الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد و الغرب و المصالح

صلاح اميدي

2014 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هل تكترث امريكا والغرب باخلاقيات السياسة ؟؟
هذا ان كانت للسياسة اخلاق اصلا ..امريكا خاصة تنتهج سياسة وقتية مصالحية براغماتية بحتة في التعامل مع الاخرين , و العامل الحاسم الوحيد الذي يرجح كفة ميزان احدهم على الاخرين , او من يكون صديقا جديدا لها و من يكون في حساب الماضي : ...
هو الدولار و الدولار فقط ..... الاله و المحرك الذي يامر و ينهي في السياسة الامريكية . و بعبارة ماركس المختصرة "الاقتصاد هو محرك التأريخ" ..

يقول مارك توين مازحا و منتقدا :
" نحن الاميركان نعبد الدولار العظيم ....انه اله مستحق اكثر , من الهة الامتياز الوراثي ...
“We Americans worship the almighty dollar! Well, it is a worthier god than Heredity Privileg"..
و يقصد بالهة الامتياز الوراثي , سلالات العوائل الملكية في اوربا ..

ولكن هناك تناقض صارخ في رؤية الامريكي و الغربي عامة للمال .. على ظهر كل ورقة نقدية امريكية هناك عبارة " الله هو من نثق فيه In God we trust" , ومع وجود عدم دستورية كاملة في هذا النص , كما ينوه عنه كاتب امريكي , لان الدستور الامريكي واضح في ثقته بالدولة المدنية وبنائه على فصل الدولة عن الكنيسة , فان هناك تناقض اخر هنا , يربط هذه المرة , الدين بالمال , وهذا ما لا ينسجم مع تعاليم المسيح ايضا الذي يقول :
"المعنى في حياة الفرد هو ليس في وفرة ما لديه من ممتلكات"
"A man s life does not consist in the abundance of his possessions"
(Luke 12:15).
وكذلك قوله ما الذي ربحه المرء لو فاز بكل الحياة( ماديات الحياة) و فقد روحه اي (انسانيته) !!؟ ..
what is a man profited, if he gains the whole world (the material world), and loses his own soul?"
(Ma.tt.16:26)

لحد الان فان كفة ميزان المصالح الامريكية- التركية, والامريكية- الخليجية غطت على مصالحها مع الشعب الكوردي ... فبالرغم من علمهم (الاميركان) الدقيق بما يجري في الشرق الاوسط ومن هم الذين يدعمون الارهاب حقا , و من يقاتل من اجل تقرير المصير حقا ضد الارهاب , فان امريكا دأبت ان تساند اللاحق ...
ساندت صدام في الانفالات و كانت اول من انكرت الكيمياوي في حلبجة , و انقذت تركيا في حربها مع الاكراد , وبالتعاون مع الموساد الاسرائيلي القت القبض على الزعيم "ابو" ,, ليس خدمة لشيء سوى خدمة لمصالح المال و الاموال و القوة , مع تركيا و حكام الخليج .. علما ان امريكا ايضا هي اول من تعلم كيف ان حقوق المرء و المرأة , تهضم في الخليج ... الدول التي تمنع من المرأة الخروج من البيت و قيادة السيارة و الانتخاب و و و الخ....

وها هي الان تغض النظر عن الجريمة التركية التي تحصل في وضح النهار في مؤازرة و دعم "داعش " و استعمال تركيا لهذه الفئة العدمية الاسلامية , ضد الكورد مع علمهم اكثر من اي احد اخر ,الجرائم التي تقترف ضد الانسانية كل يوم و على مدى ثلاث سنوات من قبل هذه الجماعات , ضد الشعب الاعزل في مناطق في سوريا وكذلك هدر 150 الف من الارواح , وحتى عندما قتل العديد وشرد الالاف من من هم اخوة لهم في الدين , الا وهم والمسيحيين في الموصل , دون ان يهز ذلك الشعور و الظمير الغربي , والى ان اصبحت مؤخرا مصالحهم تحت التهديد ...
نعم هذا هو الظمير الذي يعتمد كليا على اله الدولار و اليورو و المادة ....

اما ما كان يقال عنه بالمعسكر الشرقي القديم ,فلا حاجة لذكرهم, لانهم اصبحوا اولا فاقدين للتأثير, و ثانيا , فقد برهنوا انهم لايمثلون لا سياسة ولا ايديولوجيا ثابتة و معنمدة , بل يعارضون ايديولجوتهم كلما برزت الحاجة , مرة بالتعاون مع ايران و في اخرى مع ابن حافظ الاسد , فقط لمعاداة المعسكر الاخر, وعدم اكتراثهم بالدوس عى المفاهيم و القيم خدمة لاطالة البقاء لا غير .

علاقة تركيا مع "داعش " ,اصبحت مكشوفة ليس لامريكا ومجهريها ال FBI ,CIA , بل اصبحت محل سخرية دولية وحرج لحلفائها الاوربيين ايضا , ومصدر حرج لكل من له علاقة بهذه الدولة الغامضة التي يديرها الشبكة الارهابية ل(اردولف و ابنه اوغلو : مركب اردوغان - ادولف هتلر كما كتبه مغردة تويتر ) .

يا ترى بعد هذه الاحداث هل سوف يغيير ( اوبومبر -Obomber -اوباما- حسب تسمية نفس المغردة ) بتغيير نهجه تجاه الكورد و ب ك ك او ستستمر السياسة الامريكية على رعونتها مع الكورد؟
هل ان كفة المصالح الكوردية الامريكية فيما يتعلق بالدولار في تحسن !؟

ام ان امريكا سوف تجعل من الكورد هذه المرة ايضا كبشا للفداء ؟؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة