الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاج ياسين في روايتي العتيدة

شوقي سالم جابر

2014 / 9 / 28
الادب والفن


كان جدهما الحاج ياسين رحمه الله يلبس اللباس الشعبي الفلسطيني الذي وَرِث ثقافته والاعتزاز به عن أجداده جيلاً بعد جيل, الحطة, والعقال, والسروال, والقمباز, والعباءة, والحزام الثخين وكان يحتفظ باليرغول خاصته الذي كان يعزف به النغم الفلسطيني الجميل, الذي يؤمّل للمُهَجّر الفلسطيني قرب عودته الحتمية لموطنه وتذكره أن له قدماً راسخة في عالم الموسيقى الشرقية الأخاذة, فكانت القلوب تتراقص بنفث الحاج ياسين يرغوله المُطيع لهوى صاحبه وكانت أصابع الحاج ياسين تتراقص على اليرغول تراقص وجدان السامعين طرباً "بزريف الطول" و " يازارعين السمسم" ولي أن أقسم لكم بأن جبل الجرمق لو استمع لعزف الحاج ياسين, لفرح قلب الجبل واهتز طربا بكتفيه محاولاً رمي نير الغاصبين عنهما.
الحاج ياسين كان يُوصي ورثته خيراً باليرغول, وكأنه يوصيهم بفلسطين وملامحه السمحة تُحذرهم من فتوى تُحرم عليهم الدبكة في الأفراح.
وهو لا يزال يُكثر الحديث للأطفال عن فلسطين قبل الاحتلال, جمالها وطيب أهلها وبساطتهم, يُحدّثهما عن العنب والرمان والجميز وعن الأفراح القديمة وكيف خطبوا لهُ جدتهم وذكر أنه رآها لأول مره وهي تحملُ جرةَ ماءٍ مع والدتها عائدتين من نبعٍ قريبٍ من بيسان, لكنه لم يَعيب على نعناع غزة في حزيران, فهو عادل القول ولا يقول إلا ما يرضي الهر, الحاج ياسين يُصِر على براءة فلذة كبده مُدللاً على ذلك بأنه لم يُطعم أبنائه إلا الحلال, وهو ما زال ينتظر يوم القيامة للحصول على البراءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت