الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد

محمد الكحط

2014 / 9 / 28
الادب والفن


كتب الصديق الغالي الشاعر خلدون جاويد مناجاة هذا نصها:

" أبا هيلين / ستوكهولم :
أنا خلف الزمان يا صديقي ! صحتي عدا الشلل، جيدة عموماً. لقد أحسست بكلماتك الرائعة أخوية ًدافئة، دخلتْ في أعماق القلب ولذا أجبتك بقصيدة مُهداة الى أبي هيلين الكبير، الشخصية الوطنية النبيلة. شكراً لك يا أصيل، شكراً لتشوّقك لي وسؤآلك عني. نهارك سعيد مع أعطر باقة ورد.

أنا المُضيّعُ، في قحْط ٍ وفي شظـَف ِ
بلا فنار ٍ بلا مرسى بلا هدف ِ
ضاع المزارُ إلى أهلي فوالهَفي
من دون زادٍ ولا بيتٍ ولا جار ِ

أنا المُضيّعُ في بحر ٍمن الظـُلـَم ِ
في الصمت في الموت في النسيان في العدَم ِ
صرحي تهدّمَ ياروحي كفى ! انهدمي !
إستسلمي إهجري بنيانك الهاري

أنا المُضيّع لا داري ولا بلدي
يعشعش الحزنُ والأوجاع في جسدي
لا أشتكي شللي، سُقـْمي، الى أحد ِ
بل أطوي ناراً على نار ٍ على نار ِ

ما أضيعَ العمرُ في صمت ٍ وظلماءِ
خلف الجدار غريبٌ مبعدٌ ناءِ
موتي حبيبي ومن أغلى أحبائي
لا أبتغي جنة ً أشتاقُ للنار ِ

ألنار تبقى وإنْ نخشى مهذبة ً
من حارقي كوكب الأنوار قاطبةً ً
لا أعشق الأرض مادامت مقسمة ً
مابين صنفين ! أشرار ٍ وأخيار ِ

ذا عالـَـمٌ قاتلٌ ما عدتُ أجرعهُ
لم يبقَ للحُبِّ دينٌ رحت أتبعهُ
دام ٍ مصبّهُ والتنكيل منبعهُ
طاف ٍ على دمنا، في دمعنا جاري !

لـَـكـَـمْ زرعنا أبا هيلين أورادا
والنار تحصد أجدادا وأحفادا
واليوم قد نصبوا للموت أعوادا
هذا عراقـُك َ في أحضان ِ جزّار ِ .

هذا عراقك مشنوقٌ من النهْدِ
من أصغريه ومن مهدٍ الى لحْدِ
أنجدْهُ رغم التهام النار للورْدِ
فربما وردة ٌ ظلـّـت على الصاري

أنجدْ عراقك إنّ السلمْ خيمتـُنا
والحبّ ُوالكوكبُ الوضّاءُ رايتـُنا
متى تـُقامُ مع الأيام دولتـُنا؟
والليلُ داج ٍ عَتِيٌ عاصفٌ ضار ِ

أنجدْ عراقـَك وارفعْ راية َ الشفق ِ
أمّا أنا فغرابُ الموت في أفـُقي
والحبرُ ماعادَ مشتاقا الى ورَقي
ضاعت مع الريح أحلآمي وأشعاري

******


إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد

أيها الرقيق أيها الأخ الحبيب لن تضيع مع الريح أحلامك ولا أشعارك، فهل ضاعت أشعار الجواهري القائل ((أنا حتفهم ....))، فلقد ذهبوا إلى حتفهم حقاً وإلى مصيرهم المجهول أمّا هو فبقي خالداً مثلما بقي شعره أيضاً يا خلدون، وأنت أحلامك أحلام الملايين وأشعارك ملك للتاريخ وللإنسانية، فلن تضيع أبداً.أنكَ لست بمُضيّعُ، دارك أينما حللت وأهلك أحبابك الملايين أينما نويت، وسينجلي الأشرار عنا يوما، عليك أيها الكبير بصحتك والإهتمام بها، لتعود معافى لنا بكل عنفوانك الجميل.
أما عراقنا المبتلى بالكوارث، فكم مرّ طغاة عليه، لكنه عاد وتعافى وخرج من بين الرماد، وسوف يخرج حتماً، وتنقشع الغمامات.
ألست القائل:
((أمطِري بغداد خيرا ً أمطِري
وعلى الأشرار نارا أنثري
أمطِري خبزا على كلّ فقير ٍ
أمطِري سُمّا على كلّ ثـَري))

ستلبي بغداد ندائك....
لن تضيع أحلامك مع الريح ولن تضيع أشعارك أبداً، أنك يا خلدون صاحب مسلة العشق الجميل، أشعارك وألحانك وأفكارك التي سطرتها في مئات القصائد الغنية، وأناشيدك الثرية بمضامينها البهية، ستكون كالفنار للأجيال التالية.
إن الغابة المحترقة سوف تخضرُ يوماً، وتزهر أشجارها، وتعقد ثمارها، حينها تتأمل حبيبتك
وسط الغابة أَو فوق الصخور المعشوشبة، تتفتّحُ عيناها كالنرجس، وتفوح وجنتاها كالقرنفل.

نعم يا خلدون نحن نحمل همومّ الفقراء، لكن....ماذا لو أفاقت مدن العراق من سباتها اللعين، وتفجّرت براكين غضبها، فنحن والسياطُ الطبقية منذ الطفولة تعارفنا، ما من مرةٍ تخاصمنا، ما من مرة تفارقنا، ثمانون عاماً والسياط الطبقية تنهكنا، ما زالت كأشواكِ نجوم الليل تلسعنا، ماذا يحدث... ماذا لو نلعنُ هذا الليل الأحمق، ماذا لو نمحوا هذا الليل البهيم، ماذا لو نعيد نشوةَ الأطفال هنيهة، لن نغيظ إنطاكية، ولا سفن الإغريق ستغرق.
فهل نعيد نشوة الطفولة...؟، وهل يتركنا الجلادون يوماً؟
إلى ذلك الحين لك خالص مودتي...

محمد الكحط – أبو هيلين-
ستوكهولم آب 2014م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام


.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف




.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة


.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط




.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا