الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُسْكُنِي فِي صَدْرِي هَذَا الخَرِيفْ

محمد الشوفاني

2014 / 9 / 28
الادب والفن



مَوْلاَتِي،
أرَاكِ بِلاَ خَارِطَةِ طَرِيقٍ
تَبْحَثِينْ،

وَإنْ خِفْتِ هَزِيمَ الرَّعْدِ
وَخِفْتِ العَوَاصِفْ،

وَإنْ رَوَّعَتْكِ زَخّاتُ البَرَدِ
صَلْدَةً تَنْزِلُ كَالحَصَى،

وَأذْعَرَتْكِ حَبّاتُهَا
تَقْرِعُ زُجَاجَ السِّيّارَةْ
وَتُضَاعِفُ وَحْشَةَ الظَّلاَمْ،

وَأنْتِ فِي الطَّرِيقِ
وَحِيدَةً
إلَى شُقّتِكِ الشَّاغِرَةْ ـ
أسْكُنِي فِي صَدْرِي هَذَا الخَرِيفْ.

إمْتَطِي غُرْفَتِي صَحْناً طَائِراً
تَسَكّعِي فِي أرْكَانِهَا
كَنَفْحَةِ عِشْقٍ
لَيْلُهَا فَسِيحٌ كَالنَّهَارْ،
وَاطْرَحِي ذِرَاعَيْكِ عَلَى وِسَادَاتٍ
مِنْ أزْهَارِ نَارَنْجٍ وَنُوّارْ.

إجْعَلِي خَدَّكِ عَلَى كَتِفِي
إغْرِسِي أظَافِرَكِ
حَيْثُ أشْبَاحُ الخَطَرِ
فِي حِكَايَاتِي،
إقْبِضِي بِقُوَّةٍ
عَلَى عُرْفِ عِفْرِيتٍ
يَصْعَدُ مِنْ قِنْدِيلِهِ كَدُخَانْ.

وَإذَا أمْتَعَكِ السَّهَرُ
وَنَفْحَةُ الرَّيْحَانِ
فِي غُرْفَتِي
وَرَأيْتِ الأمَانْ،
وَانْجَلَى لَكِ قَصْدُ الطّرِيقْ،
رَاجِعِي كُلَّ أثِيرَاتِ أحْلاَمِكْ،
إسْتَذْكِرِيهَا
فَفِي أحْضَانِي يَسْهُلُ التّذْكَارْ.

طُقُوسُ الخَرِيفِ قَدْ لاَحَتْ
ألاَ تَتَنَسَّمِينَ
رِيحَ القَرَنْفُلِ فِي التُّرَابْ؟
ألاَ تَسْمَعِينَ
طُيُورَ النَّوَارِسِ
تَتَعَقَّبُ زَوْرَقاً مُبْحِراً ـ
حُرَّةً عَلَى أهْدَابِ السَّحَابْ؟

أُسْكُنِي فِي صَدْرِي دَافِئَةً
هَذَا الخَرِيفْ،
هِيمِي فِي الشَّرَايِينْ
تَرَيَّثِي فِي مَجْرَاهَا
تَمَهَّلِي فِي الإنْحِدَارْ،

أوْ أبْحِرِي فَوْقَ أنْفَاسِي
تَمَشِّي عَلَى الخَلاَيَا
كَمَا تَشَائِينَ دُونَ إسَارْ.

لاَ تَذْرِفِي دَمْعاً عَلَى لِقَاءاتِ صَيْفٍ
أمْسَى تَارِيخاً،
وَذَابْ.

مَوْلاَتِي
إذَا طَابَتْ لَكِ رُفْقَتِي
تَمَسَّكِي بِأحْلاَمِكِ بَيْنَ ذِرَاعِيَّهْ
لاَ تَخْشِي أقْدَامَ غُولٍ كَالصَّخْرِ
تَطْرِقُ الأسْمَاعْ،
أوْ طُوفَانَ مَوْجٍ قَادِمٍ هَاِدرْ.

أحْلُمِي يَا مَوْلاَتِي كَمَا تَشَائِينْ
حِينَمَا تَطَئِينْ
حَقْليَّ الطَّائِرْ،

وَأيْنَمَا تَلَفَّتَ خَاطِرُكِ
فَوْقَ مَسَارَاتِ البَرْقِ
سَوْفَ تَرَيْنْ
سَنَابِلَ القَمْحِ تُهَدْهِدُ ألحَانَهَا
حَزمْةً حَزْمَةً
لِأيِّ نَاظِرْ.

وَمَتَى طَابَ لَكِ
سَوْفَ تَحْصُدِينَ بِأنَامِلِكِ أنْسَاماً
بِمِسْكِ اللّيْلِ
وَنُكْهَةِ النَّعْنَاعِ وَالسُّوسَانْ.

أسْكُنِي فِي صَدْرِي دَافِئَةً
هَذَا الخَرِيفْ
وَإذَا شِئْتِ نَامِي،
أوِ اقْطُفِي كَوْمَةَ أقْحُوّانْ.

أقْدِمِي
قَبْلَ أنْ يُدَاهِمَنَا حَتْمُ الفِرَاقْ،

أوْ وَدَاعاً
وَإلَى اللّقَاءِ فِي مَمَرَّاتِ الحُلْمِ
أوْ فِي حَيَاةٍ مُوَازِيَّةٍ دُونَ زَمَانْ ،
حَيْثُ القُبُلاَتْ
تَنْبِضُ حَارَّةً بِدُونِ شِفَاهْ.

مَوْلاَتِي لاَ تَنْثُرِي دَمْعاً
كَرَطْبِ النَّدَى عَلَى الخَدَّيْنْ،
أسْكُنِي فِي صَدْرِي،
أطْبِقِي جَفْنَيْكِ الغَالِيّيْنِ
كَوَرْدَةِ زَعْفَرَانْ.

رُبَّمَا، فِي الغَيْبِ،
ذَاتَ رَبِيعٍ مِنْ عُمْرِنَا،
يُصَادِفُنَا الحُبُّ لَحْناً شَارِداً،
يُوقِدُ ضَوْءاً فِي تِيهِ المُنْعَطَفَاتْ،

وَرُبَّمَا تَسْرِي مُنْدَفِعَةً
مِنْ قَلْبٍ لِقَلْبٍ
خُيُوطٌ لِلْوَصْلِ طَائِعَاتْ.

محمد الشوفاني




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??