلب منه الحل ، ثم ترتخي بين يديه قائلة أيقظني ايها الشيخ ، انت تسحرني بكلمات تؤثر بي وتجعلني انام بين يديك ... اقرأ علي ماحفظته من كتب الحب ، وعلمني ماحفظته من كتاب الله والعهد القديم اقرأ لي ماحفظته من نشيد الانشاد ثم تردد قائلة :
" لرائحة أدهانك الطيبة. اسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى "ما أجمل خديك بسموط، وعنقك بقلائد "
يجاوبها : ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة. عيناك حمامتان ، ، وتقول : ها أنت جميل يا حبيبي وحلو، وسريرنا أخضر ..
كلمات حب ، وجمل وتعابير جميلة يتبادلاها مع الكثير من القبل ..
هكذا أصبحا يتبادلا الحب ، والبهلول مخبول في محفله التي انضم اليه بعد أن حرف ماكتبه فضيلة الشيخ ماركس عن الدين وعن الله نكاية بالشيخ النسونجي ، يكتب كل يوم رقية فيها كثير الدعاء والكلام المكتوب على عواهنه ، يتعامل بلؤم شديد .. قلبه محروق على شئ قد أضاعه في بلاد الله الواسعة ..

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
كاتب وناشط سياسي سوري .



.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان