الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان:التفاوض فن والمفاوض فعل حب.

خالد ممدوح العزي

2014 / 9 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


لا تزال قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش"الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام "تراوح مكانها. بالرغم من المحاولات الحثيثة التي تبدلها الحكومة اللبنانية، وبمساعدة قطرية للوصول إلى حل نهائي يخرج العسكريين من قبضة التنظيم الأكثر أجراما ،بسلام ويحفظ للجيش هيبته وكرامته بعد الاعتداء عليه في معركة عرسال الأخيرة .
بالوقت الذي لا يزال أهالي المخطوفين العسكريين يواصلون احتجاجاتهم وتصعيدهم التدريجي للضغط على الدولة للإسراع في عملية التبادل المتعثرة ، قبل أن تقوم عناصر الدولة الإسلامية بتنفيذ إي عملية إعدام بحق هؤلاء الجنود ،بعد أن لجاءت الأخيرة إلى ذبح ثلاثة من هؤلاء الرهائن الأبرياء في عملية استعراضية وحشية من خلال نشرها لصورهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حيث تمتلك هذه القوى قدرات هائلة وواسعة في استخدام هذه التقنية والتكنولوجيا الحديثة للتأثير على الرأي العام اللبناني والعالمي .
الرئيس سلام أعلن من الدوحة :" إن ما يعانيه أهل العسكريين نعانيه نحن ،وأرواح هؤلاء الجنود بذمتنا، ومسؤوليتنا جميعا للحفاظ عليهم ".
بالطبع التفاوض عملية صعبة جدا ومعقدة ،وخاصة كما أشار الجنرال عباس إبراهيم أثناء وجوده في الدوحة ضمن الوفد الحكومي الذي زار قطر مؤخرا بتاريخ 14 أيلول 2014 للبحث في عملية التفاوض من خلال المساعدة القطرية. فالعملية صعبة جدا بحسب رأي الجنرال إبراهيم لان التفاوض سيكون بين فصيلين إسلاميين متطرفان ،"النصرة"،و"داعش"، وهذا سيعقد الأمور للاختلاف في طلبات الخاطفين.
بالرغم من تأكيد أمير قطر للرئيس تمام سلام أثناء الزيارة على أن بلاده تسعى جاهدة لمساعدة لبنان بكل ما يحتاجه وبذل كل المساعي لتحرير العسكريين إلا الأمور لا تزال صعبة ،وهنا لابد من الإشارة إلى القرار الحكيم الذي اتخذته الحكومة بالتفاوض لأجل سلامة العسكريين وفك أسرهم ،وهذا الموضوع لا يعني الاستسلام لمطالب الإرهابيين.
التفاوض هو عملية وساطة تقوم بين دولة أو أفراد أو هيئة غير حكومية من اجل إيجاد تسوية للخلاف القائم بين طرفين .الوسيط يتبع طريق الواسطة من خلال التفاوض ويمكن وصفه بطويل البال ويمتلك خبرة دبلوماسية جيدة ، تقوم على فن الممكن والهدوء والحذر في سير المفاوضات ،لأنه يقترح نفسه حلالا للازمة، وبالتالي هي مساعي شخصية ومسؤولة ، وحميدة يقوم بها هذا الوسيط بصورة سرية بعيدة عن الإعلام والأضواء والدعاية بالرغم من التعب والجهد والمخاطر الذي تعترض الوسيط ،تتميز الوساطة بالأساس بكونها اختيارية وطوعية ،وتتجلى هذه الصفة بالأمور التي تحكمها:
1-مبادرة الوسيط ،حيث لا شيء يلزمه،لتقديم وساطته.
2-موافقة الطرفان اللذان يتمتعان بحرية كاملة في رفض او قبول الوساطة .
3-قبول جميع الأطراف بشخصية الوسيط الذي لا يشكل شخصه عاملا استفزازيا لأحد.
وبالتالي تكون نتائج الوساطة ليست إلزامية ولا تفرض على طرفي النزاع .
الجنرال عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني والوزير الذي لا يملك حقيبة هو من يقوم بدور الوسيط الطوعي ، فالجنرال له باع طويل في عملية التفاوض، وكان له تجارب سابقة في الوساطة تكللت بالنجاح، فالعملية الأولى كانت مع مخطوفين إعزاز والذي استطاع أن ينهي ذلك الملف والعودة بهم إلى ربوع الوطن ، وهذا الملف أعطى الجنرال مصداقية جديدة تخوله من جديد في القيام بوساطة ثانية عرفت براهبات معلولة بين النظام السوري وجبهة النصرة انتهت بإقفال الملف وتحرير الراهبات وإطلاق سراح سجينات سوريات من سجون الدولة السورية .
وفي عملية التفاوض لأجل العسكريين هذا هو الجنرال إبراهيم من جديد يعمل جاهدا كوسيط لأطلق سراح أبناء المؤسسة العسكرية رفاقه بالسلاح وأبناءه بالإنسانية ، هو الأمين والجدير على تنفيذ هذه الرسالة الإنسانية والأخلاقية، هو من يستطيع تنفيذها والخروج منها بنصر وإبرام اتفاق لتبادل الأسرى وإخلاء سبيل العسكريين من الأسر محافظا على هيبة الدولة وكرامة الضباط والشهداء التي حاولت" داعش" التعرض لهم .
فالجنرال إبراهيم هو رجل إطفاء الحرائق في زمن اللهيب في عالمنا العربي ،وهو المفاوض الناجح والأمين على إنجاح هذه المهمة ،لأنه رجل المهمات الصعبة .
عباس إبراهيم مدير الامن العام اللبناني ،هو رجل الدولة بامتياز وهو العسكري المغوار الذي قاد هذه الوحدة ويتصرف كمغوار حقيقي في ظل الحرب ،عباس إبراهيم الذي اثبت نجاحه في كل المواقع والمهام الذي ترأسها، وكذلك تسلمه للملف الفلسطيني الذي كان بارعا في التعاطي معه.
استطاع اللواء عباس أن يتحمل المسؤولية وان يكون بكفاءة عالية ويتنقل بهذا الملف وسط حقول الألغام الذي كان حريصا أن لا تنفجر وتترك أثارها على لبنان ،لقد اتسمت فترة مسؤوليته بالهدوء والأمان والاستقرار الأمني الذي لم يسمح لأي خطر التسلل إلى داخل هذه المنطقة ،لقد ترك في الجنوب بصمات طيبة وكانت عاصمة الجنوب أمانة في رقبته بالرغم من انه من الجنوب ،لكنه رجل دولة بامتياز من أبراع رجال الأمن الذين عاشوا في هذه المنطقة والذين تعاملوا مع الملف الفلسطيني نظرا لتشعبه ولحساسيته.
فالجنوب والمخيمات والأهالي يعتبرون عباس إبراهيم من أهم وأكفئ الضباط الذين كتب لهم أن يمروا على الجنوب ويخدموا لبنان حيث أدار هذه الملفات الساخنة والكبيرة بحس وطني وقومي وإنساني وأخلاقي ،لكن الأهم هو وجوده الجديد في موقع كمدير للأمن العام ليقوم في تنفيذ هذه الوساطة لحل هذه مشكلة الجنود الأسرى المرتبطة بعدة أطراف ودول وأجهزة أمنية .
عباس إبراهيم رجل دولة عابر للمذاهب والطوائف لأنه إنسان ورجل بامتياز ، فالجنرال يؤكد للبنانين وللعالم وطينته اللبنانية المسؤولة ،من خلال تقديم نفسه وسيط في قضية إخوتنا العسكريين المخطوفين ،فالجنرال الذي يجوب العالم ويحط في مدن وعواصم عالمية مختلفة لأجل إتمام عملية الإفراج السريع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة